أكبر نتيجة في نهائي دوري أبطال أوروبا.. باريس سان جيرمان يكتب التاريخ بخماسية في ميونخ

كسر باريس سان جيرمان حاجز الذكريات الأليمة في ميونخ، بعد خمسة أعوام من خسارته النهائية أمام بايرن، ليعود إلى نفس المدينة ويرسم ليلة تاريخية شهدت أوسع فوز يُسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا، منتزعًا لقبه الأول في المسابقة القارية بانتصار ساحق على إنتر ميلان الإيطالي بخمسة أهداف دون رد، في مواجهة حُسمت مساء السبت 31 مايو 2025 على أرضية ملعب "أليانز أرينا".
فرض الفريق الباريسي سيطرته المطلقة على مجريات المباراة منذ بدايتها، واستعرض قوة هجومية هائلة بقيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي أدار اللقاء بذكاء تكتيكي كبير، قاد به الفريق نحو المجد الأوروبي.
افتتح المدافع المغربي أشرف حكيمي التسجيل مبكرًا في الدقيقة 12، ليمنح باريس الأفضلية، ثم أضاف ديزيريه دوي الهدف الثاني بعد مرور ثماني دقائق فقط، مؤكداً التفوق الباريسي في أول ثلث ساعة من اللقاء.
ومع بداية الشوط الثاني، واصل دوي عروضه المبهرة، وسجّل الهدف الثالث في الدقيقة 63، ليضع بصمته الشخصية كأحد نجوم المواجهة، بعدما ساهم كذلك في الهدف الأول بتمريرة حاسمة لحكيمي.
وعمّق الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا جراح الفريق الإيطالي، عندما هز الشباك للمرة الرابعة في الدقيقة 73، بعد كرة مميزة صنعها عثمان ديمبيلي، قبل أن يُكمل الشاب سيني مايولو المهرجان بهدف خامس في الدقيقة 87، ليخلّد اسمه ضمن أبطال النهائي وهو في سن الثامنة عشرة فقط.
بهذا الإنجاز، أصبح باريس سان جيرمان ثاني فريق فرنسي يتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد أولمبيك مارسيليا في نسخة 1993، كما نجح لويس إنريكي في رفع الكأس للمرة الثانية في مسيرته التدريبية، بعد تتويجه السابق مع برشلونة في عام 2015.
لم يكتفِ الباريسيون بتحقيق اللقب، بل سطّروا رقمًا جديدًا في تاريخ البطولة، إذ حققوا أكبر فارق تهديفي يُسجل في النهائي منذ انطلاق المسابقة قبل سبعة عقود، متجاوزين نتائج شهيرة حملت فارق أربعة أهداف فقط.
وتأتي هذه النتيجة لتتفوّق على أبرز النهائيات التي شهدت تسجيل عدد كبير من الأهداف، أبرزها فوز ريال مدريد 7-3 على آينتراخت فرانكفورت عام 1960، وانتصار ميلان 4-0 على ستيوا بوخارست في 1989، ثم فوزه بالنتيجة نفسها على برشلونة في 1994، بالإضافة إلى فوز بايرن ميونخ 4-0 على أتلتيكو مدريد في مباراة الإعادة عام 1974.
استعاد باريس سان جيرمان حلمه الأوروبي الذي تعثر طويلاً، وواجه خلاله إخفاقات مؤلمة، أبرزها سقوطه أمام بايرن في نهائي 2020، لكنه هذه المرة عاد إلى ألمانيا بثوب مختلف، واستعرض قوته الكاملة، ليعتلي عرش أوروبا بأداء استثنائي، ويدوّن فصلاً جديدًا في سجلات المجد الكروي.