يتزايد الغموض حول مستقبل دكة بدلاء ريال مدريد مع اقتراب نهاية الموسم، وسط مؤشرات قوية تؤكد أن كارلو أنشيلوتي لن يكون حاضرًا في الموسم المقبل، خاصة بعد أن تراجع مستوى الفريق بشكل لافت خلال الأشهر الماضية، ما جعل إدارة النادي تبدأ فعليًا في التفكير بخيارات بديلة.

أنشيلوتي سبق وفتح الباب أمام مغادرة العاصمة الإسبانية، حين وافق على تدريب منتخب البرازيل بعد نهاية مشواره في "سانتياجو بيرنابيو"، لكن تعثر المحادثات مؤخرًا أعاد القضية إلى نقطة البداية، وهو ما عزز التكهنات بإمكانية استمراره مؤقتًا لحين التوصل إلى حل نهائي.

في هذه الأثناء، بدأت الترشيحات تتوالى حول هوية المدرب القادم، إذ بات من الواضح أن أنشيلوتي يعيش آخر أيامه في مدريد، سواء أتى قرار الانفصال قبل بطولة العالم للأندية أو بعدها، وتزداد الضغوط على الإدارة لاختيار مدرب قادر على إعادة الفريق إلى طريق البطولات.

ريال مدريد خسر كأس السوبر وكأس الملك أمام برشلونة، كما غادر دوري الأبطال من الأدوار الإقصائية، ويبدو أن الدوري أيضًا في طريقه للضياع، بعد أن اتسع الفارق مع المتصدر إلى سبع نقاط، ما يفرض على الفريق ضرورة الفوز في مباراته أمام سيلتا فيجو لإبقاء حظوظه قائمة في المنافسة.

أسماء كثيرة ارتبطت بالمهمة، من بينها يورجن كلوب الذي كان من أوائل المرشحين، إلا أن انسحابه من دائرة الترشيحات فتح المجال أمام أسماء أخرى، وأصبح تشابي ألونسو هو الاسم الأقرب بحسب ما يتردد داخل أروقة النادي.

كلوب يشعر الآن بالندم على موقفه السابق، بعدما أعلن منذ أسابيع عن رغبته في الابتعاد عن التدريب لفترة، لكنه يدرك الآن أن قرار رفضه تولي مسؤولية ريال مدريد قد يكون من أكبر أخطائه المهنية، خاصة بعد تأكد أن النادي قرر منح الفرصة لألونسو الذي تألق هذا الموسم مع باير ليفركوزن.

المدرب الألماني يشغل حاليًا منصب مدير العمليات الكروية في مؤسسة "ريد بول"، بعد نهاية مشواره مع ليفربول صيف 2024، لكنه بات مقتنعًا أن العودة إلى التدريب من بوابة مدريد كانت فرصة لا تعوض، وتمنى لو أنه لم يغلق الباب مبكرًا.

كلوب أصبح متابعًا لما يحدث في مدريد عن قرب، لا سيما بعد أن علم أن الإدارة قد أنهت الاتفاق مع ألونسو لتولي قيادة الفريق، وهو الأمر الذي أكد له أن النادي كان جادًا في التفاوض معه، وأنه فرط بفرصة ثمينة ربما لا تتكرر.

ريال مدريد يستعد الآن لمواجهة سيلتا فيجو على ملعبه في الجولة الرابعة والثلاثين من الدوري الإسباني، في لقاء لا يحتمل فيه الخطأ، فالفوز وحده يعيد الفارق إلى أربع نقاط ويمنح الفريق دفعة قبل لقاء الكلاسيكو الحاسم، أما التعثر فيعني أن اللقب بات أقرب لبرشلونة، الذي انتصر بالفعل على بلد الوليد ووسع الفارق.

جماهير النادي تترقب ما ستسفر عنه الأيام القادمة، فالمعركة لم تعد فقط داخل المستطيل الأخضر، بل امتدت أيضًا إلى الكواليس، حيث يتصارع المدربون من بعيد على حلم الجلوس على مقعد القيادة في واحد من أعظم أندية العالم، وبين ندم كلوب وطموح ألونسو، يبدو أن مدريد على أعتاب مرحلة جديدة بكل المقاييس.