قفز سعر بيتكوين العملة الرقمية الأشهر خلال التعاملات المسائية اليوم /الثلاثاء/ فوق 38 الف دولار، لتنعش سوق العملات الرقمية المشفرة (الكريبتو) وتجذب المزيد من المستثمرين بعد تراجع لمدة يومين.

وذكرت منصة (كوين ديسك) الأمريكية لتداول العملات الرقمية أن سعر بيتكوين 38 ألفا و107 دولارات و62 سنتا، بارتفاع نسبته تفوق 3 في المائة مقارنة بالتعاملات الصباحية.

وازداد بريق "بتكوين"، أشهر العملات الرقمية، كونها لا ترتبط بسوق الأسهم والسندات، فخلال الأشهر الأخيرة قفزت العملة المشفرة بنسبة وصلت إلى 34% منذ سبتمبر الماضي بينما في الفترة ذاتها تراجع كل من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك 100" بنسبة 8%.

ويراهن مستثمرون دوليون على أن العملات المشفرة، لا سيما "بتكوين"، قد تصبح ملاذا استثماريا آمنا ضمن الأصول التي تحظى بهذه المكانة عالميا مثل الذهب والمعادن الثمينة.

يشار هنا إلى أن سوق العملات المشفرة تعرض خلال العام الماضي لزلزال شديد عندما أعلنت شركة "Ftx" الشهيرة لتداول العملات المشفرة، نوفمبر من العام الماضي، إفلاسها وتوجيه اتهامات بالاحتيال لمؤسسها سام بانكمان ومحاكمته الأمر الذي أدى لتقلب شديد في سوق العملات الرقمية وتداول "بتكوين" إلى أقل من 15 الف دولار، كما خسر سوق العملات الرقمية بالكامل حوالي 1.25 تريليون دولار ورغم هذا التقلب إلا أن خبراء اقتصاديين لازالوا ينصحون المستثمرين بتخصيص جزء محدود من استثماراتهم للعملات المشفرة كنوع من تنويع محافظهم الاستثمارية.

وفيما يؤشر على تطور ومستقبل العملات الرقمية فهناك بنوك مركزية تعمل على إصدار عملتها الرقمية الخاصة بها وبعضها بدأ فعليا في إصدار عملته الرقمية مثل بنك الشعب الصيني بينما هناك بنوك أخرى لاتزال تستكشف هذه الخطوة مثل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي أصدر برنامجا تجريبيا للدولار الرقمي، بالإضافة إلى بنك اليابان الذي لازال في إطار التجربة للين الرقمي وطبقا لمخرجات هذه التجربة سيقرر ما إذا كان سيبدأ فعليا في إصدار الين الرقمي عام 2026 أم لا.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام عالمية، يرى ميشال ستويمن، الخبير الاقتصادي، ومحلل أسواق المال، أن السيولة حاليا تتجه إلى سوق العملات المشفرة ، متوقعا ارتفاعات قوية خلال الفترة المقبلة تعزز من مكاسب العملات الرقمية .

وأضاف أنه في ظل ما يشهده العالم حاليا من تقلبات جيوسياسية فإن المستثمرين يقارنون بين العملات الرقمية والذهب أيهما الأفضل كملاذ آمن للتحوط من أي تقلبات أو صدمات مفاجأة في الأسواق.

ورأى ستويمن أن انتعاش البتكوين أحيا فكرة التحوط بها كنوع من الملاذ الآمن خلال أوقات الأزمات المالية مثل التي يواجهها الاقتصاد العالمي حاليا.

وأوضح أن العملات الرقمية تمكنت من الانفصال عن سوق الأسهم وبدلا من ذلك تتماشى حاليا مع الذهب، مشيرا إلى أنه مع ارتفاع العملات الرقمية بالتزامن مع المعدن الأصفر فإنها تصبح مع الوقت أداة للتحوط من التضخم من السياسات المالية والنقدية غير المستدامة وبالتالي يزيد من الطلب على هذه العملات وبالتالي الاستمرار في ارتفاع قيمتها.