اتسمت ردود الأفعال على كلمة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، التي ألقاها أمس الإثنين بالغضب.

وبحسب مراقبين، فإن حدة التظاهر زادت بقوة بعد انتهاء كلمة السراج، خصوصا في قلب العاصمة طرابلس.

وقال الناشط في حراك ”همة شباب“، محمود بن عزيز، إن ”كلمة السراج لم تكن في مستوى الحدث، ولم تكن معدة بألفاظ وعبارات تتناسب مع قوة السخط الذي تشهده العاصمة“.

وأضاف أنه ”بدل أن يعلن السراج عن إجراءات مقنعة، هرب للقول إن المتظاهرين لم يحصلوا على إذن للاحتجاج، وإن في وسطهم بعض المندسين“.

وأشار بن عزيز، في تصريح لـ“إرم نيوز“ إلى أن ”كلمة السراج ظهرت كأنها دفاع عن حكومته خصوصا في جزئية تنصله من الفساد ونسبه ذلك إلى جهات أخرى“.

من جهته، رأى الباحث السياسي عبد الهادي جبريل، أن ”كلمة السراج أعطت دليلا واضحا على أن الرجل ومن خلال قراءة لغة الجسد في أثناء القائه للكلمة، يعيش خارج إطار الحالة الليبية خصوصا حركة ساعديه المتصلبتين والتي تدل على حالة سلبية لديه للدفاع عن موقفه“.

وأضاف عبد الهادي إن ”السراج تحدث عن أمور بعيدة عن واقع المأساة في مناطق حكومته، وذهب لتبرير فشل الأداء الحكومي باتهام جهات أخرى بأنها لا تؤمن بحرية الكلمة والتظاهر، بينما فشل هو في اقناع المتظاهرين في طرابلس بأسباب ضعف أداء حكومته، ولم يعطهم ردودا مقنعة بشأن إطلاق النار على المتظاهرين ومن يقف وراءها“.

بدوره، ذكر المحلل السياسي عبد العظيم العبيدي، أن ”كلمة السراج تشبه إلى حد بعيد بيان مكتب إعلامي أو الحديث في مؤتمر صحافي عابر اكتفى به ببعض العبارات الغامضة والهروب بجمل غير واضحة لإسكات من يتساءل عن شيء معين لا يمكن إثباته“.

وقال العبيدي في تصريح لـ“إرم نيوز“، إن ”حديث السراج تجنب النقطة الأهم والمتعلقة بملفات الفساد، فالتهم المتعلقة بملفات الفساد أكثر من أن تحصى، منها ما يتعلق بوزارات الخارجية والداخلية والصحة والمالية، وأيضا السماح بإنشاء قواعد تركية“.

وأضاف أن ”السراج هرب من كل الملفات الساخنة وتحدث عن قدرات الكهرباء ومقدار الجهد الذي تحتاجه البلاد وما ينقصها منه وهي أمور فنية لا تعني رئيس الحكومة“.