”الصباح العربي” تكشف حقيقة العلاقات المثلية الجنسية في مصر

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المثليّة الجنسية في المجتمعات العربية والإسلامية ، وإن كانت هذه الظاهرة تتنافي مع الطبيعة البشرية التي فطرنا الله عليها كما أنها تنافي القيم والأخلاق العربية ،برغم أن المثلية مجرَّمة قانونًا ومنبوذة اجتماعيًا في مصر، لكنها موجودة على أرض الواقع.
فعلي الصعيد المصري التمس المثليين جنسيًا خطاهم ومعتقداتهم سراً باستثناء من يؤيد تلك الأفكار الغريبة التي يعتقدون بمثل هذه العلاقة التي تبدأ بانجذاب في المشاعر بين الرجل والمرأة فيتم الارتباط ثم الزواج , خاصة وأن المثلية توجه جنسي لدى الشخص حيث يتسم بالانجذاب الشعوري والجسدي تجاه أبناء جنسه .
ومع انتشار العديد من مقاطع الفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت فى الفترة الأخيرة والتي تسجل حفلات زواج المثليين علامات استفهام كثيرة , وغضبا شعبيا جارفا حيث أنها من العلامات الهامة التي توضح التحول الخطير الذي يحدث فى المجتمع المصري هذه الأيام , فبدأت التساؤلات حول ما إذا كان انتشارهم وصل لدرجة الظاهرة أم أنها حالات فردية لا تذكر؟, كما أثيرت التساؤلات حول أعدادهم وأماكن تواجدهم وتجمعهم ؟ , وحول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة في مجتمع كمجتمعنا المصري؟.
رابطة "الأحباء"
أما عن الدول العربية فإن المثلية الجنسية مرفوضة شرعا وقانونا إلا أننا نجد أن لبنان أول دولة عربية تظهر فيها جمعية تدعو إلى الاحتفاظ بحقوق المثليين والمحافظة عليهم حيث أشهرت فى 10 ديسمبر 2005م , وتتخذ العاصمة بيروت مركزاً لنشاطاتها , وأما في مصر، فجرى تأسيس رابطةً غير رسمية تحت اسم "الأحباء"، تهتم بشئون المثليين وقد اتخذت من مقهى بالقاهرة مركزاً لها. وفي الجزائر، فقد قامت منظمات هدفها الدفاع عن الأشخاص المثليين و قد خُصص لهؤلاء نواد ليلية يجتمعون فيها.
وكان لابد لنا من التحدث إلى أصحاب القضية المطروحة لنتعرف على مشاكلهم وأسباب تطرقهم إلى مثل تلك الأمور الخارجة عن المألوف , كما كان لابد من التعرف على طريقة معيشتهم وتعاملهم سويا , قررنا الخوض فى التجربة والنزول إلى الأماكن التى يتواجدون بها فى وسط البلد , حيث المقاهى المعروفة هناك فى محيط منطقة البورصة ورمسيس وغيرها من المقاهى المعروفة هناك , دخلنا إلى هناك وتجسسنا لنلاحظ مجموعة من الشباب يجلسون سويا فى أحد الأركان ويقومون بحركات غير مألوفة بين الرجال , فى البداية ظننا أن هذه الحركات مجرد مزحة , ولكن بمرور الوقت بدأ الشك يدخل إلى قلوبنا بأن هؤلاء هم هدفنا المنشود , فنادينا على صبى يعمل بالمقهى وتحدثنا معه فأجابنا بحذر "دول عالم استغفر الله العظيم , ابعدوا عنهم ..ملهمش فى الحريم..شمال يعنى", وبعد أن تأكدنا من الموضوع قمنا إليهم وأستئذنا للجلوس لمناقشة أمر هام وبعد أن اطمئنوا لنا , بدأنا فى المناقشة :
الإنترنت السحري
يقول أ.م , طالب بكلية الحاسبات والمعلومات , أبلغ من العمر 21 عاما , وأحب فى البداية أن أصرح بأنني اكتشفت هذا الموضوع منذ عامين , فلم أكن أحب التعامل مع الفتيات أبدا , ولا تثيرني أيه صورة لأي فتاة مهما كان جمالها , بدأت فى البداية أبحث عن طريق الإنترنت عن المتعة الشخصية , وشاهدت فيديوهات كثيرة من خارج مصر لرجال يقيمون علاقة جنسية سويا , فبدأت الموضوع يثيرني , وهو ما جعلني أفكر فى كيفية تنفيذ ذلك فى مصر , خصوصا وأننا فى بلد منغلق على كل جديد, ولم أجد سوى المفتاح السحري لكل المشاكل "الانترنت" .
ويكمل , بدأت فى إضافة حساب شخصي لى على موقع "فيس بوك" باسم فتاة , ومن ثم وضعت صورا مثيرة للشباب , وبدأت طلبات الصداقة فى التهافت , وبعدما أوثق علاقتي بالشخص الذى أحس بميل نحوه , ويعرف أنني رجل مثله , أطلب منه أن نتقابل فى وسط البلد فى أحد المقاهي المعروفة هناك والتى تدعم رابطة غير رسمية قمنا بإقامتها وتسمى "أحباء" وهى تهتم بقضيتنا , وبعدها نتقابل فى شقته أو شقتي – حسب الاتفاق- , وحول سؤالنا له بتقاضيه أجرا مقابل ذلك أجاب " لا طبعا ولا جنية واحد لكنني افعل ذلك من اجل شعوري براحة نفسية ومتعة جسدية فقط " .
طموحات شاذ
أما م.ج , مرشد سياحي , ويبلغ من العمر 32 عاما فيتمنى تغير الأوضاع فى الفترة القادمة فيقول " عندي أمل أن تتغير الأمور فى الأيام القادمة , ويعترف الجميع بحقوقنا فى الاختيار وحقنا فى الزواج مثل غيرنا ,مثلما حدث فى أوروبا وخاصة أننا فى عصر الديمقراطية والانفتاح, والشذوذ ماهو إلا حرية شخصية فى المقام الأول".
وعن الجانب الديني يقول س.ع , موظف , 27 عاما , "لا أعتقد أن ربنا ممكن يظلم أى شخص ويخليه يعمل حاجة مش عاوزها , أنا مثلا لا أحب النساء وأكيد دى طبيعتي اللى ربنا خلقني بيها , يبقى إزاى هيرجع يحاسبني عليها " , كما يضيف "لو تزوجت فى يوم مغصوبا من امرأة , فسوف أظلمها , ولكننى سأحاول القيام بواجباتي كزوج لإرضاء المجتمع فى الوقت الذي سأظل فيه كما أنا مع من أحب" .
أنا برده مؤمن
وتدخل أ.م , مقاطعا الحوار وهو غاضب " لماذا لا تحاسبون الزاني والزانية مثلا , وإحنا عارفين إن حاليا معظم الشباب والبنات بقوا يمارسوا العلاقات المحرمة بصورة مكشوفة وبشكل علني , هو ده مش حرام ولا إيه , اشمعنى إحنا بقى , ماهو إحنا مبنلاقيش اللى إحنا عاوزينه غير مع بعض ربنا خلقنا كده وإحنا راضيين , ارضوا أنتم بقى بالأمر الواقع ومحدش يلومنا على حاجة ملناش ذنب فيها" , وعن سؤاله حول ممارسته للعادات الدينية المفروضة فيجيب "أنا بصوم وأصلى عادى جدا , ماهو أنا بردوا مؤمن بوجود ربنا وعشان كده مؤمن إن مشكلتي سواء كانت مرض أو طبيعة فهى من عند ربنا يعنى أنا مليش أى دخل فيها , فبشكر ربنا على أى حال".
الحب أولاً
ويقول م.ج , ردا على أكثر الأماكن التى يتعارفون من خلالها "هناك صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" نقوم من خلالها بالتواصل سويا , مثل صفحات "زواج" و"علاقات المثلين" و"نصائح ليلة الدخلة" وأيضا جروب"المثلين الأحرار" وصفحة "الصحة الجنسية للمثلين" , ومنها نتعارف , ومن خلالها قابلت نصفى الآخر والذى سأتزوجه فى نهاية يوليو الجارى لنؤسس معا عش الزوجية الخاص بنا ,ونبتعد عن العالم المحيط الذى يعتبرنا شواذا فى حين أننا من يعتبرهم شواذا عنا , فالحب هو مقياسنا فى إقامة علاقة زوجية وليس الإنجاب" .
اعترافات مثلي
وقد تساءل س.ع, باكيا عن مصيره فى الآخرة ورأى الدين فى ذلك فيقول "منذ طفولتى وأنا أميل للذكور , وكل ما أريده أن أحب شابا ويحبنى ونعيش فى سلام ولا نؤذى أحدا , فهل سيعذبنى الله على هذا وأنا مجبور على هذا الذنب فهذه طبيعتى التى خلقنى الله عليها ولا حيلة لى , وقد حاولت التوبة وعرض مشكلتى على دكتور نفسى فلم أنجح , أما عن علماء الدين فصدمونى ومنعوا عنى باب الرحمة والتوبة تماما وقالوا أننى فعلت ذنبا كبيرا من الكبائر ولا صلاة ولا صيام لى وطردونى من المسجد وأنا أصلى , رغم أننى ألتزم بالصلاة والقرآن لعل الله يخفف همى , ولكن طبيعتى تغلبنى , فماذا أفعل؟ " .
الاضطراب النفسي
وبعد أن انتهينا من جلستنا توجهنا بالسؤال لمتخصصين فى علم النفس والاجتماع حول هذا الموضوع الخطير الذى بدأ يزحف على مجتمعنا المصري وبشدة , فيقول الدكتور سعيد صادق , أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة , أن الشذوذ الجنسي أو المثلية عبارة عن اضطرابات تصيب الشخص سواء اضطرابات نفسية أو جسدية حيث الاهتمام الجنسي المستمر والمفرط بالطرف المماثل فى الجنس , وأن الشذوذ قد يكون نتيجة لحدث هام أثر فى حياة الفرد وهو صغير كحالة اغتصاب للطفل أو خيانة زوجية شاهدها بنفسه أو غير ذلك , وأضاف أنه بمعرفة سبب المرض تنقضي العلة ونجد العلاج حيث من الممكن أن يتم علاجهم إذا توافرت الإرادة بداخلهم وهذه نسبة ضعيفة جدا لإن الكثير منهم لا يفكرون فى العلاج.
أما الدكتور هاشم البحيرى استاذ علم النفس بجامعة الازهر فيقول أن الشواذ والمثليين نوعان , نوع يريد العلاج حيث نجد لديه مشاعر مضطربة واحساس عالى بالذنب مستمر طوال الوقت فيلجأ للعلاج خوفا من الله والمجتمع , ونوع آخر مقتنع تماما بأن ذلك ليس مرضا وإنما هو مكون رئيسى من مكوناته الطبيعية وحق طبيعى خلق به , لذا لا يرغب فى العلاج , والثانى أخطر نوع حيث أنه يتصرف بمنتهى التلقائية ومن الممكن أن يعلن زواجه من الطرف المرتبط به وسط أصدقائه أو معارفه مما قد يتسبب فى مشكلة مجتمعية حوله , وستجده يدافع عن نفسه بإستماتة , ويطلب من الدولة أن تسارع بحل هذه المشكلة خصوصا وأن التقليد الأعمى للغرب ظاهرة منتشرة لدى الشباب فى مصر , وكان يجب أن ننتبه إليها منذ أن أقرت أمريكا رسميا فى عام 2004م أول حالة لزواج المثليين رسميا لينادى العالم كله بعدها بحقوق المثليين بما فى ذلك الأمم المتحدة وحقوق الإنسان , مما يعنى تهويد كامل لتقاليد وأعراف المجتمعات الإسلامية والعربية.
الشذوذ في السينما
وعن رأى شباب السينمائيين على هذه الظاهرة والتي تناولتها الأفلام الحديثة يقول س.م , ممثل شاب رفض ذكر اسمه , أن هذه الظاهرة انتشر تناولها فى الأفلام المصرية فى الفترة الأخيرة بشكل كبير وكان المجتمع المصري لا يعلم عنها شيئا , حيث ساهم الفن فى انتشارها وهى إحدى الظواهر الغريبة على مجتمعنا والتي لا يجب نتناولها بوضوح كما يحدث فى الأفلام السينمائية احتراما لعاداتنا وتقاليدنا.
ويضيف , لو عدنا للوراء سنجد أن البداية كانت مع "فاتن حمامة" فى فيلم "الطريق المسدود" حيث المدرسة الشاذة ولكن على استحياء , كما نجد فيلم "حمام الملاليطى" ليوسف شعبان , وفيلم الجاسوسية "الصعود إلى الهاوية" لمديحه كامل , وفيلم "المزاج" لفيفي عبده , و فيلم "قطة على نار" لبوسي , إلا ان المعالجة فى الماضي لم تتعد بعض التلميحات البسيطة ولكننا تخطينا ذلك إلى وصف تفصيلي ومشاهد كاملة فتحت الباب على مصراعيه فى فيلم "عمارة يعقوبيان" للزعيم عادل إمام والذي جاء بمشاهد صارخة أثارت ضجة فى المجتمع حينها ثم الفيلم الأكثر تفتحا "حين ميسرة", وتتابعت الأفلام بعد ذلك لتعمل على تجريف المجتمع أكثر وأكثر .
الخروج عن الإسلام
أما عن رأى الدين فقد أوضح الدكتور محي الدين عفيفي الأمين العام لمجلس مجمع البحوث الإسلامية, فى تصريح له , أن الأزهر أفتى من قبل أن من يفعل ذلك من المسلمين خرج عن الإسلام، لأن هذا الارتباط الشاذ زواج لم يحرم في قرآن ولا في سنة، وأن فرض قانون لارتباط بين المثليين مخالف لجميع الأديان كما أنه مخالف لجميع القيم والأخلاق وللفطرة الإنسانية.
وتقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر, أن المثلية الجنسية عملية يرفضها المجتمع والدين سواء الدين المسيحي أو الإسلامي , وأن الإسلام يرفض هذه العادة تماما نظرا لأنها تدمر مفهوم التناسل وإعمار الكون , كما تقوم على هدم الحضارات والأعراف المجتمعية.
700ألف شاذ بمصر
البداية كانت مع دراسة بحثية أجراها معهد "بيو" لاستطلاعات الرأي الأمريكية فى شهر يونيو الماضى, حيث تقول الدراسة أن نسبة3% فقط يعتقدون بضرورة اعتراف المجتمع بالمثليين والشواذ , وأظهرت الدراسة أن عدد الشواذ بمصر قد تجاوز700 ألف شخص.
وبحسب إحصائية قام بها الباحثون فى محرك البحث الأكثر شعبية "جوجل" , تدور حول ترتيب الدول من حيث الأكثر بحثا عن المواقع الجنسية فقد احتلت "مصر" المرتبة الثانية , وأن 10% من زوار المواقع الإباحية من الدول الاسلامية مثل السعودية وتونس ومصر وأن مصر تحتل المرتبة الرابعة فى البحث عن جنس الشواذ والمثليين من الرجال.
أمريكا والتمييز
وجدير بالذكر أن هناك دول كثيرة أصدرت تشريعات خاصة بزواج المثليين وضرورة حمايتهم فكانت أول الدول التى اعترفت بذلك "الدانمارك" وذلك فى عام 1989م , وتتابعت الدول فى الاعتراف بهم مثل فرنسا وكندا وجنوب أفريقيا والنرويج والأرجنتين وهولندا والبرتغال والسويد ومعظم دول الإتحاد الأوروبي وأمريكا وقد دعا الإتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطواتٍ بشأن التمييز ضد المثليين والعنف ضدهم بعد أن كشف استطلاع أن العديد منهم يعيشون في خوف , وقد دعت الأمم المتحدة فى 17/5/2013م , بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة كراهية المثلية الجنسية، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى حماية حقوق المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية كما كما ودعا المسؤولون إلى إلغاء القوانين التي تعمل على التمييز ضدهم.
ويذكر أن هذه العادة انتشرت في العالم الغربي الذي شهد منذ منتصف القرن العشرين تبدلا في المفاهيم والقوانين المرتبطة بهذا الموضوع ,حيث ظهر تيار عالمي يهدف إلى الاعتراف بالمثليين،وبتواجدهم العلني وبحقوقهم الشرعية ، بما في ذلك حق العمل،الخدمة العسكرية، العناية الطبية، وفي مرحلةٍ ثانية حق الزواج وحق التبني,إلا أن الشعوب العربية لا تقبل مثل هذه الحالات , حيث تُعتبر الممارسات المثلية جناية خطيرة, ومحرمة شرعا وقانونا.