الإثنين 23 يونيو 2025 08:33 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
×

فضل أمهات المؤمنين رضي الله عنهم

الأحد 26 يوليو 2015 05:37 مـ 9 شوال 1436 هـ

قال سبحانه جلَّ شانُه: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 32، 33].
 
ومما يدلُّ على فضلِهنَّ وكرَمِهن وحيازتهن على الفضائل العليَّة، والآداب الزكية - أن الوحي المبارك يتنزَّل في بيوتهن في الليل والنهار، وفي العلانية والإسرار، وليس بعدَ ذلك الفضلِ شرفٌ ومنقبَة، ومنزلة ومَرتَبة؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 34].

وقد نقَلَت أمهاتُ المؤمنين ما يَدور في البيت النبوي من الهَدْي والسَّمْت إلى الأمة الإسلامية؛ حيث كنَّ يرَين أعماله ويسمَعْن أقوالَه، ويُلاحِظْن تصرفاته، ويَروِين للأمة أحاديثه وأقواله وتقريراته.

 لقد بيَّن القرآن الكريم من السور الشريفة، والآيات الكريمة أن لأمَّهات المؤمنين فضائلَ ومناقبَ شريفة لا توجد في بقية الرجال، فضلاً عن النساء؛ فمن تلك الفضائل:

أنَّهن لهن الأمومة على جميع المؤمنين والمسلمين، معَ ما لهن مِن شرَف الصُّحبة والمعيَّةِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا مَن رفض الأمومة مِن الكافرين؛ قال تعالى موضِّحًا ذلك الحُكْم بأتمٍّ وضوح، وأبلَغِ فَصاحة وبيان، وأقوى حجةٍ وبرهان: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾ [الأحزاب: 6].
 
ومِن الفضائل العليَّة أنَّهن اختَرْن الله ورسولَه والدار الآخرة على زينة الدنيا ومَتاعها، والصبر على الجوع ومَرارة المصيبة، والعيش على ما تيَسَّر مِن زادٍ قليل، ومتاع مِن كسوةٍ وبيتٍ مِن سَعف النَّخيل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28، 29].
 
ما ظنُّك بنساءٍ يمرُّ عليهن الهلال والهلالانِ ولا يوقَد في بيوتهنَّ نار؟! بل طَعامهن طعامُه صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث: ((ما أشبَع رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أهلَه ثلاثةَ أيام تِباعًا من خبز حِنطة))، أو مِن خبز يابس وتمرٍ رديءٍ وخَلٍّ قديم.
 

ومِن الفضائل أنَّ لهن مِن الأجر والمثوبة ما لِغَيرهن وزيادة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 31]، والسبب أنَّهنَّ عايَشْن التنزيل، وصبَرن مع الرسول الكريم في اليسير القليل، ووَقَفْن معه في الظروف الحرجة، والأوقات الصعبة، وتحمَّلن معه أعباء الدعوة؛ مِن أذًى وتعذيب وسخرية، وقُمن بنشر الميراث النبوي للذريَّة، وتصَدَّين للتعليم والتوجيه والتربية.