• الرئيسية
• فن وثقافة

في خطوة أثارت تفاعلات واسعة، أصدرت اللجنة العليا المختصة بشؤون الجنسية في الكويت مرسومًا يقضي بإسقاط الجنسية عن عدد كبير من المواطنين، كان من بينهم الفنان والمنتج عيسى العلوي، مؤسس شركة "فروغي" للإنتاج الفني، ضمن قائمة تجاوز عددها 360 اسمًا، شملت أيضًا شخصيات معروفة في الوسط الرياضي والفني.

أحدث القرار موجة نقاش واسعة داخل الأوساط الإعلامية والفنية، خاصة أن العلوي يُعتبر من الأسماء المؤثرة في مسيرة الإنتاج الدرامي والمسرحي المحلي والخليجي، حيث شكّل جزءًا فاعلًا من الحراك الفني على مدى أكثر من عقدين.

عيسى العلوي، من مواليد الأول من نوفمبر 1976، يبلغ 48 عامًا، ويعمل في مجالات التمثيل والتأليف والإنتاج، وبدأ نشاطه الفني مطلع الألفية الجديدة، حيث برز اسمه من خلال مشاركته في أعمال درامية ومسرحية، وشكّل ثنائيًا معروفًا مع الفنان طارق العلي في عدد من الأعمال ذات الطابع الكوميدي والاجتماعي.

قدّم العلوي خلال مشواره مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، منها "خطوات على الجليد" عام 2000، و"هذا ولدنا" في 2007، إلى جانب فيلم "معتوق في بانكوك" الذي عُرض عام 2009، ومسلسلات مثل "طول بالك" و"خالي وصل"، فضلًا عن مشاركته في تجربة الرسوم المتحركة "أم سعف.كوم" التي بثت عام 2009.

ساهم كذلك في كتابة وتأليف عدد من الأعمال الفنية، منها برامج ومسلسلات لاقت انتشارًا في الخليج مثل "واي فاي" في 2012، و"قررمش" في 2013، و"الفلتة 3" في 2014، و"الفصلة" في العام التالي، إلى جانب مشاركته في كتابة أعمال درامية من إنتاج شركته.

أسس العلوي شركة "فروغي" للإنتاج الفني، التي أشرفت على إنتاج عدد كبير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، ولعبت دورًا واضحًا في دعم الحراك الفني في الكويت والخليج، إذ أنتج من خلالها ما يزيد عن ثلاثين مسرحية منذ بداية نشاطه.

في رصيده المسرحي، برزت أعمال مثل "عايلة قرقيعان" عام 2005، و"بسنا فلوس" في 2012، و"يا ليلة ما تمت" عام 2020، ومسرحيتي "آخر رحلة" و"البيت المقلوب" في 2024، حيث حافظ على حضوره ضمن عروض فنية موسمية ومهرجانات محلية.

أثار قرار سحب الجنسية من عيسى العلوي تساؤلات حول مصير إرثه الفني وتأثيره المستقبلي، خصوصًا مع تكرار قرارات مماثلة بحق أسماء بارزة في الوسط، وهو ما أعاد النقاش حول آلية إسقاط الجنسية وأثرها على المشهد الثقافي.

وفي تعليقه على الموضوع، أوضح وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح أن هذه الإجراءات تأتي ضمن مراجعة دقيقة لملفات الجنسية الكويتية، مؤكدًا أن العديد من الحالات التي شملها القرار تتعلق بحالات ازدواج جنسية، وهو أمر لا يتماشى مع القوانين المعمول بها في الدولة.

وأشار الوزير إلى أن عدد الجنسيات التي تم سحبها حتى الآن وصل إلى قرابة 50 ألف حالة، وذلك ضمن خطة وطنية تهدف إلى التصدي لحالات التلاعب في ملفات الجنسية، وضمان تطبيق الأنظمة القانونية بحزم ودقة.