• الرئيسية
• أخبار عالمية

تتوالى المؤشرات على الانهيار النفسي العميق داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع تسجيل أرقام صادمة لحالات الانتحار منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، حيث بلغ عدد الجنود المنتحرين 42 حتى منتصف عام 2025، في دلالة واضحة على التدهور الخطير في الروح المعنوية للجنود.

ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن العام 2024 وحده شهد انتحار 35 جنديًا من قوات الاحتلال، بينما سُجلت 7 حالات أخرى منذ مطلع العام الجاري، ما دفع جهات داخلية إسرائيلية لدق ناقوس الخطر حول التداعيات النفسية العنيفة للحرب على الجنود، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية دون أفق واضح.

وفي محاولة يائسة لسد النقص العددي، لجأت وزارة الأمن الإسرائيلية إلى استدعاء جنود مصابين بأمراض نفسية، أبرزهم من يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، رغم تقارير طبية رسمية تؤكد إصابة ما يزيد عن 9000 جندي باضطرابات نفسية متفاوتة منذ بداية العدوان على غزة.

وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن القيادة العسكرية اضطرت لدفن بعض الجنود المنتحرين دون تنظيم جنازات عسكرية، في خطوة تعكس محاولة إخفاء حجم الأزمة المتفاقمة التي تعصف بثقة المجتمع الإسرائيلي في جيشه، وتجنب المزيد من الهزات المعنوية داخليًا.

ويرى خبراء ومحللون أن هذه الأرقام لا تمثل فقط أزمة نفسية داخل الجيش، بل تشير إلى فشل إستراتيجي واسع النطاق، فالحرب التي كان يُفترض أن تُحقق مكاسب عسكرية سريعة، تحولت إلى استنزاف بشري واقتصادي ونفسي، يزيد من الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.

في المقابل، يرى مراقبون أن تصاعد حالات الانتحار داخل جيش الاحتلال يعكس انفجارًا داخليًا قادمًا، قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في تركيبة الجيش الإسرائيلي وقدرته على الاستمرار في المعركة، خاصة في ظل انهيار مستمر للمعنويات، وتآكل الثقة بقياداته السياسية والعسكرية.