لماذا ينتشر فيروس الإنفلونزا H3N2 الفرعي K بهذه السرعة في 2025؟
ربما تشعرين بالقلق من الأخبار المتداولة حول "إنفلونزا K"، وهذا حقكِ؛ فقد رصدت منظمة الصحة العالمية تمدداً غير مسبوق لهذه السلالة المنتمية لعائلة H3N2 في أكثر من 30 دولة، مما يجعلكِ تتساءلين عن سبب هذا الانتشار السريع الآن هو قدرة الفيروس الفائقة على "التحور"، حيث نجح في تغيير شفرته الجينية ليصبح أكثر مهارة في الانتقال بين البشر، والأخطر من ذلك هو قدرته على التخفي من دفاعات جسمكِ المناعية حتى لو كنتِ قد حصلتِ على حصانة من إصابات سابقة.
ولعل المفاجأة التي لم يتوقعها الكثيرون هذا العام هي التوقيت؛ إذ بدأ الفيروس هجومه قبل موعده المعتاد بنحو ثلاثة أسابيع، حيث ستلاحظين أن الأعراض تبدأ بشكل عنيف ومفاجئ، حيث ترتفع درجة الحرارة بسرعة ويصاحبها إرهاق شديد يجعلكِ غير قادرة على القيام بأبسط مهامكِ، بالإضافة إلى سعال جاف وآلام حادة في العضلات وسيلان الأنف، وهي علامات تتطلب منكِ الحذر وعدم تجاهلها.
وتكمن الخطورة الحقيقية التي يجب أن تنتبهي لها في "المضاعفات"، خاصة إذا كان القلق يتعلق بكبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وضيق التنفس، فهذا الفيروس قد لا يكتفي بالأعراض التقليدية، بل قد يتطور الأمر إلى التهابات رئوية حادة أو عدوى بكتيرية ثانوية تصيب الأذن أو الصدر، وهو ما يجعل مراقبة الحالة الصحية خلال الأيام الأولى من الإصابة أمراً لا غنى عنه.
ولكي تمري من هذه الموجة بسلام وتوفري الطمأنينة لنفسكِ، فإن الوقاية تظل هي مفتاح النجاة، ورغم ذكاء الفيروس في التحور، إلا أن خبراء الصحة يؤكدون أن اللقاحات المتاحة لا تزال توفر حماية ضرورية تمنع تدهور الحالة وتجنبكِ دخول المستشفى.
وبجانب التطعيم، ننصحكِ بالتمسك بالعادات البسيطة والفعالة: تهوية منزلكِ جيداً، غسل يديكِ باستمرار، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، لتكوني دائماً في أمان بعيداً عن تقلبات الفيروسات الموسمية.


