الصباح العربي
الثلاثاء، 7 مايو 2024 05:25 صـ
الصباح العربي

دين وحياة

وزير الأوقاف عن اسم الله البر الودود المنان:‏ نعم الله على عباده لا تحصى ولا تعد والبر الودود يريد بعباده اليسر لا العسر

الصباح العربي

في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وإسهامًا في بناء الوعي الرشيد، وفي الحلقة ‏السابعة عشرة من برنامج: "الأسماء الحسنى" للأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أكد أن ‏من أسماء الكمال والجمال والعظمة لله (عز وجل) اسمه (عز وجل) "البر"، واسمه ( عز وجل) "الودود"، ‏واسمه (عز وجل) "المنان"، فهو البر العطوف على خلقه، الرفيق بهم، حيث يقول (سبحانه وتعالى) عن ‏نفسه: "إنَّهُ هُوَ البرُّ الرَّحِيِمُ"، الذي يريد بخلقه اليسر، ولا يريد بهم العسر، يعفو عن زلاتهم، ويضاعف ‏حسناتهم، يحب عباده الأبرار المتقين، حيث يقول (سبحانه وتعالى) على لسان سيدنا عيسى (عليه ‏السلام): "وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا"، ويقول عن سيدنا يحيى (عليه السلام): "وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ ‏وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا"، ويقول (سبحانه): "إنَّ الأبْرارَ لَفي نَعِيمٍ"، وهو (سبحانه وتعالى) "الودود" لمن ‏أناب إليه وعاد إليه ولجأ إليه، واعتصم به، يقول (سبحانه): "وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ ‏وَدُودٌ"، ويقول (سبحانه): "وهُوَ الغَفُورُ الوَدُودُ" يغفر الزلات، ويضاعف الحسنات، ويحب المتقين، ويقول ‏‏(سبحانه): "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا"، فهو يحب عباده ويلقي حبهم ‏في قلوب خلقه، وفي الحديث القدسي يقول رب العزة (عز وجل): "مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ ‏بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ ‏حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ ‏الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ" ، وفي الحديث عن رسول الله (صلَّى اللَّهُ ‏عليهِ وسلَّمَ): "إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ ‏يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في ‏الأرْضِ" ، وعن الحسن بن أبي جعفر قال: سمعت عتبة الغلام يقول: من عرف الله أحبه، ومن أحب الله ‏أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه الله أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره فطوباه وطوباه ‏وطوباه.

مؤكدًا أن من عظيم إكرام الله (عز وجل) لعباده الصالحين أنه قدم حبه لهم على الحديث عن حبهم له، ‏حيث قال (سبحانه): "فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" فهو يحبهم قبل أن يحبوه (سبحانه وتعالى)، فهو "الودود"، "الكريم"، "البرّ"، "الرحيم"، "المنّان"، صاحب العطاء صاحب الإحسان، من المَنّ بمعنى العطاء ‏والإحسان، لا من الِمنّة التي تتبع الصدقة من الخلق على الخلق وليست من الدين في شيء، أما رب ‏العزة فهو المنان على خلقه، فالمنة من الخالق فضل وعطاء، والمنة من الخالق إحسان، لأن منة العبد على ‏العبد فيها إذلال للعبد، أما منة الخالق على الخلق فهي إكرام للعبد، فما أجمل أن يمن الله على عباده.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن منة الله فضل وعطاء، يقول الله (سبحانه وتعالى): "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ ‏يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"، والهداية منة ونعمة ‏يقول (سبحانه وتعالى): "وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"، والمنة ‏فضل يقول سيدنا يوسف (عليه السلام): "أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ ‏عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" ، ويقول (سبحانه وتعالى) على لسان أهل الجنة: ‏‏"قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ‏الرَّحِيمُ"، وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: كنتُ معَ رسولِ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) ورجلٌ ‏قائمٌ يصلِّي، فلمَّا رَكَعَ وسجدَ وتشَهَّدَ دعا، فقالَ في دعائِهِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ ‏المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ، إنِّي أسألُكَ الجنة وأعوذ بك من النار، فَقالَ النَّبيُّ (صلَّى ‏اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) لأصحابِهِ: تَدرونَ بما دعا؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ): "والَّذي ‏نَفسي بيدِهِ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى" ، فرب العزة هو ‏البرُّ، هو الرحيم، هو الودود، وهو المنان، ونحن في شهر عظيم، شهر البر وصلة الرحم والود وإكرام ‏الضيف وإطعام الطعام، فعلينا أن نتخلق بالأخلاق المحمدية، وأن نفهم معنى الأسماء الربّانية، التي ‏تحثنا بمعانيها على البر والصلة والإكرام والود واللطف، فهذا شهر البر، وأولى ‏الناس بالبر هم الوالدان، يقول الحق (سبحانه): "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا ‏يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ‏الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"، ولما سأل أحد الناس نبينا (صلَّى اللَّهُ عليهِ ‏وسلَّمَ): مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ:" أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ ‏أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ"، وهو شهر صلة الأرحام، حيث يقول الحق (عز وجل) في الحديث ‏القدسي: "أنا الرَّحمنُ، خلَقتُ الرَّحِمَ، وشقَقتُ لها مِنَ اسْمي اسْمًا، فمَن وصَلَها، وصَلتُهُ، ومَن قطَعَها، بتَتُّهُ"‏، اقرأوا إن شئتم قول الله (تعالى): "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ ‏الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا".

نتعلم من أسمائه ‏‏(عز وجل) البرّ الودود المنّان البر والصلة والمودة والإكرام، فإن الله يحب أهل البر وأهل الكرم، ‏وهذا هو شهر البر والكرم، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير.‏

وزير الأوقاف عن اسم الله البر الودود المنان ‏ نعم الله على عباده لا تحصى ولا تعد والبر الودود يريد بعباده اليسر لا العسر

دين وحياة

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq