أسامة أنور عكاشة.. أبو الدراما المصرية
لم يكن للأدب أرض خصبة عقب النكسة، تلك الفترة التي أعقبت فترة الانتعاش القومي، التي حققتها ثورة يوليو، فقد كانت فترة انكسار في جبين الوطن، أثرت في نفس المبدعين كافة، خاصة الذين ارتبطوا ببداية ثورة 52، والضرورة الملحة للتمسك بالمبادئ الثورية، فبعد الثورة، تعلق الشباب بالتغيير والأفكار القومية، في العام 67، قدم الراحل مجموعة قصصية بعنوان "خارج الدنيا"، صدرت عام 68، فكانت أول أعماله الأدبية، حققت رد فعل كبير، واختار منها الكاتب الكبير “سليمان فياض” قصة وأعدها كسهرة تليفزيونية، وبعدها اختار المخرج “كرم النجار” قصة “الإنسان والحبل” من نفس المجموعة، وقدمها في شكل سهرة تليفزيونية؛ ومن هنا كانت بداية الراحل "أنور عكاشة" كسيناريست.
ولد أسامة أنور عكاشة فى مدينة طنطا فى 27 يوليو 1941، وحصل على ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس عام 1962.
عمل بعد تخرجه أخصائيًا اجتماعيًا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرسًا في مدرسة بمحافظة أسيوط وذلك بالفترة من عام 1963 إلى عام 1964 ، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ وذلك بالفترة من عام 1964 إلى عام 1966 ، انتقل بعدها للعمل كأخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر وذلك من عام 1966 إلى عام 1982 عندما قدم استقالته ليتفرغ للكتابة والتأليف.
بدأ عكاشة في تقديم الملحمة الدرامية للتليفزيون، والتي تميزت بالإبداع المشحون بالطابع المصري؛ حيث قدم ملحمة "الشهد والدموع- الجزء الأول" في عام 1980، وأعقبه بالجزء الثاني من المسلسل في عام 1984، حتى صارت له قاعدة عريضة من الجماهير التي راهن عليها في معاركه الأدبية والاجتماعية كافة.
ويأتى ضمن إنتاجه الأدبى أكثر من 40 مسلسلًا تليفزيونيًا قدمها الكاتب الراحل غيرّت شكل الدراما التليفزيونية وعملت على جذب الجمهور إلى شاشة التليفزيون وعلى رأسها "المشربية"، "ليالى الحلمية"، "ضمير أبلة حكمت"، "زيزينيا"، و"لما التعلب فات"، و"وما زال النيل يجرى"، و"أرابيسك"، و"امرأة من زمن الحب"، و"أميرة فى عابدين"، و"كناريا وشركاه"، و"عفاريت السيالة"، و"أحلام فى البوابة"، و"المصراوية".
وضمن إضافته الفكرية، كان له مقال أسبوعي في جريدة الأهرام، 1914، وعرف عنه إنه ناصري التوجه، لكنه لم يعد يؤمن بفكر الرئيس جمال عبد الناصر، وطالب بحل جامعة الدول العربية وإنشاء منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية مبني علي أساس التعاون الاقتصادي، ويعرف عنه أيضًا انتقاده وهجومه علي التطرف والجماعات المتطرفة.
الراحل كان لديه عشق شديد لمدينة الإسكندرية على الرغم من أنه لا ينتمي إليها، لكنه كان يقيم بها بصورة شبه متواصلة وينجز بها أهم أعماله.
ولم يقتصر عطاء أسامة أنور عكاشة على التليفزيون فقط، بل قدم فى مجال السينما عددًا من الأفلام منها "كتيبة الإعدام"، "تحت الصفر"، "الهجامة"، "دماء على الأسفلت"، "الطعم والسنارة"، "الإسكندرانى".
وكتب للمسرح العرض المسرحى "القانون وسيادته" و"البحر بيضحك ليه" و"الناس اللى فى الثالث".