الأربعاء 27 أغسطس 2025 04:37 صـ 3 ربيع أول 1447 هـ
×

المقابلة الكاملة لـ نانسي عجرم مع بيلبورد عربية: رحلة نضج وتجدد فني

الثلاثاء 26 أغسطس 2025 06:46 مـ 2 ربيع أول 1447 هـ
المقابلة الكاملة لـ نانسي عجرم مع بيلبورد عربية: رحلة نضج وتجدد فني

تصدّرت النجمة اللبنانية نانسي عجرم غلاف مجلة بيلبورد عربية في عدد يوليو 2025، لتكشف في مقابلة استثنائية عن تفاصيل ألبومها الجديد "نانسي 11"، وتفتح قلبها للحديث عن مسيرتها الفنية، علاقتها بجمهورها، والتضحيات التي خاضتها طوال سنوات طويلة من النجاح. هذه مقابلة نانسي عجرم الأكثر شمولية منذ سنوات، حيث جمعت بين استرجاع ذكريات الطفولة، ومناقشة التجدد الموسيقي، وبين رؤيتها لمستقبلها الفني.

فلسفة ترقيم الألبومات

في المقابلة، أوضحت نانسي سبب اختيارها لترقيم ألبوماتها بدلاً من تسميتها على اسم إحدى الأغنيات. فمنذ ألبومها السابع، قررت أن تمنح جميع الأغاني نفس القيمة، وأن تترك للجمهور حرية اختيار المفضلة لديهم. قالت: "لا أحب أن أميز أغنية واحدة فقط، بل أعتبر أن كل ألبوم هو لوحة متكاملة، وكل أغنية فيه لها دورها الخاص." هذا التوجه جعل من أعمالها مشاريع فنية متكاملة بدلاً من مجرد مجموعة أغانٍ منفصلة.

"نانسي 11": ألبوم بتنوع لهجات وأساليب

تضمّن الألبوم الجديد 11 أغنية باللهجتين المصرية واللبنانية، مع مزيج بين الطابع الرومانسي المألوف لدى جمهور نانسي وبين أغنيات أكثر جرأة وتمردًا. من أبرزها تعاونها مع الموزع جلال حمداوي في أغنية "سيدي يا سيدي"، التي مزجت بين الروح الشعبية المصرية والنغمة المغربية الحديثة. هذا التنوع يعكس شجاعة نانسي في خوض تجارب موسيقية جديدة دون أن تفقد هويتها.

العودة إلى الجذور والذكريات

لم تخلُ مقابلة نانسي عجرم مع بيلبورد عربية من الحديث عن طفولتها وبداياتها. استذكرت كيف أن والدها كان الداعم الأول لمسيرتها، وكيف بدأت الغناء في سن مبكرة جدًا عبر مشاركاتها في برامج الهواة. هذه العودة إلى الجذور عكست الجانب الإنساني من شخصيتها، وأظهرت أن النجاح الذي وصلت إليه لم يكن وليد الحظ، بل نتيجة شغف وعمل متواصل منذ سنوات طويلة.

التضحيات بين الفن والعائلة

تطرقت نانسي أيضًا إلى أصعب التحديات في حياتها: التوازن بين كونها فنانة مشهورة وأم لثلاث بنات. أشارت إلى أنها في كثير من الأحيان اضطرت لتأجيل مشاريع فنية أو إلغاء جولات غنائية كي تبقى قريبة من عائلتها. هذه التضحيات، كما ذكرت، جزء لا يتجزأ من رحلتها، وهي السبب الذي جعلها أكثر نضجًا ومسؤولية في اختياراتها الفنية والشخصية.

نظرتها للجمهور والنجاح

في الحوار، أكدت نانسي أن نجاحها الممتد عبر أكثر من عقدين لم يكن ليتحقق دون دعم الجمهور. فهي ترى أن الحب المتبادل بينها وبين معجبيها هو السر الحقيقي وراء استمراريتها. وأضافت: "الجمهور كبر معي، بعضهم تابعني منذ بداياتي واليوم يعرّفني إلى أولادهم، وهذه أكبر هدية لي." هذه الكلمات تختصر علاقة نانسي بجمهورها، علاقة قائمة على الثقة والوفاء.

تأثيرها على الساحة الفنية العربية

أبرزت مقابلة نانسي عجرم مع بيلبورد عربية دورها في تشكيل الذوق الموسيقي العربي الحديث. فقد ساهمت في إدخال الأغنية العربية إلى مرحلة جديدة أكثر عصرية وبساطة في آن واحد، وجعلت البوب العربي حاضرًا بقوة في الذاكرة الجماعية. نجاحها التجاري لم يقلل من قيمتها الفنية، بل عزز مكانتها كرمز من رموز الفن العربي الحديث.

نانسي عجرم والانتشار العالمي

كما تحدثت نانسي عن حفلاتها وجولاتها خارج العالم العربي، مشيرة إلى أنها تسعى دائمًا لتمثيل الأغنية العربية بأفضل صورة على الساحة الدولية. مشاركتها في فعاليات عالمية وحفلات ضخمة في أوروبا وأمريكا منحتها مكانة خاصة، ورسّخت اسمها كواحدة من القلائل الذين استطاعوا الوصول إلى الجمهور العالمي مع الحفاظ على اللهجة العربية.

الجانب الإنساني في حياتها

من بين أكثر اللحظات المؤثرة في مقابلة نانسي عجرم، حديثها عن مسؤولياتها كأم وفنانة في الوقت ذاته. فهي ترى أن الفن لا ينفصل عن الحياة اليومية، وأن تجاربها كأم تعطيها إلهامًا إضافيًا لإيصال رسائل صادقة في أغنياتها. هذه الصراحة جعلت المقابلة مختلفة وأكثر قربًا من قلب الجمهور.

خاتمة

يمكن القول إن المقابلة الكاملة لـ نانسي عجرم مع بيلبورد عربية لم تكن مجرد حوار صحفي تقليدي، بل كانت رحلة في أعماق شخصية فنانة استطاعت أن توازن بين المجد الفني والحياة الشخصية، بين الشهرة العالمية والجذور المحلية. لقد قدّمت نانسي من خلال هذه المقابلة صورة متجددة لنفسها: فنانة لا تزال تملك الكثير لتقدمه، وإنسانة تعرف قيمة الحب والتضحية. وبذلك، تؤكد مرة أخرى أنها ليست مجرد نجمة عابرة، بل أيقونة ستبقى جزءًا من تاريخ الفن العربي الحديث.