الرعاع ..وسقطة عسكري سابق !
حسين شمردل
لحسن الحظ فقد غادر السيد محمد سمير وظيفته كمتحدث باسم المؤسسة العسكرية قبل ان يتورط في اطلاق لفظ بذيء ضد منتقديه ، كان ينبغي علي السيد سمير نائب رئيس قناة العاصمة الفضائية ان يتعلم العفة وحسن الادب من قادة الجيش المصري العظام ، وبدلا من ان يهبط لمستوي عدد من الشباب الناقمين او المغرضين ، كان احري به ان يضبط اعصابه ويسأل نفسه قبل ان يرفع القلم ويصوبه الي صدور هؤلاء الناقمين : هل استخدم الرئيس السيسي او الفريق اول صدقي صبحي او الفريق محمود حجازي يوما مثل هذه اللغة الرعناء مع كل ما تعرضوا له من قدح من خصومهم .
السيد سمير رجل يعشق الحياة ، وحبب الي قلبه النساء فتزوج ثم تزوج ثم طلق ثم تزوج ، وهذا حقه مادام الامر يتم في اطار الحلال والمقبول دينيا واخلاقيا ، وتطوع دون ان يطلب منه احد فقام بارسال صور الزفاف مع العروس الجديدة للصحف والمواقع ، و جعل من نفسه مادة للنقاش العام بما يعني السماح للكافة باقتحام خصوصيته ، ويبدو انه اراد ان يتباهي باناقة عروسه ، دون ان يدرك انه يستفز مشاعر ملايين الشباب العاجز عن الزواج ، او يستوعب انه يتجاوز تقاليد المؤسسة التي كان ينتمي اليها ، وعندما سمع ما لا يرضيه ، راح يطلق قذائفه هنا وهناك ، ويتهم قطاع عريض من جمهور السوشيال بانهم رعاع ، لالشيء الا انهم عبروا عن رأيهم في الصور التي نشرها مع عروسه .
وحتي لو افترضنا ان هناك من سخر بشدة ، او تجاوز تعليقا علي الصور المنشورة ، فاين الحكمة التي يجب ان تتحلي بها شخصية عامة كانت تنتمي الي مؤسسة عظيمة لم تضُبط يوما بالتعالي علي المواطنين ، او مبادلتهم سخافة بسخافة او قبحا بمثله .
ومع رفضي التام لأية سخرية في حق الشخصيات العامة تتجاوز حدود النقد المقبول ، لابد ان نذّكر السيد محمد سمير انه باقدامه علي نشر صوره مع عروسه الجديدة ، قد اعاد الي الاذهان ذكريات مؤلمة عاشها قطاع عريض من المصريين عقب ثورة 1952 عندما انخرط عدد من ضباط الجيش في مغامرات عاطفية وعلاقات مصاهرة وزواج مع الفنانات ، كان من نتيجتها هزيمة ساحقة في يونيو 1967 فضلا عما حاق بصورة العسكريين من لغط يتناقض مع الجدية والخشونة التي ترتبط دائما بصورة المقاتل المصري لدي عامة المصريين .
من حق نائب رئيس قناة العاصمة ان يختار لنفسه ما يشاء وان يتزوج بمن يشاء ولكن ليس من حقه ان يدخل الفاظ مثل السفلة والكلاب والرعاع الي قاموس العمل العام ، انا اثق انه سوف يراجع نفسه ويعتذر لكل من صدمتهم هذه الالفاظ خاصة عندما تصدر من شخصية كانت تتحدث بأسم اهم واعظم مؤسسة في البلاد .