حقيقة قصف مواقع نووية إسرائيلية.. هل استهدفت إيران منشآت نووية في تل أبيب؟

فجّرت إسرائيل فجر الثالث عشر من يونيو 2025 موجة تصعيد غير مسبوقة، بعدما شنت هجمات جوية مكثفة استهدفت مراكز حيوية داخل إيران، وركّزت الضربات على مواقع نووية محصنة في نطنز وفوردو وأصفهان، بالتزامن مع قصف منشآت تابعة للحرس الثوري ومقرات عسكرية على أطراف طهران، وأسفرت العملية عن سقوط عدد من كبار القادة والعلماء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، وفق تسريبات نقلتها وسائل إعلام غربية نقلاً عن مسؤولين أمنيين مطلعين.
لم تمضِ ساعات حتى أطلقت طهران ردّها العسكري، فأطلقت عشرات الصواريخ الباليستية متوسطة المدى إلى جانب أسراب من الطائرات المسيرة، وتركّزت الضربات على تل أبيب ومحيطها، مرورًا بالقدس وعدة مواقع مدنية في الوسط، وأكدت مصادر عسكرية غربية أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، بدعم أمريكي مباشر، اعترضت الجزء الأكبر من الهجوم الإيراني، فيما خلّف ما تبقى منه إصابات بشرية وأضرارًا مادية في مبانٍ سكنية وبنى تحتية.
ورغم شراسة الرد الإيراني، لم تشمل الضربات أي منشآت ذات طابع نووي داخل إسرائيل، إذ لم يُسجل استهداف لمواقع عسكرية استراتيجية أو مراكز تكنولوجية نووية، كما لم تُعلن إيران رسميًا نيتها توجيه ضربات إلى أهداف من هذا النوع، وهو ما أكدته تقارير استخباراتية غربية راقبت الهجوم، مشيرة إلى أن طبيعة الأهداف تعكس رغبة طهران في الرد دون تجاوز الخطوط الحمراء الدولية.
أشعل هذا التبادل العسكري غير المتكافئ موجة قلق دولي، خاصة مع دخول واشنطن على خط المواجهة عبر دعم دفاعات إسرائيل الجوية، دون أن تنخرط بشكل مباشر في العمليات الهجومية، فيما دعت عواصم أوروبية كبرى إلى ضبط النفس ووقف التدهور، في ظل مخاوف من اتساع رقعة الصراع وتحوله إلى مواجهة إقليمية شاملة قد تطال مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
بينما تحتفظ إسرائيل بسياسة الغموض بشأن ترسانتها النووية، لم ترد أي إشارات رسمية عن تضرر مواقع حساسة داخل أراضيها، كما لم تعلن طهران استهداف منشآت من هذا النوع، ما ينفي أي معلومات متداولة حول ضرب مواقع نووية إسرائيلية في هذا التصعيد، ويؤكد أن نطاق الاشتباك ظل محصورًا في نطاق الردع المتبادل دون المساس بأصول الردع النووي الاستراتيجي بين الطرفين.