بينما تواصل القوى الدولية واالإقليمية اتصالاتها ومناشداتها لطرفي المواجهة المسلحة في السودان بوقف العنف الذي يحاصر السودانيين بالرصاص والقصف الجوي .. نددت قوى سياسية ومدنية سودانية باندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وعدد من مدن البلاد الأخرى، وطالبت الأطراف بالوقف الفوري للأعمال القتالية، وعودة القوات لمواقعها قبل تأزم الموقف، وحثت المواطنين على الوقوف ضد الحرب والتزام منازلهم، وذلك بعد ساعات عدة من اندلاع القتال في السودان، بحسب الصحف السودانية، التي أبرزت تحذيرات دولية من انفلات المواجهات العسكرية وانزلاق السودان إلى «حرب أهلية شاملة».

تحول مفاحىء للصراع بين البرهان وحميدتي

وبينما شددت مواقف عربية ودولية، على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار في السودان.. ذكرت الصحف السودانية، نقلا عن وسائل إعلام دواية « إنها الحرب.. السودانيون تحت رحمة الرصاص والقذائف».. وأشارت إلى انطلاق أولى الرصاصات، أمس السبت، قرب التاسعة صباحاً في جنوب الخرطوم، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.

وأكدت القوات المسلحة السودانية، أنه «لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت مليشيا حميدتي المتمردة».. ووفقا لهيئة الأركان العامة للجيش: «لن يكون هناك حوار او اتفاقات مع قوات الدعم السريع حتى يوقفوا خروجهم على القانون».

السودان ينزلق إلى «حرب أهلية شاملة»

وقال مدير تحرير صحيفة السوداني، ياسر عبد الله، إن البلاد تنزلق إلى «حرب أهلية شاملة على نحو خطير للغاية»..ونقلت الصحف السودانية، تنويه صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية، بأن التوترات في السودان، برزت حول مقترح بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش الوطني، لكن كلا الطرفين لم يتفقا على إطار زمني أو على مَن يقود الكيانين حال دمجهما معا.

وفي ظل هذا الاختلاف جعل كل من الجنرالين ( البرهان وحميدتي) يعزز قواته ويصدر بيانات تهديدية للآخر. ومن ذلك تصريح أدلى به قائد الدعم السريع الجنرال حميدتي لقناة الجزيرة بأن قواته البالغ عددها نحو 100 ألف سيقاتلون حتى الاستيلاء على كل قواعد الجيش، متهما قائد الجيش الجنرال البرهان بأنه ينبغي إما قتله أو «محاكمته»

ضربة جديدة للآمال

ونقلت الصحف السودانية، عن صحيفة «ميل أون صنداي»البريطانية، أن قتالا ضاريا مستعراً في السودان بين الجيش والدعم السريع بعد أشهر من التوتر بين الجانبين انتهت إلى محاولة انقلاب يوم السبت..ورأت الصحيفة أن هذا العنف يمثّل ضربة جديدة للآمال في انتقال السودان إلى الحكم الديمقراطي، بينما يشعل المخاوف من اتساع نطاق الصراع.

ولفتت إلى أن الخلاف بين حميدتي والبرهان تسبب مرّتين في تأجيل إبرام اتفاق مع قوى مدنية من شأنه أن يرسم خارطة طريق لاستئناف مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أوقفه انقلاب عسكري في 2021.

خلف الأبواب المغلقة..مجلس الأمن الدولي يناقش الأوضاع في السودان

يذكر أن مجلس الأمن الدولي، سيناقش تطورات الأوضاع الجارية في السودان، غدا الاثنين ، وستجري المناقشات خلف أبواب مغلقة، في إطار قسم – منوع – بحسب طلب بريطانيا لإجراء المناقشة.. ودعت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، ليندا غرينفيلد، المجلس لاتخاذ إجراء فوري ودعوة الأطراف المتقاتلة في السودان لوقف العنف.

وبينما يعقد اليوم الأحد، اجتماعا عاجلا لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة مصر، لبحث تطورات الوضع في السودان