ضمن فعاليات مهرجان جامعة القاهرة، استضاف مسرح كلية الزراعة العريق، العرض الذي حمل عنوان "لكل درب نبي"، المأخوذ عن مسرحية "عدو الشعب" للكاتب النرويجي هنريك إبسن.

و وجّه العرض المسرحي رسالة بالنضال لكلمة الحق، مهما كانت الصعوبات التي واجهها أبطال العمل، فالبداية كانت مع المخرج الذي يتحدى الرقابة لتقديم النص الأصلي لمسرحية "عدو الشعب"، و نكتشف رويدًا رويدًا أن ما يعانيه البطل الأساسي الذي يُجسده "الدكتور توماس ستوكمان" مفتش صحة حمامات البلدية، مع شقيقه "بيتر" عمدة المدينة، هو انعكاس واقعي لما يواجهه المخرج أمام الرقابة.

و رصدت المسرحية أسرة توماس ستوكمان أو الذي لُقّب بـ "عدو الشعب"، المكونة من "كاترين" زوجته الداعمة له، "بترا" الابنة الكبرى المتمردة و صاحبة الخصال الثورية ضد نظام التعليم، إلى جانب إيليف و مورتن أصغر أبنائه، في مواقف مختلفة.

كما قدّمت المسرحية "هورستر" القبطان الذي يزور توماس، "هوفستاد" رئيس تحرير جريدة "رسول الشعب"، و "بيلنج" الذي يفاجيء الجمهور بتطوّر هائل في شخصيته الوصولية.

و يسعى توماس لتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى أهالي البلدة، بعد اكتشافه لمرض طفيلي خطير في المياه، إلا أن نشر الوعي و التجديد قد تم رفضه.

و اتخذت مسرحية "عدو الشعب" التي قام إبسن بتأليفها عام 1882، ردًا على الانتقادات التي تعرض لها، عقب مسرحيته "الأشباح"، طريقًا معاصرًا إلى الجماهير بتوقيع فريق مسرح كلية الزراعة بجامعة القاهرة، إلا أن "لكل درب نبي"، أكدت على عدم اختلاف درب الحق مهما مرت السنوات.

و إن كان أبو المسرح الحديث قد واجه الصعوبات قديمًا، فلازالت القيود تتواجد في كل ما هو صادق الصوت، ليُعبّر عن الحقائق الموجودة بالمجتمعات، في نضال واضح لأبطال العمل المسرحي.

و شارك في مسرحية "لكل درب نبي"، الذي أخرجها أحمد شبل، كل من بيشوي جورج، عمرو غالي، أحمد يسري، يوسف أحمد، أحمد سعيد، عماد عبدالباسط، عبدالرحمن أحمد، رانا حموده، رانا خالد أبوزيد، رنا عاصم، فاطمة أحمد، نور خالد، جانو عيسى، هدى حمدي، لؤي سليم، مريم عبدالمنعم، تحت إشراف أمين اللجنة الفنية محمد عبدالفتاح، مكياج أماني حافظ، و ملابس آيه التركي، إضاءة وليد درويش، و مصمم رقصات أحمد برعي.