في عيد ميلادها.. ”عبله كامل” رمز السعادة والحزن لدى الملايين
"عواطف، فرنسا، عسلية، بلطية، استفتاح، نصرة" أو ببساطة هي "فاطمة" التي تضحك لأبسط المواقف، و تبكي حزنًا بحرقة مثّلت الشارع المصري، بعد مرور سنوات من عرض مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، فنانة لم تنجرف وراء الانتشار الوهمي، و كان لها أقوى الأسس التي خطت عليها طريق النجاح، و حصد قلوب الجماهير بموهبتها الرائعة، "عبله كامل" معشوقة المئة مليون مواطن بلا استثناء، تحتفل اليوم الإثنين الموافق 17 – 9 – 2018، بعيد ميلادها.
وُلدت عبله كامل في نكلا العنب مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، تخرجت عام 1984 من كلية الآداب، بدأت حياتها الفنية في مسرح الطليعة وكان أول أعمالها مشاركتها في مونودراما "نوبة صحيان".
اختارها المخرج العالمي "يوسف شاهين" في فيلمي "وداعًا بونابرت"، و "اليوم السادس"، و قال عنها: "إنها و برغم التزامها الشديد، كانت تتعجب دائمًا تفاني سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة".
و أضاف المخرج الراحل في إحدى حواراته مع التليفزيون المصري: "لم يصادفني معها أية مشاكل، هي من الفنانات الملتزمات جدًا تجاه الدور"، و بدورها قالت عن المخرج العالمي: " أكون في غاية السعادة عندما أعمل مع يوسف شاهين، لأنه يحقق لي الاستمتاع الشخصي وأشعر أن ما يُطلب مني هو ما أريده بالضبط، كما أنه هادئ جدا على عكس ما يعرف عنه، ويناقشنا قبل المشاهد في هدوء تام، وقال لي جملة لا أنساها هي: إذا أردتِ أن تمثلي فلا تمثلي أمام الكاميرا."

في حوار صحفي في بدايتها الفنية، قالت: "ليست لدي طموحات كبيرة، أقصى طموحاتي ألا يعرض عليّ دور لا أريد أن أؤديه، وأتمنى أن أمثل لآخر يوم في حياتي."
عملت مع الفنان محمد صبحي في مسرحية "وجهة نظر"، ثم شاركت في مسرحيات عديدة مع لينين الرملي، ارتدت الحجاب عام 2005، و لم تتوقف عن التمثيل، بل تمكنت من الحصول على أدوار البطولة المطلقة في المسلسلات الدرامية التلفزيونية.
لا تظهر في وسائل الإعلام نهائيًا، ولا تحب الحوارات الصحفية، و اعتادت عبله كامل أن تقول إنها تراهن على موهبتها؛ فهي السلاح الوحيد الذي تقاوم به كل عوائق النجاح والفرص التي تأتيها.

اعترفت عبلة كامل في حوار نادر لها لمجلة "الهلال": "أخاف جدا من أشياء كثيرة حتى الكاميرا أخجل من الوقوف أمامها، فرغم تلقائيتي أمام الكاميرا إلا أن ما يقابلها هو الخجل الشديد بداخلي".
و أضافت: "أحس برعب شديد من كل الأجهزة الكهربائية ولا أجازف بالاقتراب منها، لا يمكن اضغط على مفتاح مروحة حتى لو هموت من الحر، وإذا غابت الشغالة عني أقوم بتحريك زرار الغسالة أولًا ثم أضع الفيشة وتكون حالتي حالة وبترتعش من الخوف، وعمري ما شغلت التليفزيون، بستنى غيري يقوم بالمهمة دي خوفًا من ذلك."
و عن عدم وضعها للماكياج، قالت: "وشي بيصعب عليا، إحنا عايشين في بيئة مرتبة ومش نضيفة، ليه أحمّل وجهي عبء إضافي، وكمان أدواري اللي بقدمها مش بتبقى محتاجة مكياج، لكن لو احتاجت هحطه وقتها."

"عبله كامل" الموهبة الفطرية التي أثرت حياة الملايين من المشاهدين في مصر و الوطن العربي، فنانة أسست مدرسة تمثيلية خاصة بها، عندما رسمت الابتسامة على وجوه متابعيها؛ لمعت أعينهم بهجةً، و حينما حزت؛ أبكتهم بحرقة الأوجاع، فنانة لم تُقدّم يومًا مشهدًا، أو حتى لقطة غير لائقة، بل دخلت كل المنازل لكل الاعمار تلامس وجدانهم بأدوارها التي تؤرخ لحقبة مميزة في تاريخ الدراما و السينما المصرية.




