الاتفاق النووي في الميزان: مطالبة طهران لأمريكا بـتقديم ضمانات مكتوبة لإثبات رفع العقوبات

خلال مؤتمر صحفي في طهران، وجّه إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، دعوة مباشرة إلى واشنطن لتقديم ضمانات مكتوبة وموثوقة تُثبت نيتها في رفع العقوبات، معتبرًا ذلك شرطًا جوهريًا لاستئناف التفاهم النووي، وأكّد بقائي أنّ الموقف الأمريكي لا يزال يفتقر إلى الوضوح بشأن هذه النقطة المفصلية، ما يعرقل تقدّم المباحثات.
وأشار إلى أن الوفد الإيراني كان السبّاق في تقديم مقترح مكتوب، موضحًا أن تبادل النصوص والمواقف يُعَدّ جزءًا طبيعيًّا من العملية التفاوضية.
كما شدّد على أن بلاده لن تتعامل مع أي نص يحمل مطالبًا متطرفة أو يتجاهل حقوق الإيرانيين، مؤكّدًا وعي الطرفين بخطوطهما الحمراء.
من جهة أخرى، كشفت مصادر عن مقترح أمريكي يتضمن إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج إيران مقابل رفع العقوبات، إلا أن طهران ترفض بشدة التنازل عن التخصيب داخل أراضيها، وتعتبره "خطًّا أحمرًا" لا يمكن التفاوض حوله، بينما تصرّ واشنطن على ضرورة إدراج هذا البند لضمان عدم تطوير طهران سلاحًا نوويًّا.
وفي تطور لافت، وجهت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بتعليق فرض عقوبات جديدة على إيران، رغم استمرار حملة "الضغط الأقصى".
وبحسب ما أوردته مصادر أمريكية، فإن هذه الخطوة لا تعكس تحولًا في النهج الاستراتيجي لواشنطن، بل تُعدّ مناورة مرحلية محسوبة بدقة، تُمليها دقة اللحظة التفاوضية.
ويأتي ذلك في ظل مفاوضات تتعثر بين إيران والولايات المتحدة، حيث يواصل الطرفان تبادل الشروط والضمانات، دون التوصّل إلى أرضية مشتركة تُمهد لإحياء اتفاق 2015.