بعد أزمتها الأخيرة والزج باسمها في تجارة الأعضاء.. من هي وفاء عامر ويكيبيديا؟

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، استطاعت وفاء عامر أن تحجز لنفسها مكانة ثابتة في الدراما والسينما المصرية، دون أن تلجأ إلى ضجيج أو ترويج مفتعل.
وُلدت وفاء في 25 مايو 1968، وتخرجت في كلية الآداب بجامعة بيروت العربية، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث بدأت رحلتها الفنية عبر المسرح الجامعي، الذي ساعدها على صقل موهبتها وفتح لها الأبواب الأولى لعالم التمثيل.
خطت وفاء أولى خطواتها في عالم الدراما بأدوار صغيرة، لكن حضورها اللافت وقدرتها على التقمص جعلا منها اسمًا يتردد بقوة مع أول فرصة حقيقية جاءت من خلال مسلسل "الزوج آخر من يعلم"، ثم توالت الأدوار في أعمال متنوعة، أثبتت من خلالها قدرتها على تقديم شخصيات شديدة التباين، من الفتاة الشعبية إلى الأرستقراطية، ومن الأم الحنون إلى السيدة القوية، ما جعلها خيارًا مفضلًا لدى كبار المخرجين والمنتجين.
وفي السينما، ورغم دخولها في فترة كانت فيها الأدوار النسائية محصورة في قوالب محددة، نجحت في ترك بصمة مميزة في أفلام شكلت علامات فارقة، مثل "حين ميسرة" و"كف القمر" و"كارما" فلم تعتمد على جمالها أو نجوميتها بقدر ما اعتمدت على براعتها في تقمص الأدوار، وميلها للأدوار التي تحمل مضمونًا ورسالة، فاختياراتها كانت دائمًا تميل إلى الجرأة الفنية، وحرصها على التنوع جعلها خارج التصنيف التقليدي للبطلات.
علاقتها مع الجمهور بُنيت على الاحترام المتبادل، وكانت حريصة في كل ظهور على أن تقدم فنًا يليق بمكانتها وبالرسالة التي تؤمن بها، لذلك كانت الدراما التلفزيونية هي ركيزتها الأساسية، حيث شاركت في عشرات الأعمال الناجحة، مثل "الملك فاروق"، "ابن حلال"، "جبل الحلال"، "نسر الصعيد"، و"راجعين يا هوى"، وغيرها، كما قدمت أدوارًا تاريخية مثل تحية كاريوكا وشجرة الدر، وأبدعت فيها بقدرة كبيرة على التجسيد دون افتعال.
ورغم سيرتها الفنية الهادئة، وجدت وفاء عامر نفسها مؤخرًا في قلب أزمة غير مسبوقة، بعد أن طالتها شائعات واتهامات غريبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان أبرزها الزجّ باسمها في قضية وفاة اللاعب إبراهيم شيكا، وادعاءات بالاتجار في الأعضاء البشرية.
وجاءت الاتهامات من شخصية زائفة ادعت أنها ابنة الرئيس الأسبق حسني مبارك، مما دفعها إلى التقدم ببلاغ رسمي ضد هذه الشخصية، وإعلان انسحابها النهائي من منصة "تيك توك"، التي وصفتها بأنها أصبحت مساحة للفوضى والمساس بخصوصية الآخرين.
ورغم الألم النفسي الذي تعرضت له، لم تفقد رباطة جأشها، وخرجت في مداخلة تلفزيونية باكية، موجهة رسالة لجمهورها قالت فيها إنها لم ترتكب ما يسيء للفن أو لجمهورها، وإنها ما زالت فخورة بما قدمته من أعمال، وقد لاقت تضامنًا واسعًا من زملائها، ومن نقابة المهن التمثيلية التي أصدرت بيانًا رسميًا دافعت فيه عنها، وأكدت فيه أن وفاء عامر فنانة صاحبة تاريخ مشرف ومواقف إنسانية ووطنية لا تُنسى.