هل تقضي اسرائيل على حزب الله ماليًا أم تعزز مناعته الاقتصادية؟.. أيهما الأقرب؟!

قامت إسرائيل بتكثيف جهودها من أجل تجفيف كافة مصادر التمويل التي يعتمد عليها حزب الله، ويأتي هذا في إطار حرب غير مباشرة تستهدف البنية الاقتصادية والمالية، وهذا التحرك يشمل عدة ضربات جوية محددة ضد منشآت يقوم الحزب باستخدامها كمراكز مالية، بجانب التعاون مع الولايات المتحدة في فرض عدة عقوبات على شبكات الدعم التابعة له.
خلال الأسابيع الأخيرة، تم استهداف مؤسسات مالية مرتبطة بالحزب، مثل جمعية "القرض الحسن" التي تُستخدم كبديل مصرفي داخل بيئته الشعبية، كما تركز العقوبات على جهات إيرانية، أبرزها البنك المركزي الإيراني، الذي تتهمه واشنطن وتل أبيب بتمويل أنشطة الحزب.
تلك الضربات باتت تترك اثر واضح، حيث أشارت التقارير إلى تأخر صرف عدد من الرواتب والمساعدات، وتراجع الدعم المالي الإيراني نتيجة الضغوط الدولية والعقوبات، ما دفع حزب الله إلى تقليص جزء من إنفاقه على النشاطات الاجتماعية واللوجستية.
ومن ناحية أخرى، تقوم واشنطن هذه الجهود من خلال برنامج مكافآت مقابل معلومات عن شبكات التهريب والتمويل التابعة لحزب الله، لاسيما تلك التي تعمل عبر مطار بيروت والمرافئ اللبنانية، وهو ما يضيق الخناق أكثر على مصادر الحزب غير الشرعية.
وعلى الرغم أن تلك الحرب المالية لم تنهي قدرة الحزب على الصمود أو تنفيذ عملياته، فإنها باتت تشكل تحدياً حقيقياً أمام استمراريته بنفس القوة، وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تراهن على هذا الضغط الطويل الأمد لإضعاف الحزب دون الدخول في حرب مفتوحة.