في ضوء الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقد دورتها الخامسة بنواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، عقدت الجلسة الافتتاحية لمنتديي "المجتمع المدني والأمن الغذائي" و"الشباب العربي والأمن الغذائي" في دورتهما الخامسة يوم 24 أكتوبر/تشرين أول 2023 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

بالنيابة عن معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، افتتحت معالي السفيرة الدكتورة/ هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، فعاليات المنتديين بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، ومعالي السيد/ أحمد سيد أحمد آج، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان بالجمهورية الإسلامية الموريتانية (رئاسة القمة)، ومعالي الدكتور/ أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بجمهورية مصر العربية رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، ومعالي السيد/ أحمد حسين المبرقع وزير الشباب والرياضة العراقي ومعالي السيد/ محمد سلامة النابلسي وزير الشباب بالمملكة الأردنية الهاشمية، وبحضور ممثلين عن البرلمان العربي والمنظمات العربية المتخصصة والمنظمات الإقليمية والدولية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والهياكل الحكومية المعنية بالعلاقة مع منظمات المجتمع المدني والشباب بالدول العربية وعدد من الاتحادات والمنظمات والجمعيات المدنية وثلة من الشباب العربي.

وألقت معالي السفيرة الدكتورة/ هيفاء أبو غزالة، كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية حيث أدانت فيها ما يتعرض له قطاع غزة من انتهاكات نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم وما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات قتل للأطفال والنساء والشباب على مدار الساعة، وما ترتكبه من إبادة جماعية ممنهجة، في ظل حصار مستمر لسنوات طويلة، واحكام قوات الاحتلال سيطرتها عن طريق وقف إمدادات الغذاء والمياه والوقود والدواء، وهو ما تجسد في أبشع صوره في مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني.

كما أكدت معاليها أن المنتدى قائم على ثلاث عناصر رئيسية وهي: المجتمع المدني والشباب العربي والأمن الغذائي، كل منها لا يمكن أن يتبلور سوى مع حفظ الحق في الحياة الذي ينتهك يومياً تحت سماء فلسطين الأبية على يد قوة الاستعمار الاحتلالي، مشيرة بدور المجتمع المدني في فلسطين على مر العقود الماضية حيث أنه يقدم مساعدات إنسانية، ويدعم عوائل الأسرى والشهداء، ودعما نفسيا وأيضا ماديا من خلال المستشفيات والمدارس الأهلية.

كما أكدت رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بأن المنظومة الأهلية في الأراضي الفلسطينية تتحمل ببسالة وبلا توقف، جيلاً بعد جيل، مسؤولية بقاء هذا الشعب الأبي، ولم يسعوا يوما لصناعة مجد شخصي، ولم يكن أمام أعينهم إلا منح الحياة لأهلهم، حيث سجل نجاح منظمات المجتمع المدني في فلسطين في الاضطلاع بهذا الدور مما دفع الاحتلال إلى إدراج العديد من هذه المنظمات على قوائم الإرهاب، زوراً وبهتاناً، ومصادرة أموالها وأموال القائمين عليها، ظلماً وعدواناٍ، ومنعهم من السفر واعتقال العديد منهم، في انتهاك سافر للحقوق الأساسية، كما أشارت بأن المجتمع المدني الذي تحرك في كل أركان الدول العربية، واثباً من أجل تقديم مختلف أنواع الدعم للشعب الفلسطيني، تحركاً شعبياً إنسانياً، مدرك أبعاد قضيته، ومحيط بمعاناة إخوته، مؤمناً أن لكل طريق نهاية.

وألقى معالي السيد/ أحمد سيد أحمد آج، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان بالجمهورية الإسلامية الموريتانية كلمة رئاسة القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة، حيث أكد أن هذه المنتديات المحضرة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية والتي يحظى الإعداد لها بعناية خاصة من فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي حرَص على توفير الظروف المثلى لتأمين كافة أسباب نجاح هذه القمة بما يحقق أهدافها.

وأوضح أن فعاليات هذا المنتدى، بما يجتمع فيها من الشخصيات السامية ذات التجربة العريضة في تسيير الشأن العام، وبما تضمه من هيئات الشباب والمجتمع المدني، وما يتخللها من مناقشات واعية، ستفضي دون شك، إلى العديد من المقترحات الوجيهة والتوصيات التي سترفع إلى القادة العرب من أجل تحقيق الأمن الغذائي في اجتماع القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية القادمة بما يمكن من اعتماد سياسات عربية فاعلة من أجل تأمين الأمن الغذائي واستدامته.

ومن جهته أكد معالي الدكتور/ أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة بجمهورية مصر العربية ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، إن ما يعانيه الأشقاء الفلسطينيين تحت هذا العدوان الغاشم الذي نتج عنه الآلاف من الضحايا الأبرياء من المدنيين هو أمر بالغ الخطورة ويعيق عن قصد تلك الجهود العربية المتواصلة من أجل إقرار السلم والأمن والسلام في المنطقة.

كما أوضح أن قضية الأمن الغذائي في منطقتنا العربية أصبحت من أهم الموضوعات التي تشغل الرأي العام العربي بكافة طوائفه وفى المقدمة منهم الشباب وخاصة في ظل التحديات التي يواجهها العالم أجمع وما تنطوي عليه من مخاطر جمة، وأضاف أن تضافر الجهود وتكاملها تظل هي السبيل الوحيد لتحقيق التكامل والتكافل العربي.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد صاحب السمو الملكي صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس أمناء برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، أن منتدى المجتمع المدني يهدف إلى التشارك في البحث والدراسة لاستشراف ملامح أدوار المجتمع المدني والشباب في تعزيز الأمن الغذائي في عالمنا العربي، وذلك تمهيداً للخروج بتوصيات ورسائل تعين القادة العرب على اتخاذ قرارات متبصرة في القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، وأن الأمن الغذائي قضية ملحة تؤثر على حياة ملايين البشر وصحتهم في جميع أنحاء العالم، حيث يعاني 54 مليون شخص في البلدان العربية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ومن أشكال متعددة من سوء التغذية.

كما أبرز صاحب السمو الملكي أن منظمات المجتمع المدني العربي تعد شريك تنموي رئيس في تعزيز الأمن الغذائي، فهي بمثابة حلقة الوصل الأكثر قوة ومرونة في جهود تعزيز بناء الشراكة والتعاون بين مختلف الجهات الفاعلة، بما في ذلك الحكومات والقطاع الخاص من جانب، وصغار المزارعين ومنتجي الغذاء والمجتمعات المحلية من جانب آخر، فضلاً عن دورها الحاسم في تيسير تبادل المعرفة وبناء القدرات، من خلال تنظيم ورش العمل والبرامج التدريبية لتعزيز مهارات ومعارف المزارعين والشباب والنساء وغيرهم من أصحاب المصلحة المشاركين في النظام الغذائي. وتعمل على تمكين الأفراد والمجتمعات المحلية المهمشة ليصبحوا مشاركين فاعلين في تحقيق أمنهم الغذائي.

وفي ختام كلمته أشار صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، بأن برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" على قناعة راسخة بأن حفز طاقات المجتمع المدني وإطلاق العنان للشباب للتفكير الابتكاري والابداعي، من شأنه أن يؤدي إلى إحداث التغيير الإيجابي، والإسهام في الحلول المستدامة لقضية الأمن الغذائي، وأعلن أن في أجفند عبر برامجه ومؤسساته التنموية على استعداد للإسهام في تنفيذ توصيات هذا المنتدى بعد إقرارها من القمة، والعمل على توظيف كل الخبرات والشراكة والتحالفات التنموية الأممية والدولية والإقليمية، ليكون اسهام المجتمع المدني والشباب أكثر فعالية في تعزيز الأمن الغذائي العربي.

وقد شهدت جلسات المنتدى استعراضاً لمخرجات الدراسة التي تم إعدادها حول "دور المجتمع المدني في تحقيق الأمن الغذائي العربي" كما تم اعتماد التوصيات والرسائل التي سيتم رفعها إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية بمناسبة عقد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية والتي ستحتضنها نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.