صراع الأبطال.. باريس وتشلسي في نهائي مونديال الأندية الجديد 2025

يخوض باريس سان جيرمان مواجهة حاسمة أمام تشلسي في نهائي كأس العالم للأندية بنظامها المحدث، في لقاء يستضيفه ملعب "ميتلايف" في نيويورك مساء الأحد، وسط أجواء مشحونة بالترقب والجدل، وحضور مرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يواكب اللقاء من المنصة الرسمية.
ويمثّل هذا النهائي تتويجًا لنسخة أولى أحدثت نقاشًا واسعًا في الأوساط الرياضية، إذ اعتبرها البعض عبئًا إضافيًا على جدول اللاعبين المزدحم، بينما شكّك آخرون في جدواها نتيجة ضعف الحضور الجماهيري والتحديات التنظيمية المرتبطة بالطقس، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم دافع عن المشروع، ورأى فيه بوابة لتوسيع نطاق اللعبة في أسواق جديدة.
وقبل صافرة النهاية، خرج رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو ليؤكد أن البطولة تمكّنت من تحقيق "قفزة نوعية"، معتبرًا أن العوائد تجاوزت ملياري دولار، وأن النسخة الحالية تمهّد لعهد مختلف في بطولات الأندية، لا سيما في ظل الاستعدادات الجارية لمونديال 2026، الذي يقام في الولايات المتحدة بالشراكة مع المكسيك وكندا.
ويستهدف "فيفا" من خلال هذا الحدث تعزيز نفوذه في الساحة الأميركية، حيث افتتح مؤخرًا مكتبًا جديدًا داخل أحد الأبراج التابعة للرئيس ترامب، في خطوة وصفها مراقبون بأنها ترسيخ لتوجه استراتيجي طويل الأمد في واحدة من أهم الأسواق الرياضية عالميًا.
ورغم المحاولات لكسر احتكار القارة الأوروبية، حافظت أندية "اليويفا" على حضورها القوي، إذ بلغ باريس وتشلسي النهائي بعد مشوار ناجح، في وقت خرجت فيه الأندية اللاتينية من الأدوار المتقدمة رغم بداياتها القوية، ما يؤكد أن المنافسة على القمة ما زالت أوروبية حتى الآن.
ويدخل سان جيرمان اللقاء مدفوعًا برغبة كبيرة في استكمال موسم تاريخي، بعدما تُوّج بأربعة ألقاب هذا العام، بينها دوري الأبطال، ويسعى الفريق الباريسي بقيادة مدربه الإسباني لويس إنريكي إلى إضافة اللقب العالمي إلى قائمة إنجازاته، حيث شدد في تصريح سابق على أهمية إنهاء الموسم بقوة، واعتبر المواجهة فرصة لا تُعوّض لتعزيز سجل النادي.
وكان الفريق الفرنسي قد قدّم مستويات لافتة طوال البطولة، إذ تفوّق على ريال مدريد، أتلتيكو، إنتر ميامي، وبايرن ميونيخ، بينما سقط مرة واحدة أمام بوتافوغو البرازيلي بتشكيلة بديلة، دون أن تؤثر تلك الخسارة على تأهله.
في المقابل، يدخل تشلسي المواجهة برغبة في قلب التوقعات، بعد موسم شهد تطورًا ملحوظًا تحت إشراف مدربه الإيطالي إنتسو ماريسكا، الذي تسلّم المهمة صيف 2024، ونجح في إعادة الفريق إلى دوري الأبطال عبر احتلال المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، إضافة إلى فوزه بلقب دوري المؤتمر الأوروبي.
ورأى قائد الفريق ريس جيمس أن النهائي يمثل اختبارًا كبيرًا لقدرات المجموعة، مشيرًا إلى أن الفوز على سان جيرمان قد يمنح النادي دفعة قوية، لكنه تحفظ على اعتبار نتيجة اللقاء مقياسًا لترتيب الأندية الأوروبية، مؤكدًا أن اللقاء لا يعكس الأفضلية المطلقة بل يعكس الأداء في تلك الليلة فقط.
ومع اقتراب لحظة الحسم، تترقّب جماهير الكرة العالمية نهائيًا استثنائيًا يجمع قوتين كبيرتين في عالم اللعبة، وسط آمال بأن تحمل هذه النسخة من البطولة بداية لتحوّل فعلي في شكل المنافسات الكروية الكبرى على مستوى الأندية.