• الرئيسية
• الحوادث

في مساء مزدحمٍ بأجواء عيد الأضحى، تحوّلت رحلة عودة بسيطة من التجمع الخامس إلى المعادي، إلى مشهد مأساويّ، بعدما تعرّض فتى يبلغ من العمر ستة عشر عامًا يُدعى سليمان لاعتداء جسدي على يد سائق تابع لإحدى شركات التوصيل المعروفة في القاهرة، بسبب خلاف بسيط حول طريقة الدفع داخل التطبيق.

بصوتٍ يغلبه القلق ويغمره الألم، استعرضت لميس، والدة الفتى سليمان، ما جرى قائلة:

"كان برفقة أصدقائه في أحد أحياء التجمع الخامس، يحاول العودة إلى المعادي، ضغط العيد جعل الحصول على سيارة مهمة شاقة، حتى قبل سائق أخير الرحلة، كانت بيانات الحساب تعود إليه، والدفع مُرتبط ببطاقتي البنكية، لكنه تفاجأ بأن وسيلة الدفع كانت نقدًا، ما كان منه إلا أن بدّلها إلى الدفع الإلكتروني، كما يتيح التطبيق دون أي مخالفة أو تجاوز"

غير أن ما حدث بعدها قلب مجريات الرحلة، تضيف الأم:

"ما إن لاحظ السائق تغيير الدفع، حتى ثار غضبًا وبدأ بالسباب، معلنًا رفضه الدفع الإلكتروني، بحجة أنه وافق على الرحلة نقدًا، ولما أخبره سليمان بأنه لا يحمل نقودًا، أوقف السيارة في منتصف الطريق، وأجبره على النزول"

ولكن الموقف لم يُغلق عند حدود الكلمات الغاضبة، فبينما استمر السائق في سيلٍ من الشتائم، حاول سليمان الدفاع عن نفسه بالكلام، ليفاجأ بالسائق يوقف السيارة فجأة، يفتح الباب بغضب، ويهرع نحوه ليهاجمه علنًا في الشارع، على مرأى من المارة الذين ذُهلوا من المشهد وتحولوا لشهود على لحظة انفلاتٍ غير مبرر.

تؤكّد الأم أن الحادث ترك آثارًا بدنية ونفسية بالغة على ابنها:

"تم نقله إلى المستشفى، وخضع لعملية جراحية عاجلة تم خلالها خياطة شفته بـ64 غرزة، فضلًا عن الكدمات التي غطّت جسده، الأهالي أمسكوا بالسائق وسلّموه لقسم شرطة المعادي، وهناك حررنا محضرًا رسميًا"

وقد أفرج عن السائق لاحقًا على ذمة القضية، وتم تحديد يوم الثامن عشر من يونيو الجاري لعقد أولى جلسات المحاكمة.

تختتم الأم حديثها بإصرارٍ يختصر وجع قلب كل أم:

"لن أتنازل عن حق ابني، ما حدث دمّر نفسيته، وأنا عازمة على متابعة القضية حتى النهاية"