وضعت عمليات القتل الممنهج التي ينفذها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في موقف حرج، فبينما تعلن دعمها التام لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، تتمادى قوات الاحتلال في القصف، ما دفع أعضاءً بالكونجرس للخروج ببيان يطلبون مراجعة دعم الأسلحة المقدم لإسرائيل.

وظهرت بوادر خلافات داخلية في أمريكا إذ أعلن أعضاء بالكونجرس أنهم ينوون مناقشة سيناريوهات لمعاقبة حليفهم التقليدي، في حال استمرت عمليات دولة الاحتلال القمعية.

وأفادت صحيفة "بوليتيكو" بأن واشنطن تشعر بعدم الارتياح بشكل مُتزايد إزاء ارتفاع أعداد الشهداء المدنيين في قطاع غزة، وطلبت تفسيرًا من إسرائيل لإحدى الغارات الجوية على مخيم جباليا للاجئين المُكتظ بالسكان.

وأشار مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن الطلب كان في سياق "مُطالبة إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين"، كما طلبت واشنطن تفاصيل الضربة وحثّت إسرائيل على إجراء "استهداف دقيق" لتجنب إيذاء المدنيين.

وصرح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أثناء زيارته لإسرائيل يوم الجمعة، للصحفيين بأنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على متابعة وقف القتال، وقدم له نصائح بشأن الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، ورد نتنياهو بأن إسرائيل لن توافق على أي وقف لإطلاق النار، وتعتزم المضي قدمًا "بكامل القوة"، حتى تطلق فصائل المقاومة سراح جميع الرهائن الذين تم احتجازهم في عملية "طوفان الأقصى".

وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على إجراء عملية "أكثر جراحية"، بدلًا من غزو واسع النطاق لغزة، مُشيرة إلى احتمال سقوط ضحايا من المدنيين وجيش الاحتلال، حسبما قال المسؤول الذي لم يذكر اسمه لمجلة بوليتيكو، لكن نتنياهو لم يستجب إلا "جزئيًا" للنصيحة.

وأدى الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء على جباليا إلى مقتل 50 شخصًا وإصابة 150 آخرين، فيما أدى هجوم آخر، يوم الأربعاء، إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا، وفقًا للأطباء المحليين. واعترفت إسرائيل بالضربتين، قائلة إنها استهدفت كبار قادة فصائل المقاومة الذين "يعرضون المدنيين في غزة للخطر عمدًا".

وبينما أصر المسؤول الأمريكي الذي لم يذكر اسمه والذي تحدث إلى بوليتيكو على أن "الدعم الأمريكي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يزال قويًا"، يبدو أن بعض أعضاء الكونجرس من حزب الرئيس جو بايدن لديهم تحفظات.

وفي يوم الجمعة، أصدر 13 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ، بيانًا مُشتركًا يدعو إلى "وقف قصير الأمد للأعمال العدائية"؛ لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح الرهائن، والتفاوض على السلام. وفي الوقت نفسه، يناقش الديمقراطيون في مجلس النواب الإجراءات المُحتملة لمعاقبة إسرائيل إذا رفضت تغيير مسارها، بما في ذلك "التنفيذ الفعلي لفحص حقوق الإنسان الحالي" المرتبط بشحنات الأسلحة الأمريكية، حسبما قال أحد أعضاء الكونجرس للمجلة شريطة عدم الكشف عن هويته.