من هو درو فرنانديز؟ جوهرة لا ماسيا الجديدة التي خطفت أنظار فليك في برشلونة

اعتمد هانسي فليك، مدرب برشلونة الجديد، على فلسفة تمنح الأولوية للموهبة والجاهزية بدلًا من الأسماء اللامعة، وواصل تنفيذ نهجه خلال فترة التحضيرات، حيث منح الفرصة للنجم الشاب درو فرنانديز ليُقدّم أوراق اعتماده سريعًا في أول ظهور مع الفريق الأول.
ودفع فليك باللاعب البالغ من العمر 17 عامًا خلال المواجهة التحضيرية أمام فيسيل كوبي، وعندما شارك بدلًا من ماركوس راشفورد في الدقيقة 79، لم ينتظر طويلًا حتى سجل أول أهدافه بقميص برشلونة بعد مرور ثماني دقائق فقط من دخوله الملعب.
وعبّر فرنانديز عن توتره قبل دخوله، لكنّه أوضح في تصريحاته بعد المباراة أنه استعاد ثقته فور تسجيل الهدف، وأشاد بالدعم الذي تلقّاه من المدرب وزملائه، مؤكدًا أن تلك اللحظة كانت فارقة في مسيرته الناشئة.
وأشاد فليك بأداء اللاعب الشاب بعد نهاية اللقاء، وعبّر عن إعجابه بما قدّمه كل من درو وجوفري وآخرين من المواهب الواعدة، مؤكدًا أن الجهاز الفني يتابعهم عن قرب يوميًا في التدريبات، ويمنحهم الدعم اللازم لضمان تطورهم بالشكل الصحيح.
وكان قد استقدم برشلونة فرنانديز إلى أكاديمية لا ماسيا في صيف 2022، بعد أن نشأ في مدينة فيجو من أب غاليسي وأم فلبينية، وسريعًا ما أثبت قدرته على التأقلم داخل النادي الكتالوني، حيث شغل عدة مراكز هجومية، أبرزها الجناح الأيسر وصانع اللعب.
وتنقل فرنانديز بين فِرق الفئات السنية منذ انضمامه، وشارك مع تحت 15 عامًا، قبل أن يُرقيه النادي إلى تحت 17 ثم تحت 19 عامًا، وأسهم في تتويج فريقه بدوري أبطال أوروبا للشباب خلال موسم 2024-2025، رغم أنه لم يشارك باستمرار في التشكيلة الأساسية.
وسجل اللاعب حضوره في المباريات الحاسمة، وظهر في لحظات فارقة، أبرزها انطلاقته من الطرف وصناعته لهدف مؤثر في مواجهة موناكو، ما جعله يحظى بثقة الجهاز الفني ويترشح سريعًا للتصعيد.
وكان قد فضل فليك استدعاء فرنانديز إلى تدريبات الفريق الأول قبل بداية الجولة الآسيوية، وبعد أقل من أسبوعين، ضمه إلى قائمة مباراة فيسيل كوبي، ودفع به ليؤكد اللاعب جاهزيته الفنية والنفسية بهدف مبكر عكس شخصيته القوية وحضوره الذهني.
استفاد فرنانديز من قدرته على اللعب في أكثر من مركز، فشارك كجناح داخلي أو صانع لعب كلاسيكي، واستغل مهارته العالية في المراوغة ولمسته الأولى المثالية، وامتلك القدرة على التحرك الذكي داخل أنصاف المساحات، ما ساعده على الربط بين الخطوط.
اعتمد اللاعب على التمريرات الدقيقة والقراءة الجيدة للملعب، وبرز في التمويه والتحكم تحت الضغط، رغم أنه ما زال بحاجة إلى تعزيز قوته البدنية لتفادي خسارة الالتحامات المباشرة، خاصة على مستوى الفريق الأول.
شَبَّه متابعون أسلوب فرنانديز بعدد من المواهب الصاعدة في أوروبا، مثل جمال موسيالا ودوي لافروفيتش، نظرًا لمرونته التكتيكية ورغبته الدائمة في امتلاك الكرة وقيادة الهجمة، سواء بالتحرك خلف الدفاع أو طلب التمريرات من لاعبي الوسط والدفاع.
أبدت إدارة برشلونة رغبة واضحة في تأمين مستقبل اللاعب مبكرًا، وفتحت بالفعل باب التفاوض لتجديد عقده، رغم أن عقده الحالي يستمر حتى يونيو 2027، في إشارة تؤكد على مكانته المتصاعدة داخل مشروع النادي بقيادة فليك.