الخميس 22 مايو 2025 04:27 مـ 24 ذو القعدة 1446 هـ
×

تتبع الموقع بين الأمان والمراقبة… هل يفقد جيل Z خصوصيته تحت شعار الترابط؟

الخميس 22 مايو 2025 02:09 مـ 24 ذو القعدة 1446 هـ
تتبع الموقع
تتبع الموقع

في زمن تتقاطع فيه التكنولوجيا مع تفاصيل الحياة اليومية، أصبح مشاركة الموقع الجغرافي عبر التطبيقات من العادات المنتشرة بين المراهقين، خاصة لدى أفراد جيل Z، الذين يرون في هذه الميزة وسيلة للشعور بالارتباط والأمان، لكن خبراء الصحة النفسية يحذرون من الأثر الخفي لهذه الظاهرة على الخصوصية النفسية والاجتماعية.

دراسة حديثة من تطبيق "Life360" كشفت أن جيل Z يميل بنسبة 70% أكثر من الأجيال الأخرى إلى مشاركة مواقعهم مع الأصدقاء، بينما يرى 94% منهم أن لهذه الخطوة فوائد واقعية في حياتهم، مثل الشعور بالاطمئنان وسهولة التواصل، لكن هذا "الاطمئنان الرقمي" قد يتحول، دون وعي، إلى مراقبة يومية تسبب مشاعر القلق.

الاختصاصيون يشيرون إلى أن بعض المراهقين يصابون بالضيق عند رؤية أصدقائهم في أماكن لم يُدعوا إليها، أو عندما يُظهر التطبيق أن أحد الأصدقاء متصل لكنه لا يرد، وهذا ما يُعرف بظاهرة "الخوف من الفوات" أو FOMO، والتي ترتبط بارتفاع مستويات القلق الاجتماعي.

وتحذر الخبيرة النفسية لي ماكنيس من أن التتبع الرقمي قد يتحول إلى وسيلة للسيطرة، خاصة في العلاقات العاطفية أو بين الأصدقاء، ما يؤدي إلى فقدان الخصوصية وضياع الحدود الشخصية، خاصة لدى الفتيات اللاتي غالبًا ما يخضعن لهذا الضغط للحفاظ على "السلام الاجتماعي".

وترى الاختصاصية شيريل غروسكوبف أن الحل يبدأ من التربية الرقمية الواعية، حيث يجب تعليم الأبناء مفهوم الخصوصية، وحقهم في رفض مشاركة موقعهم دون الشعور بالذنب أو الخوف، وتشدد على ضرورة وجود "موافقة حقيقية" و"إمكانية انسحاب آمن" من هذا النوع من التطبيقات.

ويؤكد الخبراء أن الأمان الرقمي لا يتحقق فقط بالتطبيقات، بل يبدأ من داخل المنزل عبر حوارات هادئة ومفتوحة مع الأبناء حول استخدام الهواتف الذكية، وتعزيز قدرتهم على حماية خصوصيتهم، وتحديد من يحق له الوصول إلى معلوماتهم.