الأحد 15 يونيو 2025 09:15 مـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
×

أسبانيا تخفف من الاعتراف بفلسطين كدولة

الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 10:30 مـ 25 محرّم 1436 هـ
ليس من المقرر أن يبلغ النواب الاسبان بمساعيهم الخاصة بالدولة الفلسطينية الى حد دعوة حكومتهم الى الاعتراف بفلسطين كدولة بعد ان قدم الحزب الحاكم في الدقيقة الاخيرة تعديلات للتخفيف من اجراء رمزي من المقرر ان يتبناه البرلمان في وقت لاحق يوم الثلاثاء. تأتي هذه المناقشات في مدريد في يوم اقتحم فيه فلسطينيان مسلحان بسكاكين وفؤوس معبدا يهوديا في القدس وقتلا أربعة يهود اثناء الصلاة قبل ان يقتلا بالرصاص. وكان الإجراء غير الملزم الذي قدمته المعارضة الاشتراكية قد "حث" الحكومة في الاصل على الاعتراف بدولة فلسطينية مما أغضب الحكومة الاسرائيلية. لكن حزب الشعب الحاكم الذي يتمتع بأغلبية مطلقة في مجلس النواب قد اقترح تعديلا قبل ساعات من التصويت يضعف النص. وجاء في الصياغة التي اقترحها حزب الشعب ان "البرلمان الاسباني يحث الحكومة على تشجيع الاعتراف بفلسطين كدولة ... هذا الاعتراف يجب ان يكون نتيجة لعملية يتم التفاوض عليها بين الاطراف التي ستضمن السلام والامن للجانبين." والقرار المعدل يبدو أقل طموحا مما كان يأمل فيه وزير الخارجية خوسيه مانويل جارسيا مارجايو. وقال للصحفيين في بروكسل يوم الاثنين "لدينا احساس بأن الوقت ينفد. إما ان نفعل شيئا بسرعة أو سيصبح حل الدولتين مستحيلا من الناحية المادية." والمحادثات مستمرة في البرلمان في محاولة للتوصل الى اتفاق بين كل المجموعات السياسية بشأن الاجراء قبل التصويت المقرر ان يجري في الساعة 1900 بتوقيت جرينتش. والمبادرة الاسبانية التي طرحها وزير الخارجية السابق ترينيداد جيمينيز جاءت بعد ان دعا نواب في بريطانيا وايرلندا حكومتيهما الى الاعتراف بدولة فلسطينية. وتتجه فرنسا أيضا الى اتخاذ قرار غير ملزم بعد ان كانت حكومة يسار الوسط في السويد الرائدة في الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية خلال أيام من توليها السلطة الشهر الماضي. وتأتي هذه الاجراءات تجسيدا لمشاعر خيبة الامل المتنامية في الاتحاد الاوروبي جراء برنامج اسرائيل للتوسع في المستوطنات على الاراضي التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها بعد انهيار محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة. وقالت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ان وزراء خارجية الاتحاد الثمانية والعشرين ناقشوا في اجتماع في بروكسل يوم الاثنين كيفية بدء "عملية ايجابية مع الاسرائيليين والفلسطينيين لاطلاق عملية سلام." وعندما سئل بشأن التعديل الذي قدمه حزب الشعب قال السفير الفلسطيني موسى عامر عودة الذي خطط لحضور المناقشات "أهم شيء هو ان البرلمان يطلب من الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين." وكانت الحكومة الاسرائيلية قد رفضت في وقت سابق هذه اللفتة قائلة انها جاءت في أسوأ لحظة ممكنة في اليوم الذي وقع فيه أسوأ حادث مميت في القدس في ست سنوات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون "لا يمكن ان يتحقق مكسب من تحركات منفردة مثل الذي يستعد البرلمان الاسباني لاتخاذه اليوم وهو ينأى بنا بعيدا عن المفاوضات مع الفلسطينيين." وأضاف "ندعو أسبانيا الى عدم اتخاذ اجراءات منفردة وخاصة في يوم صادم مثل اليوم." وندد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راجوي بالهجوم. وقال في برقية بعث بها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "الحكومة الاسبانية وكل الشعب الاسباني تاثروا كثيرا ويقفون متحدين مع اسرائيل ومواطنيها في هذه اللحظة من الالم العميق."