مع الاكتشافات الأثرية المزدهرة في العديد من المحافظات في مصر هذا العام، شلطت وسائل الإعلام الدولية الفعاليات المشتركة لوزارة السياحة ووزارة الآثار في تنظيم الأحداث الاحتفالية للإعلان عن الاكتشافات كجزء من خطة لتعزيز السياحة التي تتعافى حاليًا في البلاد بعد سنوات من الركود. 

ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة، شينخوا، اليوم الاثنين، تقريرا عن تعاون الوزارتان لدعوة وسائل الإعلام الأجنبية لتغطية الاكتشافات والعديد من السفراء الأجانب لمشاهدتها، بوصفهم رسلًا لنقل رسالة إلى العالم أجمع حول سلامة مصر والآثار الفريدة من نوعها. 

وفي يوم التراث العالمي في 18 أبريل، احتفلت الوزارات بالحدث الدولي بإعلانها عن اكتشاف قبر صخري كبير عمره 3500 عام على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من وادي الملوك في منطقة مصر العليا الغنية بالنصب التذكاري محافظة الأقصر. 

وقالت وزيرة السياحة، رانيا المشاط في تصريحات لـ «شينخوا» خلال الاحتفال الذي حضره المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ومسؤولون آخرون ومشاهير، و20 سفيرا أجنبيا، إن «هذه الاكتشافات المختلفة، إلى جانب المعارض المختلفة للآثار المصرية في الخارج، تجذب المزيد من السياح للمجيء إلى مصر»

وأضافت: «نحاول أن نقول للعالم بأسره أن مقاطعات مصر المختلفة تثير إعجابنا باستمرار باكتشافات جديدة» 

ودعا خالد العناني وزير الآثار جميع الحاضرين، بما في ذلك وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ، لزيارة قبر نفرتاري الملون، زوجة الملك رمسيس الثاني الأسطوري القديم. 

وتستعرض الوكالة الصينية مظاهر الاحتفال في المساء في معبد الأقصر على ضفة النهر الشرقية، أقيم حفلًا لكشف النقاب عن تمثال ضخم رمسيس الثاني يبلغ طوله 60 طنًا وطوله 12 مترًا بعد ترميمه وإعادة بنائه ليكونا بجانب خمسة تماثيل أخرى في هيكل المعبد. 

وفي اليوم التالي، تم افتتاح معبد Opet لأول مرة للزوار بعد ترميمه الأخير في مجمع معبد الكرنك في لوكسور على الضفة الشرقية. قال وزير الاثار المصري خالد العنانى لوكالة انباء «شينخوا» فى الموقع الاثرى بالاقصر «لدينا موسم تنقيب نشط للغاية هذا العام حيث حققنا العديد من الاكتشافات خلال الاسابيع القليلة الماضية»، مشيرا الى ان هذه الاكتشافات تعزز السياحة الثقافية فى مصر 

جاء الحدث في الأقصر بعد أيام قليلة من افتتاح وزارة الآثار في مقبرة سقارة، بالقرب من أهرامات الجيزة، قبر خوي المكتشف حديثًا، وهو رجل نبيل عاش في نهاية الأسرة الخامسة للمملكة القديمة، حوالي 4500 سنين مضت. 

وفي فبراير، في صحراء تونة الجبل بمحافظة المنيا، أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف مقبرة تضم أكثر من 50 مومياء في حالة ممتازة من الحفاظ عليها. 

وقالت المشاط في بيان، إن السياحة الثقافية آخذة في الانخفاض في جميع أنحاء العالم ولكنها تشهد زيادة في مصر. 

ووفقا لـ «شينخوا» فإن السياحة هي أحد المصادر الرئيسية للدخل القومي والعملات الأجنبية في مصر إلى جانب الصادرات وتحويلات المصريين المغتربين وإيرادات قناة السويس. 

وجلبت الصناعة لمصر حوالي 13 مليار دولار أمريكي من الإيرادات في عام 2010 وحده ، عندما زار حوالي 14.7 مليون سائح البلاد. 

وتتعافى السياحة في مصر حاليا رغم الركود الناجم عن الاضطرابات السياسية والتحديات الأمنية ذات الصلة التي نتجت عن الإطاحة برئيسين في عامي 2011 و 2013. 

وفي الوقت الذي تجري أعمال الحفر بشكل مستمر في مصر، فإن أإعمال بناء المتحف المصري الكبير العملاق (GEM) ) تتم حاليًا على مساحة 491000 متر مربع على بعد كيلومترين فقط من الهرم الأكبر في الجيزة. 

ومن المتوقع أن يضم مجمع المتاحف أكثر من 100000 قطعة أثرية قديمة ، حوالي 3500 منها تنتمي إلى الفرعون الشهير توت عنخ آمون ، ومن المتوقع أن تكون أكبر متحف في الشرق الأوسط وواحدة من أكبرها في العالم. 

وأيضا من المتوقع أن يشجع المتحف السياحة في مصر وأن يصبح مقصدًا رئيسيًا لعلماء المصريات وعلماء الآثار من مختلف أنحاء العالم. 

وقالت وزير السياحة في بيان صدر مؤخرا في الأقصر: «لدينا اكتشافات أثرية متنامية في جميع المحافظات ، وأكبر هدية ستقدمها مصر للعالم هي افتتاح المتحف المصري الكبير بنهاية عام 2020».