توصلت دراسة حديثة إلى نتائج صادمة تربط بين الجلوس لفترات طويلة والصحة العقلية أو النفسية، بعيدا عن التأثيرات المعروفة على الصحة الجسدية.

وكشف فريق من الباحثين البريطانيين أن كثيرا من الأشخاص الذين يجلسون أكثر من 8 ساعات يوميا، يعانون من تأثيرات سلبية على صحتهم العقلية، حتى رغم النشاط البدني لبعض الأشخاص الذين كانوا يمضون حوالي 150 دقيقة أسبوعيا في ممارسة التمارين المعتدلة أو القوية، إذ كانت الآثار السلبية للجلوس فترات طويلة لا تتأثر بمزايا النشاط البدني.

واعتمد الفريق البريطاني على فحص ما يقرب من 300 شخص نشطين بدنياً، ويجلسون لفترات طويلة، وكان أكثر من 50% منهم يجلسون لأكثر من 8 ساعات في اليوم، خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضه وباء كورونا، مع الأخذ في الاعتبار بعض العوامل الديمغرافية والمشاكل الصحية المسبقة.

ووجد الفريق أن مدة الجلوس كانت من المؤثرات السلبية الأساسية على الصحة العقلية أو النفسية، ويساهم ذلك التأثير السلبي في تعزيز فرص الإصابة بعدة مشاكل، مثل الأرق والقلق وتراجع الإنتاجية وغيرها من مشاكل الصحة العقلية.

ومن ناحية أخرى، أشار فريق الباحثين إلى أن تقليل فترة الجلوس يساهم في تعزيز الصحة العقلية ويأتي بتأثيرات إيجابية.

وأشار الباحثون إلى أنه يمكن للأشخاص الذين يضطرون إلى الجلوس لفترة طويلة تتعدى الـ8 ساعات يوميا، أن يزيدوا من مدة ممارسة الرياضة لـ60 دقيقة، إذ تعد الـ30 دقيقة هي المدة الموصى بها بشكل عام كحد أدنى للتمارين اليومية.

ولا يقتصر النشاط البدني على ممارسة التمارين الشاقة فقط، إذ يمكن اعتماد أي أنشطة تعتمد على التنشيط البدني، مثل الزراعة وما شابهها.

وإضافة إلى ذلك، يمكن للمشي 30 دقيقة يوميا على الأقل أن يعود بالكثير من الفوائد بجانب تعزيز الصحة العقلية، بما في ذلك خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكسر العنق والفخذ، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن صحي.

كما أثبتت دراسات أن المشي لمدة 30 دقيقة على الأقل، يوميا، يمكنه تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون إلى النصف.