كتب: امير رفاعي

تعد مصر من أكثر البلدان استهلاكا للحوم الجملية فى العالم، ما يجعل منها سوقا مهمة لتجارة الإبل، والتى يزيد الإقبال عليها فى عيد الأضحى، ما يعنى رواجا فى أهم وأكبر أسواق الجمال فى مصر، وهو سوق مدينة إسنا بمحافظة الأقصر.

ولا تعد مدينة إسنا مجرد سوق للإبل، بل تنتشر فيها مزارع تربية الجمال، ومحطة للإبل القادمة من السودان، قبل انتقالها إلى شتى ربوع الجمهورية.

ويقول المهندس (محمد عبده) أحد مربيى الإبل بمدينة إسنا إن المدينة معقل رئيسى لتربية وتجارة الإبل فى مصر نظرا لقربها من السودان المنفذ الأساسى لدخول الجمال إلى مصر، بجانب وجود مركز بحثى قديم منذ عهد الملكية وفر عند بدايته الإرشادات اللازمة لتشجيع المربين على استيراد الإبل وتسمينها.

ويوضح أن مصر سوق استهلاكية للجمال وليست منشأ لها إذ تأتى معظم واردات مصر من الجمال فى الوديان السودانية ذات المراعى المفتوحة.

وعن دور المربين يقول عبده، إن كل مربى يستورد الإبل على هيئة رسائل كل منها تحوى نحو ٧٠ جملا، ليقوم بتسمينها فى المزرعة لمدة شهرين، توضع خلالها داخل المرابط التى تقل حركتها داخلها، بينما تتبع حمية غذائية خاصة تقوم على ٥ وجبات يومية أغلبها من البرسيم الحجازى والذرة الشامية.

ويكمل أن للإبل طبيعتها الخاصة، إذ ينبغى ربط كل ٣ جمال سويا لتشعر بالألفة وتقبل على الأعلاف، كما يكون المربط مهيئا للتعرض للشمس مع انبساط الأرض.

ويتحدث عبده عن تجارة الإبل فى مصر موضحا أنه حتى الثمانينيات كانت متركزة فى مدينة إسنا، لكنها انقسمت بعد ذلك لأسواق للإبل المجلوبة حديثا التى يشتريها المربون وتتواجد بشلاتين ودراوة وأبو سمبل، بينما تباع إبل اللحم للجزارين فى سوق برقاش بالجيزة.

وعن تميز لحم الإبل لدى المضحين يقول، إنها رخيصة الثمن مقابل اللحم البقرى إذ تبدأ أسعار الجمال من ٢٣ ألفا بينما يكون صافى لحومها أعلى من البقرى إذ يبلغ فى المتوسط نصف طن من اللحم للجمل وتصل إلى ٩٠٠ كيلو لبعض الجمال.

وعن المشاكل التى يعانيها مربو الإبل، يقول إن إسنا تفتقر لمرافق الرى، إذ توجد ترعة وحيدة تعمل ٤ أيام شهريا، والبنية التحتية من الآبار المعطلة لا توصل المياه للأراضى، ما يضطر المربون لاستخدام ماكينات رفع المياه ذات استهلاك المحروقات، فى ظل تصاعد أسعار الوقود.