ذكرت وكالة ”بلومبيرغ“ الأمريكية نقلا عن خبراء أن الشركات العالمية بدأت التفكير بالعودة للعمل في دبي وجلب عمالة ضخمة مع قرب تحقيق المناعة المجتمعية في المدينة نتيجة سرعة حملة التلقيح ضد فيروس ”كورونا.“

ولفتت الوكالة في تقرير الثلاثاء إلى أنه بعد أكثر من نصف عام، ومع ظهور طفرة أخرى في إصابات ”كورونا“ في الفترة الأخيرة لا يزال عدد كبير من المكاتب في برج “ ICD-Brookfiel“ البالغة تكلفته 1.5 مليار دولار شاغرا على الرغم من انخفاض أسعار الإيجارات بأكثر من 35% في السنوات الست الماضية.

لكن الوكالة نقلت عن روب ديفيروكس الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للبرج أحد أكبر الأبراج المكتبية في دبي قوله ”بعد توقف مفاوضات الإيجار في البداية، عاد العديد من الشركات متعددة الجنسيات الآن وتتطلع إلى إبرام الصفقات.“

وأشار ديفيروكس إلى أن 7 شركات أبرمت عقودا مع البرج في الربع الأول من هذا العام، بعد اتفاقيات مماثلة مع 11 شركة بما في ذلك UBS Group AG في الأشهر الثلاثة السابقة، مضيفا أن معدل إشغال المبنى يقترب من 55% من حيث عقود الإيجار الموقعة.

ووفقا لديفيروكس، فإن التوقعات متفائلة إذ تتطلع الشركات إلى إعادة بناء ثقافة عملها في دبي، إذ تشير معدلات التطعيم إلى أن المدينة قد تكون قريبة من مناعة القطيع.

وقال ديفيروكس ”أعتقد أن الشركات في دبي ستبدأ إعادة العمال إلى مكاتبها بأعداد كبيرة في النصف الثاني من العام الجاري“.

ولفت إلى أن الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات بدأت ترى مسارا إيجابيا مع طرح اللقاحات في الولايات المتحدة وأوروبا بعد تأثر إنتاجيتها وأدائها بسبب تفشي فيروس ”كورونا“ لذا فإن العودة إلى المكاتب هي ”مجرد مسألة وقت.“

وبيٌنت الوكالة في تقريرها أنه على على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس ”كورونا“ مع بداية العام إلا أنها تمكنت من جني فوائد إعادة الافتتاح التدريجي، مشيرة إلى أن تدفق الزوار الأثرياء إلى دبي في أواخر العام الماضي والذين جاءوا هربا من قيود الإغلاق في أوروبا، كان بمثابة نعمة لذلك البرج الجديد.

وقال ديفيروكس“يستكشف الآن العديد من الأفراد ذوي الثروات العالية الذين يمتلكون شركات عالمية إمكانية نقل مقارهم الدولية إلى مركز دبي المالي العالمي.“

ولفت إلى أن نظام المنطقة المعفية من الضرائب هو أحد أسباب احتفاظ دبي بجاذبيتها للشركات الدولية إلى جانب عوامل جذب أخرى مثل: شبكة المواصلات الحديثة والواسعة وجودة التعليم المدرسي في الامارة، معتبرا أن ”كل هذه الأسباب تجعل دبي ذات جاذبية قوية للشركات العالمية لجعلها مركزا إقليميا لها.“

وراى ديفيروكس أن دبي تشهد نشاطا اقتصاديا متجددا حيث تعيد الشركات تقييم خططها بعد انتهاء وباء ”كورونا“ مضيفا أن وجود خطط للشركات التي تبحث عن مساحات مكتبية جديدة يعني أنه سيتم شغل البرج بالكامل تقريبا بحلول نهاية العام المقبل.

وقال ديفيروكس إن ”دبي في حالة نهوض من جديد.. كان هناك بعض الركود على مدى السنوات الخمس الماضية ويبدو الأمر كما لو أن الوباء أطلق العنان لحياة جديدة في دبي.“

وعلى الرغم من أن العديد من موظفي الشركات متعددة الجنسيات قد تم تطعيمهم، فمن المرجح أن تحدد الإرشادات الصادرة عن مقارهم العالمية وتيرة العودة إلى دبي حيث يقيد البعض عدد أولئك الذين يسمح لهم بالعودة إلى مكان العمل إلى 30%.

ووفقا للوكالة، أنجزت الإمارات تلقيح أكثر من نصف سكانها في حملة تعتبر من أسرع عمليات التلقيح ضد فيروس ”كورونا“ في العالم.

وقال ديفيروكس ”اعتقد أن التوقيت لن يكون بالضرورة مدفوعا بالقرارات المحلية بل بما يحدث في أوروبا والولايات المتحدة.. لقد استمرت ظاهرة العمل من المنزل لفترة أطول بكثير مما كان يتوقعه أي شخص“.