فى حوار للصباح العربى
أمين البحوث الاسلامية ” لا نملك حق مصادرة الفضائيات ..وكتب التراث لن تتغير
قال الدكتور محي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية إن الأزهر لا يملك حق مصادرة الفضائيات التى تهاجمه ، ويعيش أكبر فترة من التحديات ،مضيفاً أن قضية تجديد الخطاب الديني تتعلق بالوسائل والأساليب العصرية في تجديده وليس بقال الله وقال الرسول فقط ولا بد من استخدام المنهج العقلي.
وأضاف خلال حواره أن كتب التراث لن تتغير ولكن الجدل حول بعض الموضوعات فى المناهج الازهرية ،لافتا إإلى أن أبرز ما يتميز به الأزهر أنه لديه رؤية فى النصوص العليمة ورؤية وسطية ، عكس بعض الجامعات المتشددة التى لا تقرا النصوص الشرعية وتفسرها لأهوائها سواء من المدارس السلفية أو غيرهم ، هؤلاء يتعاملوا مع الناس بالعزائم ولا مجال للرخصة لديهم.
نص الحوار
بداية .. كيف ستجددون الخطاب الديني الذي طالب به الرئيس؟
الأزهر أصدر وثيقة لنبذ العنف وووثقة للحريات وهذا يصب فى اطار تجديد الخطاب الديني وموضوع بيت العالئلة المصرية واهمية السماحه والوسطية بين الازهر والكنيسة ، وطريقة الرد على بعض المصطلحات مثل الحاكمية والخلافة ودعا جميع العلماء لكشف الارهاب كل ذلك يصب في صالح الخطاب الديني.
الخطاب الديني في فلسفته ومكوناته هو عبارة عن قضايا معاصرة ومفاهيم تصحح ووسائل واساليب وميادين غير نمطيه وقمنا بقوافل توعية للشباب لتنمية حب الوطن وتواصل مع قطاعات الشرطة والجيش والأمن المركزي وشركات البترول
وانشأنا قناة على اليويتوب وهناك تفاعل مع القضايا على مدار الساعه ولا يمكن للمؤسسة الازهرية أن تستمر ، كما أن الازهر غير متحجر في رؤيته وبعد ثورة 25يناير المتغيرات كثيرة على الأرض ، نحن نقر بالتحديات الموجودة ولدينا أن نتحمل المسئولية .
كيف ترى أن الخطباء مؤهلين لتجديد الخطاب الديني ؟
تجديد الخطاب الدين يتعلق بالوسائل والاساليب العصرية في تجديده وليس بقال الله وقال الرسول فقط ولا بد من استخدام المنهج العقلي من وعاظ الأزهر والاهتمام بالإمام من الناحية المادية وهمومه –واطالب الدولة بتحسين المستوى المعيشي على القائمين بالخطاب الديني لأنه لديه احتياجات ، وكثير من القائمين على مشاكل الخطاب الديني لا يفهمون التعامل ويتعامل كأنها وجبة جاهزة
ما رأيك في السلفية ؟
هناك ثوابت في قراءة النصوص الشرعية ، وهناك منهجية علمية ، وأبرز ما يتميز به الأزهر أنه لديه رؤية فى النصوص العليمة ورؤية وسطية ،ونرفض دخول جماعات متشددة لا تقرا النصوص الشرعية وتفسرها لأهوائها سواء من المدارس السلفية من المتشددين ، هؤلاء يتعاملوا مع الناس بالعزائم ولا مجال للرخصة لديهم وهناك نصوص قى القران قال الله تعالى ما جعل علم فى الدين من حرج ، والنبي قال بشر ولا تنفر ، دور من يتحدثون ويعملون فى مجال الدعوة ويطرحون الخطاب الديني أن يركزوا على الشرائع السماوية ، والله غنى عن ارهاق الناس لأن الإسلام دين السماحه –وهذه الجماعات تقرأ الإسلام بفكرها الخاص ، لكن الأزهر يحترم التعددية الفكرية ولا يجعل لنفسه وصاية على أحد ولا يمارس نوع من الوصاية الدينية ودوره يبين الرأى الشرعي والناس تفعل ما تريده ولا يحكم على أحد أنه من أهل الجنة أو من أهل النار.
من المسئول عمن جعل الاعلام يهاجم الأزهر ؟
الإعلام الخاص والسموات المفتوحة لم تجد سقف للحريات ، والأزهر أحد مؤسسات الدولة لا يملك حق مصادرة الفضائيات التى تهاجمه ، ونعيش أكبر فترة من التحديات ونرحب بالنقد والأزهر ليس فوق النقد ، لكل الحق في أن يعبر عن وجهة نظره.
كيف يتم التجديد فى الخطاب الدينى وهل سيتطرق الى النصوص الثابتة؟
- نؤكد انه لا تجديد فى النصوص أو الأصول، لكن التجديد فى طرق الفهم والتعاطى للنص الشرعى سواء فى القران أو السنة، لذلك لا يمكن ان يقبل فى القرن الحادى والعشرين ان يفهم النص الشرعى بطريقة مضت منذ خمسة قرون ولا يمكن استدعاء قراءات ذهنيه للنصوص الشرعية كانت لها زمنها وسياقها ومبرراتها ومن هنا أؤكد على ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان وذلك من خلال تكييف القضايا المعاصرة فى ضوء النصوص الشرعية.
لماذا انتشرت فوضى الفتاوي؟
التفوى تتغير بتغير الزمان والمكان ، وبالمتغيرات على الأرض ايضا ،وهناك علاقة بين فوضى الفتاوي وتجديد الخطاب الديني ، والمصيبة الكبرى التى نجني ثمارها بسبب فوضى الفتاوى دخول غير المؤهلين في عالم الفتوى،فأصبح مشروع بيزنس من خلال الهاتف الصوتى بمجرد قرائته كتاب يصبح مفتي .
وكيف تتعاملون مع الجماعات المتطرفة؟
التعامل مع الجماعات المتطرفة يبدأ بالانعزال وأن المجتمع جاهلى ولا بد وأن يتغير حتى يعطي لنفسه مبرر شرعي حتى يستبيح كل شيء تحت مسمى التكفير وحنى نكون واقيين الجماعات التكفيرية أحدثت حاجزا منيعاً بين المؤسسات الدينية وكفرت علماء الأزهر ، وفكر هذه الجماعات لن تتغير إلا بمشيئة الله وكلننا نعمل عى مسألة التحصين والحماية ، وكيف نحافظ على البقية حتى لايتسرب الى عقولهم فكر هذه الجماعات وكيف نكشف زيف هذه الجماعات وتشويهها للدين .
والارهاب صناعة ارهابية وليس محلية ومسئول أمركي قال ان داعش تشتغرق ثلاثين للقضاء عليها ، والغرب يستخدم داعش كورقة ضغط فى المنطقة ونتعامل مع طوفان وهى أداة من تفكيك المنطقة ويعزف على وتر العاطفة الدينية خاصة الشباب الذي لا توجد لديه معلومات الدينية .
ما دور مجمع البحوث الاسلامية فى تجديد الخطاب الدينى؟
- يعمل مجمع البحوث الإسلامية على ارسال قوافل دعوية لتوعية الشباب، كما نتواصل مع قوات الجيش والشرطة وشركات البترول، وقمنا بانشاء قناة على اليوتيوب لنشر صحيح الدين والتفاعل مع قضايا المجتمع ساعة بساعة، وقمنا بطرح قضايا حديثه لم تكن موجودة لتلبيه احتياجات الناس.
هل الخطاب الدينى موجه أم هو خطاب عام مفتوح يقول فيه الموكلون به ما يشاؤون للناس؟
- لا يمكن ان يكون مفتوحا لأن الامر به ثوابت فى قراءة النصوص الشرعية من خلال المنهجية العلمية المتاحة لدى الأزهر الشريف فى التعامل مع النصوص ولا يمكن لأحد لا يملك التأهيل العلمى ان يتعامل مع النص وهذا، ما جلب علينا الويلات بسبب دخول الجماعات التى لا تملك التأهيل العلمى، واذا بهم يفسرون النصوص الشرعية بطريقة تؤيد توجهاتهم الفكرية مثل السلفية وغيرها من المتشددين والغلاة الذين لا يرغبون فى ايضاح سماحة ويسر الاسلام وهناك ما يسمى فى الاسلام بالعزيمة والرخصة هؤلاء يريدون ان يتعامل الناس مع الدين بالعزائم أى لامجال للرخصة بدعوة انهم حريصون على شرع الله، رغم ان هناك نصًا فى الدين «وما جعل عليكم فى الدين من حرج» والنبى صلى الله عليه وسلم قال: «ان الدين يسر ولن يشد الدين احد إلا غلبه» وقال النبى لأبى موسى الأشعرى ومعاذ ابن جبل حينما بعثهم الى اليمن: «بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وما خير النبى بين امرين إلا اختار أيسرهما، ويجب على من يعملون على طرح الخطاب الدينى بالاعتماد على صحيح الاسلام المبنى على مصلحة الناس، فأينما وجدت المصلحة فسم شرع الله، وبالتالى فإن الله سبحانه وتعالى غنى عن ارهاق الناس، فسماحة الاسلام تعتمد على التيسير وليس التعسير.
تشهد مصر فى الآونة الأخيرة حالة من التشكيك فى الصحابة والاساءة للنبى محمد عبر وسائل الاعلام فهل من الممكن اعادة توازن الخطاب الدينى الإعلامى؟
- لا يمكن فعل ذلك فى هذا التوقيت لأن هناك نوعًا من التحامل العالمى الكبير غير مبرر لتحميل الأزهر فاتورة الارهاب ونحن الأن فى صدد اصدار بعض المنشورات لاظهار الحقيقة وهناك امور مخالفة يعمل الأزهر على الرد عليها، ولكن بيزنس الاعلام الخاص جعل الحريات بلا سقف،له والأزهر لا يملك حق المصادرة على الاعلام، فنحن نعيش اسوء مرحله ولسنا فوق النقد ونرحب به وقال الامام الاكبر انه على رأس المؤسسة الازهرية وليس فوق النقد.
هل كتب التراث تحتاج الى تنقية؟
- التراث لن يتغير ولكن الجدل حول بعض الموضوعات فى المناهج الازهرية مثل التعامل مع الاخر، ولا ننكر انها تحتاج الى تغيير فحينما يأتى احد بحديث رسول الله «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم فى طريق فاضطروه إلى أضيقه»، فهذا لا يصلح قاعدة تشريعية حسب اسباب نزوله وامر عدم تهنئة المسيحى فكيف وقد امرنا الرسول بالزواج من المسيحية والذهاب بها الى الكنيسة وانتظرها حتى تنتهى من عبادتها فكيف يمنعه من التهنئة كل هذه الموضوعات تم احلالها واستبدالها بقضايا معاصرة تتناغم مع العصر مثل حديث المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.

