الصباح العربي
الأحد، 28 أبريل 2024 02:21 صـ
الصباح العربي

كي تتجدد المشاعر ويعود الشوق دافئاً متوثباً

الصباح العربي

أيها الزوجان … افترقا قليلاً 

* الإجازة الزوجية فكرة غربية ناجحة أساء الشرقيون فهمها والتعامل معها

 

بعد مرور فترة من الزمن على الزواج, تحدث حالة من الملل بين الزوجين أو ما يمكن تسميته بالطلاق الصامت, السكوت البيتي, أو الخرس الزوجي, بسبب الحياة الرتيبة, والمشكلات المتكررة, لهذا كان لابد من التجديد لاستعادة الحياة السعيدة والشوق بين الزوجين, لكن السؤال كيف يتم ذلك؟
اخترع الغربيون حلا لتلك المسألة بقيام الزوجين كل فترة بإجازة يبتعدان فيها عن بعضهما بعضاً, ثم يعودان بعدها وقد اشتاق كل منهما للآخر, ويبدآن حياتهما من جديد.
حول الإجازة الزوجية وأهميتها ومدى ملاءمتها للمجتمع العربي, أجرى حوار مع اختصاصية التنمية البشرية, “أمل الفقي”, توضح فيه أهمية تلك الإجازة, وكيف تنجح في اعادة الروح الى الحياة الزوجية, وما شروط نجاحها.
ما تعريف الإجازة الزوجية؟
هي فترة زمنية قصيرة نسيباً يتحلل فيها الزوجان من كل الروابط اليومية المعتادة والروتينية بينهما, وتتم من حين لآخر بناء على اتفاق مسبق بينهما وهما في أفضل حالة, ويفضل أن تكون على فترات متساوية ومتباعدة الى حد ما وربما اعتاد الأزواج في مجتمعنا الشرقي ألا يلجأوا اليها سوى في حالات الضجر والملل بخلاف ما هو مفروض. على أي حال يجب أن تتم الإجازة الزوجية قبل أن يصل الزوجان لهذه المرحلة كي تساعدهما على التجديد والشعور أكثر بالحياة, وقيمتها, ومتعها.
تجدد
من أكثر حاجة لها, الزوجة أم الزوج؟
يمكن القول أن الزوجة أكثر حاجة لها خصوصاً ان كانت “ربة منزل”, نظرا لما تحمله من أعباء داخل المنزل, ما يشعرها بالملل من رؤية نفس المكان كل يوم حتى وان اجتهدت في التغيير, الا أن الرجل يظل أكثر حظاً لأن التزامه بالمنزل خصوصاً /أكرر في مجتمعاتنا الشرقية – هو التزام مؤقت في اليوم, وخال من الكثير من المسؤوليات التي تقوم بها الأم حيال أسرتها من تربية أبناء, اعداد الطعام, الاهتمام بالزوج, فيما يتمثل باهتمامها بنفسها, الخ, أما الرجل فيكفيه صحبته في العمل, وأحيانا خارج العمل, ما يجعله يتجدد كل يوم فهو يرتدي ملابس العمل ويرتدي معها قناع الرجل الآخر.
هل يعد ذلك ظلما للزوجة؟
ليس ظلما, بل يجب أن نعترف بما يعانيه الزوج من ضغوط حياتية خارج المنزل من توفير حياة آمنة لأسرته, فدوره بالطبع لا يقل أهمية عن دور الزوجه, لكن يظل الزوج أكثر حظا بشأن مسألة التغيير, لذا فكلاهما يستحق تلك الإجازه بشرط أن يعي كل منهما قوانينها.
ما الطبقات الاجتماعية التي تطلب الإجازة؟
بعد التعرف على أهميتها نستطيع القول أنها لا تشمل سوى الطبقة فوق المتوسطة, ولا تزال الطبقة الكادحة والمتوسطة لا تشغلها كثيرا تلك المسألة بل تلجأ اليها كردة فعل غاضبة لما تتحمله من ضغوط وربما لا تستطيع أن توفر العوامل التي تؤتي ثمارها منها.
هل الإجازة ضرورة أم مجرد مطلب للرفاهية وتقليد الغرب؟
اذا علمنا أهميتها لأدركنا أنها تعد مطلبا أساسيا في وقت أصبحت الضغوط المادية, وصخب الحياة ومتطلباتها الشاقة هي التي تحركنا دون التفكير في تلك الإجازة, التي يستطيع الزوجان خلالها الاسترخاء, اعادة ترتيب أولويات الحياة, واغماض العين عن كل التفاهات التي ربما بتراكمها تجعل من “الحبة قبة” كما يقولون. 
عوامل النجاح
متى تحقق هدفها؟
سؤال مهم لأن تلك الفترة يلزمها عوامل عدة لنجاحها, أولها اختيار الوقت المناسب الذي يجب أن يتحدد في فترة رضا زوجي, استرخاء نفسي, ولحظة ود بينهما ليتفقا على كل ما يحتاجه الآخر ويحترم قوانين تلك الفترة.
ما الفترة التي يجب أن يبتعد فيها الزوجان عن بعضهما بعضا؟
اتفق البعض على أنها اسابيع عدة وربما أكثر, لكن في رأيي أنها يجب ألا تتجاوز أسبوعين, ولا بأس ان قلّت أو زادت قليلا, هذا اذا لم تُحتم الأمور غير ذلك.
هل يجب أن يكون الزوجان على تواصل خلال تلك الفترة أم يجب أن ينقطعا تماما خلالها؟
انقطاع الرؤية هو الأساس, وان كان هناك تواصل عبر الهاتف فيجب أن يخلو من الحديث عن مشكلات الحياة, وإن تم مناقشتها فيجب أن تكون بطريقة بها ود, بعيدا عن الصراع والصراخ, وإن يتحدث كل منهما الى الآخر كصديق, وان استدعى الأمر يمكن أن يتحول كل منهما الى حبيب وحينها ستكون تلك المناقشات من أجمل اللحظات.
ما فائدة هذه الإجازة والعائد منها على العلاقة بين الزوجين؟
إن اقتنع الزوجان بأهميتها والتزما بقوانينها ستعود بالنفع الكبير عليهما ويعودا أكثر شوقاً. يحضرني هنا التنويه الى أن تلك الإجازة لا تناسب الا اثنين بينهما ود ورحمة وحب ليتمكنا من العودة لروتين الحياة أكثر حبا وخوفا عليها من الفقدان, والا تحولت تلك الإجازة الى نوع من الهروب إن كان الزوجان على خلاف دائم.
ما خطورة تلك الإجازة على التعامل بين الزوجين من جانب وعلى الأطفال من جانب آخر؟
لا تمثل خطورة على أي من الزوجين أو الاطفال, إن أحسن الزوجان استخدامها.
هل يمكن أن يطلب طرف إجازة من الطرف الآخر لمدة زمنية معينة أم لابد من التوافق بينهما؟
ولم لا؟ من حق كلا الطرفين أن يطلبها. التوافق هو تقدير الطرف الآخر لأهمية هذا المطلب لشريك حياته. فان اجتهد كلا منهما على تحمل الجزء الذي يستطيع تحمله والتفكير في الطرف الآخر كما يفكر في ذاته ستتوازن الكثير من الأمور.
نصائح للزوجين
ما النصائح التي توجهينها للزوجين خلال الإجازة؟
علاقتكما هي قضيتكما, حاربا من أجلها, ومن أجل جيل جديد مهما واجهتكما من صعاب وعقبات ولحظات اخفاق, فنجاحكما في تخطيها هو نجاح لكما ولأبناء لن يرثوا فقط الملامح بل سيرثون تضحيات ربما قدمتموها اليوم لتشعروا بنتائجها الايجابية في المستقبل. تلك الفترة ليست سوى وسيلة لتقوية العلاقة بينكما فلا تفسداها. على كل منكما أن يبتعد عن هؤلاء الأشخاص المحبطين في الحياة. علما بأن غلق أبواب السلبيات يقابله فتح أبواب خير كثيرة. اجتهدا فالحياة تستحق قضيتكما.
ما أغرب أو أطرف ما صادفك من اسئلة أو خلافات حول الإجازة الزوجية؟
لم يصادفني أي موقف من هذا القبيل فما زال المجتمع في مصر, وربما في باقي الدول العربية, غير ملم بأهمية تلك الفترة, وغير مهيأ للأخذ بها. “فالإجازة الزوجية” تعد بمثابة وقاية وليست علاجا.

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq