قالت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج إن الإعلان عن احتفال حكومتي مصر والإمارات بمرور 50 عاما على تأسيس العلاقات المصرية الإماراتية، يؤكد الإمارات بالنسبة لمصر بمثابة شريك حياة سياسياً واجتماعياً وتاريخياً وبها مشاعر بالانتماء بين الشعبين.

وأضافت الوزيرة المصرية فى حوارها لـ"الاتحاد" أن العلاقات بين البلدين أكبر بكثير من الكلمات التى من الممكن أن تقال لاسيما مع علاقة الإخوة بين الشعبين الشقيقين ، لافتة إلى أن الإمارات تحديدا دون عن أى دولة أخرى تمثل بيت ثاني للمصريين من حيث المحيط الجغرافي وعلاقات الأخوة والصداقة، موضحة أن الدولتين تنتميان لأكثر من الحضارات التى تجعلهما جزءاً لا يتجزأ من بعضهما.

وأوضحت الوزيرة المصرية أنه أيضاً بالإضافة للعلاقات المتميزة بين حكومة وقيادة البلدين فإن العلاقات الشعبية قوية ومتينة لأنهما بمثابة "شعب واحد،" مشيرة إلى أن المصريين كانوا يعشقون سمو الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه ولا زالوا يترحمون عليه، بل لازالت صورته فى مكاتب ومنازل الكثير من المصريين نظراً للمحبة الكبيرة له ولتاريخه وحبه لمصر وللمصريين، قائلة "لذلك لدينا حي كامل ومنطقة باسم الشيخ زايد فى مدينة السادس من أكتوبر".

ولفتت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين فى الخارج إلى أن الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات بين البلدين يؤكد أنهما تسيران على نهج واحد وفكر واحد واستراتيجية عمل مشتركة بنفس الفكر المتحضر والمتطور بالنظر للمستقبل لكي تكونا مؤثرتين فى محيطهما العربي والدولي.

وأشارت الوزيرة المصرية إلى علاقة الأخوة بين القيادة السياسية للبلدين وهو ما أنعكس أيضاً على أن يصبح التنسيق على مستوى المؤسسات فى مستوى مستقر للغاية ومُرضي للطرفين، مؤكدة أن 50 سنة ربما تكون قليلة على عراقة العلاقات بين مصر والإمارات لأنها متجذرة سياسياً واقتصادياً بشكل ممتد وتشمل مشروعات ضخمة يعمل بها الشعبين فى الجانبين.

وأكدت الوزيرة المصرية على أن الإمارات شريك حياة لمصر سياسياً واجتماعياً وتاريخياً وبها مشاعر بالانتماء بين الشعبين، موضحة أنها ليست مجرد دولة تُذكر إسمها فقط ، وأكبر دليل على ذلك هو العيد القومي للإمارات فى ديسمبر من كل عام يكون الاحتفال فى مصر كأنه عيداً قومياً لمصر أيضاً ويظهر ذلك جلياً فى التواجد ، لافتة إلى وجود نفس المحبة من جانب الإمارات تجاه مصر ودورها الرائد فى المنطقة.

وأوضحت الوزيرة المصرية أن القيادة المصرية أكدت فى أكثر من مرة أن أمن الخليج من أمن مصر لأنه يجمعنا البحر الأحمر والأخوة والتاريخ والجذور، مشيرة إلى أن الجالية المصرية فى الامارات من الجاليات النموذجية ولديهم محبة لتواجدهم في الإمارات باعتبارها دولة مدنية مُتحضرة.

ولفتت إلى أنها أطلقت برنامج أسبوعي تحت مسمى "ساعة مع الوزيرة" للتواصل مع الجاليات المصرية فى الخارج عبر تطبيق زووم، ومن حسن الحظ أن الأسابيع الماضية كان اللقاء مع الجالية المصرية فى الإمارات وتم التحدث فيه عن كل التحديات، مشيرة إلى أن رقم هاتفها وفريق عملها الوزاري متاح وموجود على كل جروبات السوشيال ميديا للتواصل على مدار الساعة.

وأكدت الوزيرة المصرية على أنه لا يوجد أية أزمات بالمعني الحرفي لأبناء الجالية المصرية فى الامارات لكن هناك تحديات، مشيرة إلى أنه بالتواصل مع المؤسسات الوطنية فى الإمارات أو عبر القنصليات المصرية هناك يتم حلها خاصة أن مصر قد اختارت مجموعة من أفضل الدبلوماسيين المصريين فى الإمارات، مشددة أن المصريين والاماراتيين يتعاملون مع التحديات والأزمات الفردية بدون أى حساسية من الجانبين ما يشير إلى أن هناك حالة من الرضا والتواصل فى العلاقات بين البلدين ، لدرجة السيولة والانسيابية "لأننا نفهم بعضنا بشكل جيد ونعلم بعضنا عن عشرة طويلة".

ووصفت الوزيرة المصرية التعاون بين الدبلوماسية المصرية والإماراتية بأنه "تنسيق دائم" فى المحافل الدولية، موضحة أن فريق الدبلوماسية الإماراتية من افضل ما يكون وليس فقط فى الأمم المتحدة بل فى كل المحافل الدولية، لاسيما أن العلاقة بين فريقي الدبلوماسية المصرية والإماراتية تربطهم فى الخارج أخوية كبيرة وتعاون ذات رابط قوي سواء كان فى جنيف أو نيويورك.

وأشارت إلى أن الوفد الدائم للإمارات فى نيويورك يعد واحد من أفضل الفرق الدبلوماسية الإماراتية فى العالم ، موضحة "نحن شركاء فى الرابطة العربية وننسق سوياً كافة الأمور كذلك فى المجموعة الاسلامية، وفى الـ G77 وأيضاً فى دول "عدم الانحياز"، موضحة أن هناك تعاون يومي وإذا ما جرت أى عراقيل لأي من البلدين تؤرق الآخر فى إطار الأمم المتحدة.

وأكدت الوزيرة المصرية أن مصر دولة رائدة ومؤسسة فى الاتحاد الأفريقي وعلى الرغم من عدم وجود الامارات لكن مصر موجودة هناك وتقوم بالتنسيق مع الإمارات ، كذلك مؤتمر المؤتمر الاسلامي، ومنظمة المرأة الإسلامية ، واصفة التنسيق بأنه على أعلى مستوى ممكن.

وكشفت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين فى الخارج أن وزارتها تستعد وتجهز لقمة المناخ التى تستضيفها مصر فى شرم الشيخ فى الشهر المقبل، لافتة إلى أنها ستعقد محاضرات وندوات بأكثر من حول تأثير المناخ على الهجرات وسيتحدث بها نماذج شبابية متميزة تضم 7 علماء من الشباب المصري فى الخارج فى مجال تخصصاتهم، لعرض تجاربه ومناقشاتهم التي ستشمل الخليج وكندا ودولاً أوروبية أخرى.