قدّم الباحثون للتوّ في باريس، النتائج الحاسمة لاختبار فحص الدم لأكثر من 50 نوعاً من أنواع السرطان المختلفة، هذا الاختبار يملك القدرة على اكتشاف الأورام؛ حتى قبل ظهور المرض والأعراض.

الكشف عن السرطان قبل ظهور أيّة أعراض

الكشف، في عينة الدم، عمّا يُسمّى بالحمض النووي للورم الجائل

إنَّ القدرة على اكتشاف السرطان؛ حتى قبل ظهور المرض وإعطاء أعراضه الأولى، هو هدف الباحثين في علم الأورام حول العالم، الذين يعملون على اختبارات الدم هذه في المستقبل.. الجميع يعتمد المبدأ نفسه: الكشف، في عينة الدم، عمّا يُسمّى الحمض النووي للورم الجائل؛ أيْ القدرة على تحديد التشوّهات الجينية في الخلايا السرطانية مبكراً؛ من أجل وضع العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن.

حتى الآن، كانت الاختبارات الأولى التي تمَّ تطويرها، قادرةً على اكتشاف الأورام في دم المرضى المصابين بالسرطان المعروف.. لقد كانت هذه بالفعل خطوةً كبيرة إلى الأمام؛ لأنَّ هذه الطريقة البسيطة قليلة التوغّل، يُمكن أن تَحِل في النهاية محل الفحوص الأطول والمكلّفة والمزعجة للمريض.

أول تجربة لاختبار السرطان الجديد

لكن الباحثين ذهبوا إلى أبعد من ذلك.. دراسة "باثفايندر"، التي تمَّ تقديمها للتوّ في باريس، في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO)، هي أول تجربة محتملة تُظهر أن اختباراً جديداً يمكن أن يكتشف السرطان لدى المرضى الذين لم يتم تشخيص مرضهم بعد.. يُدعى هذا الاختبار الجديد MCED (للكشف المبكر عن السرطانات المتعددة)، وهو يجلب الأمل؛ خصوصاً للمرضى المصابين بالسرطان الذي يستحيل فحصه (البنكرياس والأمعاء الدقيقة والمعدة وما إلى ذلك).. اكتشفَ الفحصُ إشارة الورم في 1.4% من 6621 شخصاً فوق سن الخمسين، ولم تُعرف إصابتهم بالسرطان. تمَّ تأكيد المرض لدى 38% ممن ثبتت إصابتهم بالمرض، ومن بين 6290 شخصاً، لم يصابوا بالسرطان، حصل 99.1% على نتيجة اختبار سلبية.

يوضح الدكتور شراج، المؤلف الرئيسي للتجربة: "النتائج هي خطوة أولى مهمة لاختبارات الكشف المبكّر عن السرطان؛ حيث أظهرت معدل اكتشاف جيداً للأشخاص المصابين بالسرطان، ومعدل خصوصية ممتازاً لمن لا يعانون منه".. ويضيف: إن الهدف من فحص الدم هذا، لن يكون لتقليل الإصابة بالسرطان؛ بل تقليل الوفيات بسبب السرطان.

"تُظهر هذه الدراسة، أن هناك أملاً في الأفق؛ للكشف عن السرطانات التي لا يمكن فحصها حالياً، ولكن بالطبع لايزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، ومع الخبرة والعينات الأكبر، ستتحسن هذه الاختبارات".

هذه النتائج الأولى- إذا كانت واعدة- يجب تأكيدها بالفعل من خلال اختبارات جديدة قبل تخيّل أنه: غداً، يمكن طرح هذا الاختبار في السوق.