صلاة الكسوف

عن أبي مسعود الأنصاري( رضي الله عنه) قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ ) .
رواه الشيخان
حكمها:
صلاة الكسوف سنَّة مؤكدة.
كيفية صلاة الكسوف:
يُسن أن يصلي المسلم صلاة الكسوف عند كسوف الشمس ، وتكون كالتالي:
أن يكبر للإحرام ، ويقرأ دعاء الاستفتاح ، ثم يستعيذ، ويقرأ الفاتحة ، ثم يقرأ قراءة طويلة ( أو حسب ما تيسّر له).
ثم يركع ركوعاً طويلا ، ثم يرفع من ركوعه، ويقول :
سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد.
بعد الرفع من الركوع يُعاود قراءة الفاتحة ، ويقرأ بعدها قراءة طويلة ، غير أنها دون القراءة الأولى ( أو حسب ما تيسّر له).
ثم يركع مرة ثانية ويطيل الركوع ، وهو دون الركوع الأول .
ثم يرفع من الركوع ويقول :
سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد.
ثم يسجد سجدتين طويلتين ، ويطيل الجلوس بين السجدتين .
ثم يقوم إلى الركعة الثانية ، فيفعل مثل ما فعل في الركعة الأولى تمامًا ، ثم يتشهد ويسلم .
وفي ظل الوباء المنتشر يصليها الناس فرادى في بيوتهم ، أو مع أسرهم .
هل يسن الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف أو الإسرار بها ؟
ذهب أبو حنيفة والمالكية والشافعية إلى عدم الجهر فيها ؛ لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف ، فلم نسمع له صوتا) .
وذهب أحمد ، وأبو يوسف ، إلى الجهر فيها، وهو رواية عن مالك .
وقالوا : قد روي ذلك عن علي رضي الله عنه وفعله عبد الله بن زيد وبحضرته البراء بن عازب ، وزيد بن أرقم . وروت عائشة رضي الله عنها : (أن النبي صلى الله عليه وسلم : صلى صلاة الكسوف ، وجهر فيها بالقراءة) ولأنها نافلة ، شرعت لها الجماعة ، فكان من سننها الجهر كصلاة الاستسقاء ، والعيدين.
فمن جهر فيها أو أسرّ فجائز .
أحكامها.
ما يُستحبّ فعله :
- الصدقة :
لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : ( فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ … وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا). رواه الشيخان
- الدعاء :
لقوله صلى الله عليه وسلم:( فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ).
رواه الشيخان
- ذكر الله والاستغفار :
لقوله صلى الله عليه وسلم:( فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ).
رواه الشيخان
قال الحافظ ابن حجر : وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء .
فتح الباري" (2/695).
- التعوذ بالله من عذاب القبر :
وفي الحديث عند البخاري ومسلم :
(ثُمَّ أَمَرَهُمْ (أي: النبي) أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْر).
ويُسنّ لكل ربّ أسرة أن يُذكّر أهله بالله واليوم الآخر، ويحثهم على التوبة والرجوع إلى الله سبحانه .
والله أعلم