ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن خطة بناء عاصمة مصرية جديدة بحجم نيويورك وسط الصحراء طموحة بدرجة كافية، ولكن الرؤية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أصبحت واقعا ملموسًا في قلب الصحراء على بعد 30 ميلًا شرق القاهرة، تتجاوز بناء المدينة الإدارية الجديدة، بقصرها الرئاسي الضخم ومجمعها الحكومي المستقبلي، وهي طليعة لنوع جديد من المدن، ونوعية جديدة من المصريين.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، السبت، عندما ينتقل البرلمان والحكومة و30 وزارة إلى هناك، من المفترض في العام المقبل، فإن 50.000 فقط من موظفي الدولة المدنيين البالغ عددهم ستة ملايين سيحصلون على إجازة، وسيتم اختيارهم من خلال الامتحانات لاختبار الكفاءة ومحو الأمية في الكمبيوتر. 

ومن المتوقع أن يشكل أولئك الذين ينجحون جوهرًا أخلاقيًا وفكريًا وإيديولوجيًا يهدف إلى تحويل سمعة مصر إلى البيروقراطية المنتفخة. 

وقال خالد الحسيني، المتحدث الرسمي باسم العاصمة الجديدة: «سيكون للمدينة مبانٍ ذكية وحكومة إلكترونية، وهذا يتطلب عملًا خاصًا ذا قيمة عالية ومتعلم». 

وأضافت الحسيني: «يتم ترك الموظفين المدنيين الباقين في وسط مدينة القاهرة القديمة حتى يتقاعدوا، هذا هو الاعتماد على الوظائف الرسمية للتوظيف بحيث لا يمكن فصلهم».

وتابعت: "سيتم مساعدة الكوادر الجديدة برهون رخيصة لشراء الآلاف من الشقق الجديدة وستتاح لهم إمكانية الوصول إلى المراكز الثقافية المصممة لتوسيع نطاق تعليمهم". 

وتهدف المدينة إلى «اختلاط الحضارات»، وتمت دعوة الجامعات الأجنبية والمدارس الخاصة الدولية لإنشاء مقرات لها فيها. 

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه تم بناء أكبر الكاتدرائية في الشرق الأوسط وأكبر مسجد في مصر، فيما ستكون في نهاية المطاف القلب النابض للتطور، وهي منطقة مفتوحة بطول 15 ميلًا، والفضاء المعروف باسم «النهر الأخضر» سيكون عشرة أضعاف حجم «هايد بارك».

وإلى الشمال الشرقي، سيكون المجمع الرئاسي، الذي تبلغ مساحته ستة أميال مربعة، أكبر من أي من الأحياء السكنية الثمانية المخططة للمرحلة الأولى من المراحل الثلاث، والتي سوف تستضيف 1.5 مليون شخص. 

أما منطقة الوزارات، والتي ستضم كتلًا على الطراز السوفيتي تنطلق غربًا من مبنى مجلس الوزراء، فقد بدأت في التبلور، كما أن جزءا من المجمع السكني الأول على وشك الانتهاء. 

وبالقرب من المنطقة التجارية المركزية، والتي من المقرر أن يكون لها ناطحة سحاب بطول 350 مترًا، وهي الأعلى في أفريقيا، سيتم توجيه المياه عبر الصحراء من نهر النيل. 

وتشير "تايمز" إلى أن الشركة التي وضعت الخطة الرئيسية هي «سكيدمور، أوينجز * ميريل» والتي أنشأت برج خليفة، أطول مبنى في العالم، في دبي. 

ويقول مؤلف كتاب «أحلام الصحراء في مصر»، ديفيد سيمز، إنه من غير المرجح أن تجذب العاصمة الجديدة عددًا كافٍ من السكان، باستثناء بعض المعجزات، فمن المرجح أن تتطور ببطء إلى منطقة حكومية نصف مملوءة بها مساحات شاسعة من مشاريع التطوير الخاصة المتوقفة.

ولكن الهدف الصريح للعاصمة الجديدة هو ترك واستعارة، وسط القاهرة والمدينة القديمة، بحركة المرور الفوضوية، ومباني المكاتب الفقيرة والأحياء الفقيرة، والتخفيف من تكدسها.

وتشير "تايمز" البريطانية إلى أن عدد سكان مصر بلغ 100 مليون ويصل عدد سكان القاهرة الكبرى 20 مليون وتعتبر المدينة الجديدة هي المنطقة الآمنة المطلقة، بوسائل تأمين وأمان حديثة.