نيويورك تايمز: هجوم سيبراني ضخم يجتاح الشبكات الأمريكية الحيوية والولايات سترد بقوة على إيران

في أعقاب الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية حساسة، حذرت الإدارة الأمريكية من احتمال أن تلجأ إيران إلى تنفيذ أعمال انتقامية، سواء عبر تحفيز جماعات متطرفة على العنف أو من خلال هجمات سيبرانية تستهدف الشبكات الأمريكية الحيوية.
إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت عن تراجع كبير في القدرات الفيدرالية المخصصة للتصدي لمثل هذه التهديدات، نتيجة قرارات اتخذتها إدارة ترامب خلال الأشهر الماضية.
فقد خضعت مؤسسات الأمن القومي لإعادة توجيه شاملة، حيث تم تقليص برامجها وإعادة تركيزها لدعم جهود الإدارة في ملف الهجرة.
ومن بين المؤسسات المتأثرة، وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، التي تعنى بحماية مرافق الكهرباء، وشبكات المياه، والأنظمة الانتخابية.
هذه الوكالة شهدت خفضًا في التمويل وعدد العاملين، مما أضعف قدرتها على التصدي للهجمات الإلكترونية المحتملة.
وفي ظل مؤشرات متزايدة على خطر هجومي سيبراني، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي توجيهات عاجلة لمساندة وكالة الأمن السيبراني في تأمين البنية التحتية، بحسب ما ورد في رسالة إلكترونية حصلت عليها الصحيفة.
ولكن هذه التوجيهات جاءت متأخرة، خصوصًا وأن العديد من عناصر المكتب ذوي الخبرة تم تحويلهم للمشاركة في مهام تتعلق بترحيل المهاجرين.
وترافق هذا مع تغييرات كبيرة طالت قيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث أقصي العديد من أصحاب الخبرات المتراكمة، مما زاد من القلق حول جهوزية الوكالة لمواجهة تحديات متزايدة، خصوصًا إذا لجأت إيران إلى تنفيذ هجمات داخل الأراضي الأمريكية.
وأعربت ماري إيلين كالاهان، التي شغلت منصب مساعدة وزير الأمن الداخلي في مجال مكافحة أسلحة الدمار الشامل، عن قلقها من تدهور الوضع الأمني، قائلة إن البلاد أصبحت أقل أكثر أمان مما كانت عليه في يناير الماضي، بسبب التخفيضات غير المدروسة في موازنات الدفاع.
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن إدارة ترامب لا تعير اهتمام كافي للأساليب الحديثة التي قد تستخدمها إيران أو الجماعات التابعة لها لضرب الولايات المتحدة، رغم أن التوتر بين إيران وإسرائيل قد خف بعد وقف إطلاق النار.
ولكن مسؤولين في الأمن القومي لا يستبعدون رد إيراني خفي، خصوصًا عبر هجمات سيبرانية قد تستهدف أنظمة حاسوبية حساسة.
ويؤكد توماس إس واريك، أحد المسؤولين السابقين في مجال مكافحة الإرهاب، أن مخاطر الرد الإيراني لا تزال قائمة، في ظل تراجع واضح في البرامج الأمنية التي أنشئت لحماية الداخل الأمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الأمن السيبراني، التي أنشئت في عهد ترامب نفسه، كانت قد أعلنت أن انتخابات 2020 كانت من الأكثر نزاهة وكفاءة في تاريخ البلاد، وهو ما يتعارض مع رواية ترامب بشأن تزوير الانتخابات، وقد يكون ذلك سبب إضافي للعداء الذي تكنه الإدارة الحالية للوكالة.
وفي مارس الماضي، تم تقليص مخصصات برنامجين أساسيين لتبادل معلومات الأمن السيبراني بأكثر من 10 ملايين دولار، مما أثر على قدرة الجهات الفيدرالية والمحلية على اكتشاف التهديدات والرد عليها.
كما ألغيت عقود تخص أكثر من مئة خبير في الأمن السيبراني، في حين اقترحت الإدارة في موازنة 2026 إلغاء أكثر من ألف وظيفة في الوكالة.