• الرئيسية
• الرياضة

حين تُغلق أبواب القفص الحديدي، ويبدأ الحكم العد التنازلي، تختفي كل الأصوات من ذهن المقاتل، ويعلو فقط إيقاع قلبه، في لحظة يختلط فيها الخوف بالإصرار، ويصبح القتال انعكاسًا لسنوات من التضحية والتدريب، هذا المشهد جسّده المقاتل الروسي ذو الأصول الشيشانية حمزة شيماييف، خلال نزاله الأخير أمام الجنوب إفريقي دريكوس دو بليسيس، والذي انتهى بانتصار جديد رسّخ مكانته بين كبار نجوم UFC.

ولد شيماييف في الأول من مايو عام 1994 داخل جمهورية الشيشان الروسية، وبدأ مشواره الرياضي في سن مبكرة من خلال بطولات المصارعة المخصصة للناشئين، حيث تمكن من حصد الميدالية البرونزية، لكن مساره تغيّر تمامًا عندما انتقل إلى السويد برفقة والدته وهو في الثامنة عشرة من عمره، وهناك واصل تطوره كلاعب فنون قتالية مختلطة حتى بات من أبرز الأسماء في الحلبة العالمية.

شيماييف نجح في الفوز بجميع مبارياته الـ12 دون تلقي أي هزيمة، من بينها 6 انتصارات داخل حلبات UFC، وكان آخرها خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تغلب على دريكوس دو بليسيس في نزال مثير ضمن منافسات الوزن المتوسط، ليتوج باللقب ويؤكد هيمنته على هذه الفئة.

يعتمد حمزة في أسلوبه على المصارعة والقتال الأرضي، وهو ما جعل الكثيرين يقارنونه بحبيب نورمحمدوف، خصوصًا من حيث السيطرة الكاملة على مجريات النزال وإجبار الخصوم على الاستسلام، وقد نجح بالفعل في إخضاع مقاتلين بارزين مثل كيفن هولاند وروبرت ويتيكر بحركات إنهاء سريعة مثل خنق D’Arce.

ينافس شيماييف حاليًا تحت راية الإمارات، التي يقيم فيها ويمثلها رسميًا، ويُلقب بين جماهيره بـ"الذئب"، وهو لقب يعكس شخصيته القتالية وشراسته داخل الحلبة، وقد حصد خلال مسيرته العديد من الجوائز في بطولات UFC، منها جوائز الأداء الأفضل وأسرع فوز في بعض المناسبات، مما عزز مكانته كنجم صاعد في عالم MMA.

بطولة UFC التي ينشط فيها شيماييف تُعد المنظمة الأشهر عالميًا في مجال فنون القتال المختلطة، وقد تأسست عام 1993، وتضم نخبة من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم، وتشمل النزالات فيها عدة فنون قتالية مثل الملاكمة، الكاراتيه، التايكوندو، المصارعة، الجودو، الموي تاي، والجوجيتسو البرازيلية، وتمتد النزالات عادةً لثلاث جولات بواقع خمس دقائق لكل جولة، بينما تُقام مباريات اللقب على مدار خمس جولات.

يمكن للمقاتلين الفوز بعدة طرق، أبرزها الضربة القاضية، إجبار الخصم على الاستسلام، قرار الحكام، أو إيقاف النزال طبيًا، ويُعد الفوز في UFC معيارًا لقدرات المقاتل الذهنية والبدنية، لما تتطلبه المنافسة من دقة تكتيكية، لياقة عالية، وقوة ذهنية تحت الضغط.

شيماييف، الذي خرج من أحياء الشيشان ومرّ بتجارب شخصية ومهنية صعبة، يبدو اليوم لاعبًا لا يمكن تجاهله في مشهد القتال العالمي، وقد أصبح اسمه مرتبطًا بالقوة والانضباط والخطورة داخل القفص، في انتظار ما سيقدمه خلال المواسم المقبلة.