صراع اللقب يعود إلى السودان بعد عامين.. موعد مباراة الهلال والمريخ في بطولة النخبة والقنوات الناقلة

بعد انقطاع دام عامين عن الملاعب السودانية، تستعد جماهير كرة القدم لمتابعة مواجهة طال انتظارها، حين يلتقي الهلال والمريخ في صدام كروي ناري يُختتم به مشوار بطولة النخبة، حيث تُقام القمة مساء الثلاثاء على ملعب الدامر، في أجواء استثنائية تعكس بداية عودة النشاط الرياضي بعد توقف فرضته الأوضاع الأمنية في البلاد.
وكان قد نجح الاتحاد المحلي في إعادة الحياة إلى الملاعب بتنظيم البطولة داخل السودان، بعد أن خاضت الفرق، وفي مقدمتها الهلال والمريخ، مبارياتها السابقة في موريتانيا، لتشكل النسخة الحالية نقطة تحول على مستوى المنافسات الكروية في البلاد.
وتشهد البطولة مشاركة 8 فرق تتنافس على حصد اللقب وحجز بطاقات التمثيل القاري، إذ يمنح نظام المسابقة بطل المركز الأول والوصيف فرصة المشاركة في دوري أبطال إفريقيا، بينما يخوض صاحبا المركزين الثالث والرابع غمار كأس الكونفيدرالية.
وتتركز الأنظار صوب ملعب الدامر الذي يستضيف الجولة السابعة والأخيرة من البطولة، حين يتواجه الغريمان التقليديان في مباراة حاسمة، ستُحدد مصير اللقب والمتأهلين إلى المحافل القارية الموسم المقبل.
ويخوض المريخ اللقاء متصدرًا الترتيب برصيد 14 نقطة بقيادة المدرب المصري شوقي غريب، بينما يلاحقه الهلال بـ11 نقطة، وهو الرصيد ذاته الذي يملكه كل من الأهلي مدني والزمالة، ما يجعل الفوز ضرورة قصوى لأبناء الأزرق للحفاظ على حظوظهم في التأهل.
وشهدت الجولة السادسة نتائج مؤثرة، حيث تغلب المريخ على الأمل عطبرة بهدف دون رد، بينما سحق الهلال فريق المريخ الأبيض بخماسية نظيفة، ومع فارق النقاط القائم، تبدو فرص الهلال معلقة بنتيجة القمة، خصوصًا في حال فوز الأهلي مدني على الزمالة، ما يضع الضغوط على كتيبة الهلال قبيل صافرة البداية.
عادت الجماهير السودانية إلى المدرجات بعد غياب طويل، إذ استقبلت مدينتا الدامر وعطبرة الآلاف من المتفرجين الذين قطعوا مسافات طويلة من مختلف أنحاء البلاد، في مشهد يعكس توق الجمهور للكرة المحلية وللقمة التي غابت عن الأراضي السودانية منذ اندلاع الصراع.
وتحدث عضو مجلس إدارة نادي الهلال، رامي كمال، عن الأسباب التي أثرت على أداء فريقه، مشيرًا إلى أن ضغط المباريات، بمعدل لقاء كل ثلاثة أيام، أربك البرنامج الفني، إلى جانب تأخر انطلاق البطولة، ما دفع النادي لمنح لاعبيه راحة تحضيرية استعدادًا للاستحقاقات القادمة.
وأشار كمال إلى أن المعسكر القصير الذي أجراه الفريق في موريتانيا لم يحقق أهدافه، مؤكدًا أن غياب المحترفين عن العودة بعد انتهاء المعسكر، نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، شكل ضربة فنية مؤثرة على تشكيل الفريق، كما أبدى استياءه من سوء تنظيم جدول المسابقة.
وأفصح كمال عن تلقي النادي عروضًا من جهات خليجية لتنظيم مواجهة القمة خارج السودان في إطار مبادرات دعم التعافي الوطني، مشددًا على أن الهلال يرحب بمبادرات تعزز صورة الكرة السودانية وتُسهم في تجاوز تبعات الحرب.
لم تخلُ البطولة من مفاجآت، إذ ظهرت فرق غير معتادة في صراع القمة، أبرزها الأمل عطبرة، والميرغني كسلا، والأهلي مدني، الذين نجحوا في مقارعة الكبار بفضل أداء منضبط وتكتيك محكم، رغم ضعف البنية التحتية للملاعب الذي انعكس على المستوى الفني.
وأكد مصطفى سقاد، الرئيس السابق لنادي الأمل عطبرة، أن نجاح الفرق في البطولة لم يكن قائمًا على الأسماء، بل على القتالية والتركيز، في ظل تحديات واضحة أثرت على سير الأداء العام.
وتُعد الجولة الأخيرة المقررة يوم الثلاثاء 22 يوليو مفصلية في تحديد هوية بطل النسخة، إذ يحتل المريخ الصدارة بـ14 نقطة، يليه ثلاثي بـ11 نقطة، ما يجعل كل الاحتمالات قائمة قبل جولة الحسم المنتظرة.
وتُقام المباراة المرتقبة في تمام الساعة 18:45 بتوقيت السودان، وتنقلها قناة "السودان الرياضية" من ملعب الدامر، لتشكل مناسبة رياضية خاصة يأمل الجميع أن تمثل نقطة انطلاق جديدة لكرة القدم السودانية بعد مرحلة صعبة.
ورغم الظروف التي تحيط بالرياضة في السودان، فإن قمة الهلال والمريخ لا تزال تمثل مرآة لطموحات الجماهير، ومحركًا رئيسيًا لمساعي النهوض بالمستوى الفني، ما يجعل من هذه المواجهة محطة رمزية في طريق استعادة النشاط واستقرار اللعبة.