للمرة الأولي ..المستشارة الألمانية تزور تركيا وسط توتر العلاقات

تزوراليوم الخمس ، المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تركيا للمرة الأولى منذ انقلاب فاشل وقع في يوليو من العام الماضي، في مسعى لتعزيز العلاقات التي توترت بسبب خلافات حول قضايا تتراوح من مكافحة الإرهاب إلى حرية التعبير.
وقال مسؤولون إن من المقرر أن تجتمع ميركل مع الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم خلال الزيارة التي تستغرق يوما واحدا لأنقرة ومن المتوقع أيضا أن تلتقي أعضاء في أحزاب المعارضة العلمانية والموالية للأكراد.
ومن المتوقع أن تتطرق المحادثات كذلك إلى اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي والتعاون في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتبادل المعلومات الاستخباراتية وحقوق الإنسان.
وتوترت العلاقات بين الدولتين العضويين في حلف شمال الأطلسي بسبب الحملة التي تشنها أنقرة على المعارضين بعد محاولة انقلاب وقعت يوم 15 يوليو تموز فضلا عن مزاعم تركيا بأن ألمانيا تؤوي متشددين أكرادا ومن اليسار المتطرف وهو ما تنفيه برلين.
كما يختمر خلاف تحت السطح بشأن معلومات جمعتها مقاتلات تورنيدو الألمانية التي تنطلق من قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا.
وتخشى ألمانيا أن تستغل تركيا الصور الجوية عالية الدقة في حملتها ضد المقاتلين الأكراد لذلك قررت أن تنتقي ما ستطلع عليه أنقرة من هذه المعلومات.
ورفضت ألمانيا تلميحات بإيواء متشددين على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة تمرد منذ ثلاثة عقود في تركيا. ويصنف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
لكن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق قال لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء أمس الأربعاء إن ألمانيا "وفرت المأوى لإرهابيين حتى في الوقت الذي كانت تواجه فيه تركيا المتاعب."
وأضاف أن برلين تؤوي أيضا أعضاء مما تسميه أنقرة "منظمة كولن الإرهابية" التابعة لرجل الدين فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة وتحمله أنقرة مسؤولية محاولة الانقلاب. وينفي كولن هذا الاتهام.وقالت وسائل إعلام ألمانية يوم السبت إن نحو 40 عسكريا تركيا معظمهم من أصحاب الرتب العليا يعملون في مؤسسات حلف شمال الأطلسي في ألمانيا طلبوا حق اللجوء.
وحث وزير الدفاع الألماني برلين على رفض الطلبات وحذر من أن التقاعس في ذلك قد يضر العلاقات. وقالت برلين إنها ستراجع الطلبات كل حالة على حدة.
وأثارت الحملة الصارمة قلق جماعات حقوق الإنسان وحلفاء تركيا ومن بينهم ألمانيا التي تخشى أن يستغل إردوغان محاولة الانقلاب كذريعة لتضييق الخناق على المعارضة. وتقول تركيا إن الخطوات ضرورية لحماية الديمقراطية واجتثاث أنصار الانقلاب الفاشل.