بعد الإعلان الرسمي - من هو رولاني موكوينا مدرب مولودية الجزائر الجديد؟

حسم نادي مولودية الجزائر، بطل النسخة الأخيرة من الدوري الجزائري للمحترفين، ملف القيادة الفنية بإسناد المهمة للمدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، الذي وقع على عقد لمدة موسمين، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته التدريبية وسط آمال كبيرة بتحقيق إنجازات كبرى على المستويين المحلي والإفريقي.
أتى تعيين موكوينا بعد رحيله رسميًا عن الوداد المغربي في مايو 2025، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق لفسخ العقد بالتراضي، ما فتح الباب أمام العميد للتفاوض مع المدرب الشاب، الذي يستعد لخلافة التونسي خالد بن يحيى، الأخير الذي قاد الفريق العاصمي إلى تتويج تاريخي بلقبه التاسع في الدوري خلال الموسم المنصرم.
يحمل موكوينا، البالغ من العمر 38 عامًا، سمعة تدريبية قوية في القارة السمراء، ويصل إلى الجزائر بأفكار حديثة ونظرة تكتيكية متطورة، سعيًا لإعادة النادي إلى الواجهة القارية، خصوصًا في دوري أبطال إفريقيا الذي يعود إليه المولودية بطموحات متجددة.
أعلنت إدارة النادي رسميًا مساء الأحد 13 يوليو 2025، عبر قنواتها الرسمية، عن تعيين موكوينا مديرًا فنيًا للفريق، في خطوة جاءت بعد مفاوضات مطوّلة قادها رئيس مجلس الإدارة حكيم حاج رجم، الذي تمكن في النهاية من إقناع المدرب بالمشروع الرياضي للنادي وجرّه نحو قبول العرض الجزائري.
شهدت الكواليس الإدارية جدلًا محدودًا في البداية حول جدوى التعاقد مع المدرب الجنوب إفريقي، إلا أنّ الحسم جاء لصالحه بفضل سيرته الذاتية المليئة بالنجاحات، إلى جانب شخصيته التي جمعت بين الحزم والحداثة، وهي صفات اعتبرها مسؤولو النادي ملائمة للمرحلة المقبلة.
اشترط موكوينا التعاقد مع طاقمه الفني الكامل، والمكوّن من سبعة مساعدين، قبل توقيع العقود الرسمية، وهو ما وافقت عليه الإدارة فورًا لتوفير البيئة المثالية التي تساعده على تطبيق رؤيته الفنية دون عوائق داخل الفريق.
ورغم اهتمام عدة أندية بالمدرب في الفترة الأخيرة، من بينها فرق مصرية وخليجية وأخرى من شرق القارة، إلا أنّ موكوينا اختار المولودية بسبب المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، وهي البطولة التي يسعى لإثبات نفسه فيها من جديد كمدرب أول، بعد أن نال شرف التتويج بها كمساعد مع ماميلودي صنداونز في نسخة 2016.
امتدت مسيرة موكوينا التدريبية من العمل في الأكاديميات وحتى صعوده لمقاعد القيادة الفنية، حيث تولى تدريب فريق صنداونز بدءًا من أكتوبر 2022، ونجح في قيادته نحو أربع بطولات دوري متتالية، إلى جانب لقب كأس السوبر الإفريقي، فضلًا عن سلسلة قياسية بلغت 50 مباراة دون خسارة، ما أكد مكانته كأحد ألمع الأسماء التدريبية في القارة.
يأتي وصوله إلى المولودية في توقيت حرج، بعد خروج الفريق من ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا في الموسم الماضي، الأمر الذي دفع الإدارة لتغيير المسار والرهان على مدرب بنَفَس جديد قادر على بناء منظومة تنافسية قوية، وهو ما تعهّدت بتوفير الدعم الكامل له من خلال صفقات نوعية في سوق الانتقالات الصيفي المقبل.
في النهاية، يبدو أن العميد يراهن على موكوينا لقيادة مشروع طويل الأمد يعيد الفريق إلى منصات التتويج القارية، بينما يستعد المدرب الجنوب إفريقي لترك بصمته الشخصية في الكرة الجزائرية، في تجربة يُنتظر أن تكون استثنائية من كافة الجوانب.