الصباح العربي

انطلاق الكان 2025.. لحظات استثنائية في الجولة الأولى

الخميس 25 ديسمبر 2025 06:08 مـ 5 رجب 1447 هـ
الجولة الأولى لكأس الأمم
الجولة الأولى لكأس الأمم

انطلقت الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025 بحلة مليئة بالإثارة والمفاجآت، حيث تميزت المباريات بأحداث غير تقليدية وأرقام قياسية استثنائية، عكست روح المنافسة الشرسة للكان، وجعلت كل لحظة على أرض الملعب وخارجه محط أنظار الجماهير والنقاد على حد سواء.

انطلقت الجولة الأولى بمواجهة مصر وزيمبابوي، وشهدت المباراة لقطة غير معتادة، حين عرض مخرج اللقاء صور لاعبي زيمبابوي أثناء عزف النشيد الوطني لمصر، ما أثار موجة من السخرية وانتقادات حادة بين المتابعين.

أثار حارس زيمبابوي المخضرم أريبي واشنطن، البالغ من العمر أربعين عامًا، اهتمام الجميع بعودته للمشاركة ضد منتخب مصر، بعد غياب طويل منذ مواجهتهما عام 2013، ليؤكد بذلك استمرارية جيل كامل من اللاعبين في الساحة الإفريقية.

وفي سياق آخر، تصدّر اللاعب الزيمبابوي جونا فابيش الأنظار بقصة حياته الفريدة؛ فهو مولود في كينيا ويحمل الجنسيتين الألمانية والزيمبابوية، واختار تمثيل منتخب زيمبابوي، وهو ابن المدرب الألماني رينارد فابيش، الذي قاد المنتخب ذاته في مباراة مصر ضمن تصفيات كأس العالم 1994، حيث شهدت المباراة حادثة إصابة غير اعتيادية للاعب مصري أدت لإعادة اللقاء في فرنسا، وفقدان مصر فرصة التأهل، في حدث يُعد الأول من نوعه.

أما من بين المواقف الطريفة والغريبة، فقد انتشر مقطع لمشجع مصري يفرح بهدف زيمبابوي في مرمى منتخب بلاده، ما أثار موجة واسعة من التعليقات السلبية وانتقادات الجمهور بسبب تصرفه المفاجئ.

خلال مواجهة الكونغو الديمقراطية وبنين، تعرضت تقنية الـVAR لعطل مفاجئ، ما حال دون احتساب ركلة جزاء واضحة للمنتخب البنيني.

حاول الحكم مراجعة اللقطة على الشاشة، لكنه اكتشف توقف الجهاز عن العمل، ليضطر إلى استمرار اللعب دون تسجيل الركلة، ما أثار جدلاً تحكيميًا واسعًا منذ بداية البطولة.

وفي عام 2019، كان دينيس أوميدي، لاعب منتخب أوغندا، يعيش حياة بعيدة عن الأضواء؛ نهاره مكرس للدراسة للحصول على دبلوم في التمريض، وليله يقف حارسًا في السجن مرتديًا الزي الرسمي، بينما كانت كرة القدم مجرد شغف جانبي.

رغم ذلك، ظل حلم الاحتراف يرافقه، فبدأ مسيرته في نادي كيتارا الأوغندي قبل أن ينتقل إلى نادي APR في بوروندي، خطوة بسيطة لكنها بمثابة إنجاز شخصي له.

وبعد ست سنوات، وفي سن الحادي والثلاثين، وجد نفسه يلعب مع منتخب بلاده في كأس أمم إفريقيا، ويسجل هدفًا أمام تونس في أولى مباريات البطولة، ورغم الخسارة 3-1، كان هدفه بمثابة انتصار شخصي، احتفل به بحماس شديد أثار دهشة البعض.

شهدت الجولة الأولى من البطولة لحظتين مثيرتين لا تُنسى، الأولى كانت مع منتخب مصر الذي استطاع قلب الطاولة بعد تأخره 1-0 أمام زيمبابوي ليحقق الفوز 2-1، والثانية لمنتخب بوركينا فاسو الذي عاد من تأخره بهدفين أمام غينيا الاستوائية ليحرز هدفين قاتلين في الدقيقتين 95 و98، مما أشعل حماس الجماهير.

ولم تتوقف الإثارة عند هذا الحد، فقد جاءت نتائج الجولة الأولى للمجموعة الثانية، التي تضم مصر وجنوب إفريقيا وأنغولا وزيمبابوي، متشابهة بشكل لافت، إذ انتهت جميع المباريات بنتيجة 2-1.

منتخب جنوب إفريقيا انتزع الفوز من أنغولا في اللحظات الأخيرة، تمامًا كما فعل منتخب مصر أمام زيمبابوي بهدف قاتل جعل الفراعنة يحققون الثلاث نقاط.

كما خطف حارس منتخب بوتسوانا، جواتسيوني فوكو، الأنظار رغم تلقي شباكه ثلاثة أهداف أمام السنغال، إذ نال تقييمًا مثاليًا 10 من تطبيق سوفا سكور العالمي، بعد أن تصدى لـ14 محاولة على مرماه، بينها عشر تسديدات داخل منطقة الجزاء، محققًا بذلك رقماً قياسياً في عدد التصديات طوال تاريخ البطولة.

تميزت الجولة الأولى بأرقام قياسية لافتة، حيث سجل منتخب مصر رقماً جديداً بعد أن أطلق 35 تسديدة على مرمى زيمبابوي، وهو أعلى معدل تسديد في مباراة بكأس الأمم الإفريقية منذ عام 2010، بحسب تصنيف أوبتا العالمي.

كما حملت البداية مفاجآت غير مسبوقة، إذ شهدت البطولة إهدار ركلتي جزاء في أول مباراتين، الأولى للمغرب أمام جزر القمر، والثانية لمنتخب مالي أمام زامبيا، وهو ما لم يحدث سابقاً في تاريخ الكان.

ومن جهة أخرى، كتب نجم منتخب الجزائر رياض محرز اسمه في تاريخ البطولة بتسجيله أسرع هدف في نسخة 2025، بعد مرور 81 ثانية فقط على انطلاق مباراة بلاده أمام السودان، ليكون افتتاحية مذهلة للمسابقة.

واصل المنتخب الجزائري لفت الأنظار، هذه المرة من خلال لوكا زيدان الذي ظهر لأول مرة حارساً لمرمى الجزائر في مباراة رسمية، وسط أجواء مميزة بحضور عائلته بالكامل، وعلى رأسهم والده الأسطورة زين الدين زيدان في المدرجات لتقديم الدعم والمساندة، في لقطة مليئة بالجانب الإنساني والعاطفي الذي أثر في الجميع.

شهدت بعض نجوم البطولة لحظات من الغضب، أبرزها نجم منتخب نيجيريا فيكتور أوسيمين، الذي أعرب عن استيائه بعد استبداله، ورفض الاستماع إلى محاولات المدير الفني إريك شيل لتهدئة الوضع واحتواء الموقف.

توجه المهاجم الجزائري بغداد بونجاح إلى غرفة الملابس غاضبًا بعد الفوز على السودان، متجنبًا الاحتفال مع الجماهير، وذلك بسبب استياءه من عدم تمرير الكرة إليه في الثواني الأخيرة من المباراة من قبل زميله عادل بولبينة.

أظهر محمد شحاتة، لاعب منتخب مصر، روحًا إنسانية رائعة خلال مواجهة زيمبابوي، عندما خلع جاكته وقدمها لطفل مغربي صغير بسبب قسوة الطقس البارد في الملعب.

هذه البادرة لاقت استحسانًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المتابعون بعفوية تصرفه وبدون أي مراوغة أمام الكاميرات.

ويأتي هذا المشهد بعد أيام قليلة من موقف مماثل في مباراة تونس وأوغندا، عندما اهتم لاعبو نسور قرطاج بحماية الأطفال المرافقين لهم من الأمطار قبل انطلاق المباراة، وهو ما أكّد للجماهير مرة أخرى أن كرة القدم تتجاوز النتائج لتصبح مرآة للأخلاق والإنسانية.

واختتمت الجولة بانتصارات لمنتخبات شمال إفريقيا، حيث حققت مصر والمغرب وتونس والجزائر الفوز، في حين تكبد منتخبا جزر القمر والسودان الهزيمة.