الصباح العربي

بعد حذف الأصفار.. هل تنهي العملة السورية الجديدة أزمة الأسعار؟

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 01:00 صـ 10 رجب 1447 هـ
الليرة السورية الجديدة
الليرة السورية الجديدة

أصبحت الليرة السورية لأكثر من خمسين عاماً تحمل صور حافظ الأسد وابنه بشار، فكانت جزءاً من اليوميات السورية في الأسواق والمدارس والمصارف، مرتبطة بذكريات السلطة والأزمات.

انتهت هذه الحقبة الآن مع إعلان مصرف سوريا المركزي إصدار فئات نقدية جديدة تماماً، خالية من أي صور شخصية أو رموز سياسية، لأول مرة منذ السبعينيات.

أوضح حاكم المصرف عبد القادر الحصرية أن التصاميم الجديدة مستمدة من التراث والطبيعة السورية، لتعبر عن هوية وطنية شاملة بعيداً عن تمجيد الأفراد، في رسالة واضحة عن بداية مرحلة مختلفة.

لا يُرى في هذا الإصدار علاجاً فورياً لمشكلات الليرة، بل خطوة أساسها نفسية لاستعادة الثقة المفقودة بعد سنوات من التضخم الشديد والانهيار.

ويذكر أن كان سعر الدولار قبل الأزمة عام 2011 حوالي 50 ليرة، ثم تجاوز 15 ألفاً في أسوأ أوقاته، واستقر مؤخراً فوق 11 ألفاً، مما أجبر الناس على حمل كميات كبيرة من الأوراق التي تحمل وجوه الأسدين.

يعاني الاقتصاد السوري من نقص حاد في الاحتياطي الأجنبي الذي لم يتعدَ بضع مئات الملايين دولار، مع تراجع الصادرات والسياحة وانخفاض التحويلات من الخارج بسبب النزوح الواسع.

يروي قصصاً مثل أمجد، الطفل السوري المقيم في الخارج، الذي لا يعرف الليرة إلا من أوراق قديمة يحتفظ بها أبوه، فأصبحت بالنسبة لجيله رمزاً للمنفى أكثر من وسيلة تبادل يومية.

تشمل الخطة حذف صفرين، فتصبح كل مئة ليرة قديمة تساوي ليرة واحدة جديدة، مع ست فئات فقط، لتسهيل الحسابات دون تغيير في القيمة الفعلية، وسيتم الطباعة لدى جهات متعددة لضمان السلامة، مع سحب تدريجي للقديمة ومراقبة دقيقة للكتلة النقدية لتجنب أي تضخم إضافي.

يعيش معظم السوريين تحت خط الفقر، وسيبدأون قريباً التعامل مع ليرة جديدة خالية من رموز الماضي، لكنها تحمل تحديات الحاضر الاقتصادي، وقد يفتح هذا التغيير باباً للتفاؤل بإعادة بناء الثقة، إلا أنه يذكر بأن الإصلاح الحقيقي يحتاج جهوداً أوسع في الإنتاج والاستقرار، بعيداً عن مجرد تغيير الشكل الخارجي.