الصباح العربي
الثلاثاء، 19 مارس 2024 04:45 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

أ.د.هويدا مصطفي تكتب.. الإعلام و الأزمات ..هل دائما نبدأ من جديدأ 

هويدا مصطفي
هويدا مصطفي

مع انتشار القلق و الخوف عالميا من انتشار فيروس كوفيد 19 أو ما يطلق عليه فيروس كورونا تثار اشكالية الادارة الاعلامية للازمات .

حيث يشير تحليل الازمات الى تشابه كبير مع النموذج البيولوجى فى دورة الحياة ، التى يمر بها الكائن الحى من الميلاد ، ثم مرحلة النمو ، والنضج وصولا الى مرحلة الانحدار و الموت ويمكن أن نستخدم دورة حياة الأزمة لتعبر عن كل مرحلة من مراحل دورة الحياة .

ما قبل وقوع الأزمة : وهو ما يعرف باستشعار الازمة و اتخاذ الاجراءات الوقائية Proactive حتى يمكن تلافيها.

مواجهة الأزمة حال وقوعها : من خلال اتخاذ الإجراءات التى تحد من الآثار الضارة و العمل على تضييق نطاقها.

إجراءات ما بعد الأزمة : من خلال دراسة و تقييم ماذا حدث ؟و كيف حدث ؟ و رسم سبل عدم تكرار أزمات مشابهة .

أى مرحلة استيعاب الدروس المستفادة وتتضمن رصد وتقييم حصيلة الخبرات التى أكتسبناها نتيجة وقوع الازمة وكيفية التعامل معها ،وقد أدى التطور السريع فى تكنولوجيا الاتصال و انتشار القنوات الفضائية، و قواعد البيانات ، و شبكات المعلومات بما تحققه من تدفق سريع للأخبار و المعلومات وما تنطوى عليه من معلومات دقيقة و غير دقيقة عن الأزمة تبرز ضرورة الحرص على مراقبة هذه الوسائل الجديدة الواسعة الانتشار بالعمل على اقامة روابط ايجابية معها و امدادها بالمعلومات الدقيقة أولا بأول فيما يعرف باتصالات الازمة.

وهنا ينطلق دور الاعلام و الاتصالات فى المراحل المختلفة للأزمة أو ما يطلق عليه دورة حياة الازمة من ثلاثة مبادىء رئيسية هى :
1- إدارة القضايا التى تثيرها الأزمة
2- التخطيط لاحتواء آثار الأزمة
3- الانجاز و العمل على انحسار الأزمة

و ذلك وفق رؤية تتضمن :
1- التدفق المستمر للأخبار و المعلومات
2- تقييم الاستجابة للأزمة من خلال رؤية الخبراء و المتخصصين فى سيناريوهات مواجهة الأزمة و فعاليات التعامل معها .
3- إبراز أسباب تطور الأزمة و ابعادها و أبعاد الـاثيرات التى يمكن أن تحدثها.
4- توعية الجمهور بأساليب مواجهة الأزمة وتداعياتها و الادوار و الوظائف المطلوبة منه للمساهمة فى احتواء آثار الأزمة.
5- اعداد و تنفيذ رسائل اتصالية و اعلامية تفسر الأزمة و تعرض طرق مواجهتها و الانشطة المبذولة من قبل الجهات المعنية بالأزمة لاحتواء آثارها.

6- الاستمرار فى جذب اهتمام الجمهور نحو الجهود و الأنشطة المبذولة لاحتواء الأزمة.
7-الاستمرار فى رصد و متابعة تداعيات الازمة حتى تقل حدتها أو تختفى.
8-الاستمرار فى تزويد الجمهور بالمعلومات حول اجراءات مواجهة الازمة وتحليل مدى ملاءمة هذه الاجراءات وقدرتها على عدم تكرار الأزمة فى المستقبل من خلال الخدمات التفسيرية و التحليلية من جانب الخبراء و المتخصصين.
9- رصد ردود الافعال الرسمية و الشعبية و اتجاهاتهم لتجنب أزمات مستقبلية.

وإذاكانت هذه الخطوات مهمة و ضرورية فى مواجهة الأزمات باختلاف أنواعها و نطاقها ،و اذا كنا بالفعل كجهات رسمية و شعبية قد تعاملت بوعى الى حد كبير مع الازمة الحالية ، فالأهم هو بناء ثقافة مواجهة الأزمة و التى تأخذ من الأزمة فرص و دروس مستفادة لاحتواء أزمات مستقبلية و بناء خبرات للتعامل معها توفر علينا الكثير من الجهد و الوقت و التكلفة من خلال:

تطوير استراتيجية اتصال تستفيد من الخبرة الحالية فى مواجهة الأزمة للاستعانة بها و البناء عليها فى مواجهة أزمات مشابهة لتحديد النقاط السلبية و الايجابية للأنشطة الاتصالية و الاعلامية المستخدمة.
طرح بعض الاسئلة المهمة لتقييم الاداء الاعلامى فى مراحل الأزمة من أهمها :
- هل تمت الاستجابة الاعلامية للازمة بالسرعة و الفعالية المطلوبة ؟
- هل تم العمل وفق خطة اتصالية منظمة ؟
- ما نوعية الفئات التى استهدفتها الرسائل الاعلامية و الاتصالية وهل وصلت اليهم و كانت ملاءمة لهم ؟
- هل تم تجاهل فئة معينة من الجمهور ؟
- ما نوعية الرسائل الاعلامية و الاساليب المنطقية و العاطفية التى تم توجيهها للجمهور وهل تتلاءم مع المراحل المختلفة للازمة ؟
- ما حجم التغطية الاعلامية للازمة وهل كان كافيا لتلبية احتياجات الجمهور للمعرفة و التوعية بابعاد الأزمة و تداعياتها ؟
- هل تم عرض اخبار غير دقيقة أو شائعات و ما الوسائل التى استخدمت لمعالجة هذا الأمر و لمنع عدم تكراره ؟
- هل كانت الكوادر الاعلامية على دراية بالازمة و ابعادها و قدرة على التعامل معها
ربما تكون كل ازمة نمر بها هى خطوة نحو بناء و تشكيل ثقافة التعامل معها حتى لا نبدأ فى كل أزمة تمر بنا "من جديد ".. نقلا عن موقع صدى البلد

هويدا مصطفي

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq