• الرئيسية
• الرياضة

أعلن محمود عبد الرازق "شيكابالا"، قائد فريق الزمالك، إسدال الستار على مسيرته داخل المستطيل الأخضر، مؤكّدًا نهاية مشواره الكروي مع النادي الذي ارتبط به منذ بدايته، وظهر اللاعب في لحظة الاعتزال متأثرًا بشدة، حيث غلبته دموعه في مشهد عاطفي بثّته قناة "MBC مصر" مباشرة للجمهور.

جاء إعلان شيكابالا بعد فترة من الجدل داخل القلعة البيضاء حول مستقبله، إذ تزايدت التوقعات بشأن إمكانية استمراره لموسم إضافي، غير أن اللاعب حسم الجدل بقراره النهائي، ليطوي بذلك فصلًا طويلًا امتد لأكثر من عشرين عامًا داخل ناديه الأم، الذي رافقه في أبرز لحظات التتويج والانكسار، وبات اسمه مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الفريق الحديث.

برحيله، ينفرد شيكابالا بلقب أكثر من حقق بطولات بقميص الزمالك، بعدما جمع 17 لقبًا متنوعًا بين المسابقات المحلية والقارية والعربية، متقدمًا على زملائه السابقين عبد الواحد السيد وخالد الغندور، اللذين توقّف رصيد كل منهما عند 16 بطولة.

وشملت حصيلة إنجازاته 4 ألقاب دوري، و6 تتويجات بكأس مصر، إلى جانب 3 بطولات للسوبر الأفريقي، ولقب للسوبر المحلي، وكأس الكونفدرالية، والبطولة العربية، إلى جانب السوبر المصري السعودي، ليضع بصمته في كل المحافل تقريبًا، محليًا وإقليميًا وقاريًا.

ينحدر شيكابالا من مدينة أسوان، وبدأ مشواره في قطاع الناشئين بالزمالك، وتم تصعيده مبكرًا إلى الفريق الأول وهو لا يزال في سن المراهقة، ورغم محطات قصيرة في الخارج، بقيت علاقته بالزمالك هي الأعمق، فعاد إليه كل مرة كأنما لم يتركه يومًا، ليجسد مفهوم "الوفاء للقميص" بكل تفاصيله.

على أرض الملعب، تألق "الفهد الأسمر" بمهارات فنية لافتة، وترك بصمة حاسمة في العديد من المباريات، خصوصًا تلك التي تحمل طابعًا جماهيريًا خاصًا، حيث شكل الفارق في مواجهات القمة بأهدافه وصناعته للعب، ليصبح أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في تاريخ النادي داخل المستطيل الأخضر.

خارج الملعب، لعب شيكابالا دورًا قياديًا بارزًا، إذ بات صوتًا مسموعًا في غرفة الملابس، ومرجعًا لجيل كامل من اللاعبين، لا سيما خلال الفترات التي مر فيها الزمالك بأزمات متتالية، لكنه حافظ على التماسك وواصل دعمه للفريق دون تراجع في التزامه أو حضوره.

بهذا القرار، تقترب رحلة أحد أبرز نجوم الكرة المصرية من نهايتها، ويبقى اسمه محفورًا في ذاكرة جماهير الزمالك، لا كلاعب فقط، بل كرمز للأصالة والانتماء، بينما ينتظر عشاقه لحظة توديعه في مباراة اعتزال تليق بمشواره ومسيرته الاستثنائية.