عن الاشتياق في البعد؛ قالت: "كنت بشتاق لك و أنا وأنت هنا؛ بيني و بينك خطوتين، شوف بقينا إزاي أنا فين يا حبيبي و أنت فين"، و ناجاها بصوته: "اشتقت إليك فعلّمني أن لا اشتاق، علّمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق"، كما واجه الحبيب بقسوة هجرانه: "طمعتك في حناني، و وهبتك وجداني، و بقيت ملك إيديك، أتاريك قاسي و غادر، و بتنسى و مش فاكر أيامي و لياليك"، و اعتلى أرفع درجات العشق حينما أكد: "بيني فى الحب و بينك ما لا يقدر واشٍ يفسده، مابال العاذل يفتح لي باب السلوان و أوصده، ويقول تكاد تجنّ به فأقول و أوشك أعبده"، إلى أن أقسمت بالبقاء على العهد: "أنا لحبيبي و حبيبي إلي، يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي، لا يعتب حدا و لا يزعل حدا"، أعمال غنائية لم تعرف مفاهيم النجاح الوهمي الذي انتشر بفضل الرواج الإلكتروني، لتثبت أن الجواهر الحقيقية لا تصدأ، و المعادن النفيسة تحتفظ ببريقها، في وجه عوامل التعرية الفنية.

فالعالم العربي يزخر بذكريات أروع النجوم، من كوكب الشرق أم كلثوم، العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ملك العود فريد الأطرش، إلى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، و جارة القمر فيروز، مع صوت الشجن فايزة أحمد، الشحرورة صباح، دلوعة السينما شادية، ملكة الإحساس في المقام الأول نجاة الصغيرة، وردة الجزائرية، كارم محمود، محمد قنديل، طلال مدّاح، و غيرهم العشرات، ممن حصلوا على ألقاب حقيقية تناسبت مع عمرهم الفني الحافل بالإنجازات، سواء في أم الدنيا، بلاد الأرز، أو الخليج العربي، حيث اعتادت مصر أن تُلبّي تطلعات شباب محبي الفن، و تُطلقهم نحو عالم النجومية بسرعة ثابتة، إلا أن و مع مرور السنوات، شهدت الأغنية العربية تطوّرًا كبيرًا، إلى أن وصلت لمرحلة تغيّرت فيها هويتها.

لكن العديد من نجوم الوطن العربي، الذين تألقوا على مدار عقود، أثبتوا أن التطوّر أفاد الأغنية بشكل كبير، و تحدوا الزمن بقوة أغنياتهم، التي انتقوا لها كلمة مختلفة، و إيقاع جديد، عاش منذ الثمانينيات، و التسعينيات، من القرن الماضي، رسموا بها ملامح قوية للتغيير، و كوّنوا أقوى الروابط مع المستمعين، في عصر لم يعهد ملايين المشاهدات على موقع يوتيوب للفيديوهات العالمي، أو تحميل الأغنيات من أشهر التطبيقات على الهواتف الذكية، فكان للنجاح طعمًا آخر، و أسسًا سليمة، حافظت المحبة الجماهيرية الحقيقية على استمراريته.

"لا بتتكلمي و لا بتسلمي ليه كل يومين بلاقيكي بحال"

و لعل البداية تأتي مع "ميّال"، الأغنية التي تحمل عنوان الألبوم الخامس في تاريخ عمرو دياب، الذي قام ببناء قاعدة جماهيرية، تعشق تلك الأغنية منذ ثلاثين عامًا، و حتى صار يُلقّب بالهضبة، فإن ترديد الملايين لكلماتها، يعكس شغف قلوب بإيقاعها، و يُجدد أجمل عهود الهوى و الغرام مع النجم المصري العالمي.

"ميّال" من كلمات مجدي النجار، و ألحان حجاج عبدالرحمن، و توزيع فتحي سلامة.

ذلك بالإضافة إلى "هلا هلا"، "رصيف نمرة 5"، "ضحكة عيون حبيبي"، "نور العين"، "عودوني"، "و هي عاملة إيه دلوقت"، و غيرها.

 

"لا كنت برا و لا مهاجر، أنا اللي جايلك من باكر، قلبي و لا البحر الهادر، عيني ولا الجمرة الليلة"

يروي لونه الأسمر حكاية شعب بأكمله، و يكتب صوته في دفتر الذكريات، بداية تدشين مدرسة غنائية خاصة به، مع إطلاق محمد منير العمل تلو الآخر، حتى حصد لقب "الكينج"، حيث استطاع أن يحافظ على مكانته في ذاكرة محبيه بـ "الليلة يا سمرا"، و التي أصدرها عام 1981.

"الليلة يا سمرا" جمعت قطبي الإبداع، حيث خرجت بكلمات فؤاد حدّاد، و ألحان أحمد منيب.

كما يمتلك منير رصيدًا وافرًا من الأغنيات التي تعتبر للتاريخ، منها: "في عشق البنات"، "المريلة الكحلي"، "أنا قلبي مساكن شعبية"، "بتبعديني"، "هوّن يا ليل"، و غيرها.

 

"و أنا كل ما اشتاق إليها أروح و أسأل عليها.. عليها، تجاوبني عينيها أرحل يا حبيبي.. حبيبي أهلي ما يرضون".

لم يساهم في تطوير الأغنية العصرية فقط؛ بل وضع الأسس السليمة للتأكيد على أهمية الفيديوكليب، السوبرستار "راغب علامة"، الذي شارك في رسم خارطة لبنان بقلوب الجماهير العربية بعمل تصدى لثغرات الزمن، و لازالت "قلبي عشقها" محط إعجاب الجماهير.

تغنّى راغب علامة برائعته الأبدية "قلبي عشقها"، ذلك الشاب الأنيق الذي أطلقها عام 1991، و كما يحتفظ العطر بجودة رائحته، فإن تلك الأغنية تزداد ألقًا مع مرور السنوات، و استطاعت أن تجمع أجيالًا على حبها، حيث تمكنت من التمرّد على الفكرة التقليدية للأغنية آنذاك على كافة الأصعدة.

 "قلبي عشقها" من كلمات عاطف بركة، ألحان راغب علامة، و توزيع طارق عاكف.

و بالإضافة إلى "قلبي عشقها"، فإن أرشيف راغب علامة حافل بالنجاحات مثل: "يا ريت"، "مغرم يا ليل"، "علمتيني"، "أسف حبيبتي"، و غيرها.

 

" قال جاني بعد يومين يبكيلي بدمع العين، يشكي من حب جديد، يحكى وأنا ناري تقيد، وسمعته وفكري شريد، وسكتت وقلبي شهيد"

لا تمر مرور الكرام على المسامع، فذلك الإحساس القوي الذي رافق كلماتها التي تجسّد لغة الجرح في الأغنية العصرية، تصيب المستمع بقشعريرة لا تتركه سوى بانتهاء العمل الغنائي، ليقوم بإعادة الاستماع إليها مجددًا، حالة لا تُحدثها سوى الديفا "سميرة سعيد"، معهودة لدى عشاقها.

"قال جاني بعد يومين"، شارك عملاقة الفن الجميل في ترجمتها إلى المستمع، فهي من كلمات عبدالوهاب محمد، و ألحان فاروق سلامة، و تم إطلاقها عام 1982، و لازال الجمهور يطالب سميرة سعيد في كل حفل لها بغنائها، و يرددها الصغير قبل الكبير، باستمرارية نجاح تخطى التوقعات.

و لـ سميرة سعيد العديد من الأغنيات التي احتفظت بها ذاكرة الجماهير منها: "احكي يا شهرزاد"، "مش هتنازل عنك أبدًا".

 

"لا تبكي يا ورود الدار ضلك غني بغيابه.. ولما يعود من المشوار كوني الزينة ع بوابه"

تداعب المستمع بعناصرها المكتملة، اقترنت بالنجاح طوال السنوات، و تعد واحدة من أجمل أعمال شمس الأغنية اللبنانية "نجوى كرم"، حيث نجحت في الصمود بأصالتها، رغم اختلافها عن قريناتها من أغنيات التسعينيات.

حيث قدّمت نجوى كرم أشعة إحساسها الدافيء في "ورود الدار"، الأغنية التي حملت مزيجًا فريدًا من الإيقاع السريع، و الحزن المرتبط بالفرح المرتقب، و تم طرحها ضمن ألبوم "نغمة حب" الناجح عام 1994.

"ورود الدار" من كلمات إيلي بيطار، و من ألحان جورج ماردوريسيان، و لا تعد الوحيدة في سجل ابنة الكرم التي جادت على الساحة الفنية العربية بالعديد من الأعمال الرائعة مثل: "عالالا"، "سهرانة"، "ما بسمحلك".

 

"في هويد الليل ولقيتك ما أعرف جيتني ولا جيتك، ما أعرف غير إني لقيت روحي.. ونجيت من همي ونجيتك"

ترتبط حقبة الثمانينات و التسعينيات بشكل وثيق مع النجم المصري المخضرم "علي الحجار"، الذي أبدع بأصول أعرق الأشعار، و أكثر الألحان رقيًا.

"في هويد الليل" من مسلسل "غوايش" للفنانة صفاء أبوالسعود، و الفنان الكبير فاروق الفيشاوي، تم طرحها عام 1987، ضمن ألبوم "زي الهوى"، و فيها تغنّى الحجار بشعر الراحل سيد حجّاب، مع رائعة الموسيقار العالمي عمر خيرت.

 

"سامحتك كتير.. و مش غصب عني و لا ضعف مني، و لكن لأني بحب بضمير"

رغم كونها الصوت القوي الذي استطاع أن يتطوّر على مدار الأعوام، لازالت النجمة السورية "أصالة" ترتبط بذاكرة الجماهير عند محطة هامة في مشوارها الغنائي بـ "سامحتك كتير"، من كلمات محمد حمزة، ألحان الموسيقار محمد سلطان، و التي تم إطلاقها عام 1993.

 

" لسه ناوي ع الرحيل؟! تفتكر ملهوش بديل.. أعمل إيه في الوحدة وأنت مش هنا؛ أعمل إيه، ومنين أجيب صبر لسنة"

و من جهتها، فإن موسيقى محمد علي سليمان لـ "شنطة سفر"، تعيد أكثر الذكريات شجنًا بصوت أنغام حتى الآن، و تعد مقصد عشاق الطرب الحديث في كل حفلاتها، من كلمات فاطمة جعفر، و هي الأغنية التي تم طرحها ضمن ألبوم "الركن البعيد الهادي"، عام 1988.

 

" يا بيت الأحباب الغربة هدتني.. بعد سنين غياب حجارك عرفتني"

في خطاب استثنائي مع الذكريات التي يعمر بها منزل ما، كان البكاء على الأطلال من نوع جديد، حيث فارس الأغنية العربية "عاصي الحلاني"، الذي أطلق "و أنا مارق مريت"، و التي تعتبر واحدة من أشهر الأغنيات التي نجحت باللهجة اللبنانية على الصعيد العربي.

و هي تحمل عنوان الألبوم الذي تم طرحه عام 1994، من كلمات نزار فرانسيس، و ألحان سمير صفير، و تم تصويرها على طريقة الفيديوكليب.

و مهدت الأغنية للعديد من الأغنيات الناجحة للفنان اللبناني الكبير "عاصي الحلاني"، مثل: "يا ناكر المعروف"، "يا ميمة"، "أحبك جدًا"، "مالي صبر يا ناس"، "بحبك و بغار".

 

" أخاف تذبل ورودي ويجف غصني وعودي، محتاج لك يا وجودي ودي أقبّل ايدينك"

حفل العام 1997، بكلماتها، و بعد مرور 11 سنة، مازالت "يا طيب القلب" التي حملت عنوان ألبوم الفنان السعودي مرهف الإحساس "عبدالمجيد عبدالله"، في وجدان الجماهير، و يحاول تقديمها الشباب من النجوم في حفلاتهم.

همّ الفنان "عبدالمجيد عبدالله" بإطلاق شرارة تغيير، بإيقاع لم يكن له مثيل في الأغنية الخليجية، و رغم صعوبة فهم لهجته عام 1997، نظرًا لعدم الانفتاح الإلكتروني الموجود حاليًا، إلا أنه تمكن من غزو القلوب العربية بشكل عام، في محاولات جاهدة لمعرفة تفاصيل العمل الغنائي الذي عبر كافة الحدود الجغرافية.

" يا طيب القلب" من كلمات سالم الخادي، و ألحان ممدوح سيف.

 

"نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي.. ودمروا كـل أشيائي الحبيبات"

حب تم تخليده، فلولا ذلك الحبيب الذي لم تبصر قصة غرامه النور، لم يكن القلم ليجد الطريق إلى أنامله، حتى يُفرغ ما في صدره من آلام، و جراح، و يكتب قصيدة استثنائية، احتفت بجمال اللغة العربية، التي تدخل بين أروقة الإبداع الوصفي، و تُجسّد الإحساس بأدق تفاصيله، "أنا و ليلى"، التي اشتهرت بصوت الفنان العراقي الكبير "كاظم الساهر".

و عن القصيدة قال القيصر: "هذه القصيدة عرفتها في الثمانينات إذ استمعت لسطرين منها وبحثت عنها فلم أجدها. وبالمصادفة قابلت شخصين قال كل منهما إنه صاحبها واستمر الحال حتى العام 1992 ، إلى أن وجدت صديقًا من أقارب حسن المرواني التي كتبها، وأحضر لنا القصيدة وهي تقريباً من 30 بيتًا؛ فاخترت بعضها"، و انهمر المرواني في البكاء فور الاستماع إلى اللحن قائلًا إنه ليس شاعرًا، و أن كاظم الساهر اعاد له ذكريات فترة الجامعة، التي كتب فيها القصيدة.

و تمس الأغنية وجدان المستمع و خاصة لِما تحمله من معانٍ قوية، أطلق كاظم الساهر لإبداعه العنان سواء في انتقاء الأبيات، او وضع اللحن الموسيقي العذب، علمًا بأنه تم إطلاقها عام 1998، ضمن الألبوم الذي يحمل العنوان ذاته.

 

"مكبوتة في قلبي أحلام محصورة، وحطام أفكار أيتام مبتورة، وآمال مطوية، بتعافر فيا، وكأن أواني كان لسّه شوية"

نهاية العام 1987، كانت بداية النقلة الفعلية للأغنية المصرية، و التي ساهم فيها الفنان المصري "مدحت صالح"، حيث أطلق أغنيته الخالدة "كوكب تاني"، و منها ليطرح الألبوم في عام 1988، بنجاح باهر، لتوزيع موسيقي مختلف.

و سلّط مدحت صالح الضوء على واقع المواطن البسيط، الذي يحمل طموحه بين زحام اليأس في كوكب غمرته السلبيات، و من الغريب في الأمر فإن كلمات الأغنية خلدّتها بطريقة فريدة، حيث تتحدث عن واقع العديد من الشباب بعد مرور ثلاثين عامًا على إصدارها.

"كوكب تاني" من كلمات مدحت الجمال، و من ألحان سامي الحفناوي.

 

" عبد القادر يا بو علام ضاق الحال علي، داوي حالي يا بو علام سيدي ارؤف علي"

الأغنية التي حيّرت أجيالًا من المشرق العربي، في ظل اجتياح اللهجة الجزائرية لفترة التسعينيات، حيث قدّمها ملك الراي الشاب خالد، و لا ينساها الجماهير في تعاونه الساحر على خشبة المسرح مع كل من الشاب فُضيل، و رشيد طه.

جذب الإيقاع كافة المستمعين من كل أنحاء العالم، و رغم سهولة الكلمات، إلا أن اللهجة استصعبها الكثير منهم، و في مناجاة للشيخ عبدالقادر الجيلاني، تمكن العمل الغنائي من الاستمرار على مر السنوات، و مهّد لاستقبال حافل للهجة الجزائرية و الراي بنجاح في انحاء الوطن العربي، والعالم.

و من أشهر الأغنيات التي نجحت عربيًا: "دي دي"، "عائشة"، "يا رايح"، "يا منفي"، و غيرها الكثير من الأعمالالتي عكست ثقافة شعوبها، و قامت بتصدير موسيقى مميزة من الطراز الرفيع، يتغزّل بها العالم.

" والمطـرُ الأسودُ في عيني، يتساقـطُ زخاتٍ زخات، يحملـني معـهُ يحملـني، لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات"

بكلاسيكية راقية، استطاعت النجمة اللبنانية "ماجدة الرومي" منذ عام 1991، و حتى الآن، من السيطرة على الحواس، بصوتها الرنّان، في رائعتها "كلمات"، التي سطر حروفها الشاعر المذهل نزار قباني، و و ضع ألحان الموسيقار إحسان منذر.

و في ألبوم حمل العنوان ذاته، نجحت السيدة ماجدة الرومي، من كتابة تاريخ جديد للأغنية الكلاسيكية باللغة العربية الفصحى، و تعيديها إلى الصدارة بقوة.

 

"و حياتي عندك.. لو كان لي عندك خاطر، ما تراجع قلبك، قبل ما ييجي اليوم و تسافر"

رحلت باكرًا، لكنها تركت العديد من الأغنيات التي جعلتها "ذكرى" خالدة، حيث اعتادت الفنانة التونسية "ذكرى" أن تطمئن الجماهير بقوة صوتها، على صلاحيات الفن الجميل.

و من أشهر أغنيات ذكرى التي خلدتها السنوات "وحياتي عندك"، و التي تم إصدارها عام 1995، على طريقة الفيديوكليب، و حققت شهرة واسعة بين الجماهير في الوطن العربي.

 

" يلي معاك ابتديت اعرف كلمة هويت واعرف كلمة يا ريت وبحبك قلتها"

عاصر العملاقة من نجوم الزمن الجميل، و سلك طريقهم بعصرية ليكون أمير الغناء العربي "هاني شاكر" واحدًا من أهم فناني الحقبة الألماسية للأغنية المصرية الحديثة.

"نسيانك صعب" و التي تم إصدارها ضمن ألبومه الذي حمل عنوان "شاور"، عام 1991، و واصلت رواجها الجماهير مذ ذلك الحين، و تحظى باهتمام محبيه في كل حفلاته حتى وقتنا هذا.

و من جانبه، فإن هاني شاكر يُبدع بإحساسه في تجسيد حالة العجز عن نسيان الحبيب، و يطوّر من نمط الهجر و الفراق في الأعمال الغنائية المصرية بشكل خاص، في مسيرته التي ضمت أكثر من 600 أغنية.

و كانت الأغنية قد تم طرحها على طريقة الفيديوكليب، بالاستعانة بمشاهد من الفيلم المصري "الوسادة الخالية" من بطولة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، لبنى عبدالعزيز، و زهرة العلا.

 

"سيد الوصال كم أعاني عذابي كم الله يسامح من ظلم"

في معركتها مع الفن، انتصرت لصالح البقاء، خسرها الفن العربي عامة، "رجاء بلمليح" التي تألقت في الكثير من الأغنيات باللهجة المصرية، و على رأسهم "صبري عليك طال".

و استطاعت الأغنية التي تم تصويرها على طريقة الفيديوكليب، من مواصلة الانتشار الجماهيري منذ العام 1994، و حتى الآن، و يقوم شباب النجوم بإعادة غنائها نظرًا لما تتميّز به من إيقاع متطوّر، يجمع بين عذوبة الشجن، و سلاسة النغم، من توقيع حميد الشاعري.

و كانت الفنانة المغربية رجاء بلمليح قد نجحت في أغنيات مثل: "يا غايب عن عيوني"، ببصمة واضحة لصوتها، الذي يظل صداه عابرًا للأزمان.

 

" الغالي والله بيرخص له وقلبي بيخلص له، وحالي فرحة ترقص له تنسيه الجروح"

بعد جهد دام 3 سنوات، أطلقت النجمة اللبنانية "ديانا حدّاد" باكورة ألبوماتها، بعنوان "ساكن" عام 1996.

و ضم الألبوم 6 أغنيات، تمكنت بهم ديانا حدّاد من الانطلاق بقوة في العالم العربي، و حصد لقب "برنسيسة الغناء"، و تؤكد على اختياراتها المفاجئة، لتخلب ألباب الجماهير، و تمتطي جواد الحفلات الواحدة تلو الأخرى، و تحافظ على تواجد أغنياتها بين أفضل ذكريات محبيها.

و أطلقت "ساكن" سلسلة من أروع الأعمال لديانا حداد و التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا مثل: "أمانيه"، "أهل العشق"، "امشي ورا كدبهم"، "جرح الحبيب"، "اللي في بالي"، و غيرها.

 

" حبك يا غالي غيرلي حالي، على شوقي ليك باصحى وبانام"

مع إصدار الألبوم الرابع في مسيرتها الغنائية، لم تُطلق النجمة الذهبية "نوال الزغبي" أغنيات للتاريخ فقط، بل مثّلت قدوة بأناقتها و عفويتها الراقية.

و تظل أغنية "الليالي" باللهجة المصرية محطة هامة في مشوارها الفني، و خاصة لبساطة العمل الغنائي الذي استطاع أن يُحقق الانتشار غير المسبوق ف يكافة الشوارع العربية مع مطلع الألفية الجديدة.

"الليالي" من كلمات خالد منير، و ألحان الموسيقار محمد رحيم.

علمًا بأن نوال الزغبي كانت سبقت و أثبتت خطاها قبل العام 2000، بعدة أعمال منها: "دلعونا"، "ماندم عليك"، إلى جانب "مين حبيبي أنا" الديو الذي شاركت فيه الغناء مع النجم وائل كفوري.

 

" لما نظراتك حاكوني انا شفت الدنيي أحلى ، من نظرة حبوكي عيوني وقلبي غيرك ما استحلى"

منذ أفصح عن حكاية قلبه العاشق، توّج الجماهير النجم اللبناني "وائل كفوري" ملكًا للرومانسية، و من كلمات: نبيل ابو عبدو، و ألحان زياد الرحباني، أصابت سهام صوته قلوب المستمعين في أغنيته "سألوني".

و تعد "سألوني" واحدة من أنجح أغنيات وائل كفوري، و التي أحبها الجماهير سواء للاستماع إليها، أو مشاهدتها على طريقة الفيديوكليب.

و منها نجح وائل كفوري في رسم الطريق الصحيح لمسار الأغنية اللبنانية الرومانسية، و مع كل ألبوم، وثّق خطاه بمحطة ثقيلة من إبداع الكلمة واللحن.

 

" آهٍ على قلبٍ هواهُ محكّمُ؛ فاض الجوى منه فظلمًا يكتمُ"

من اللحظات الاولى التي تلمس فيها تلك الأنامل السحرية، البيانو؛ يدخل المستمع إلى عالم موسيقاه الوردي، و يقع أسيرًا لغرام عطر الجمال الأخاذ مبهورًا بقدراته في سطر الكلمة الشعرية سواء بالفصحى أو بالعامية اللبنانية، غارقًا في تفاصيل الإبداع، للفنان الشامل "مروان خوري"، و الذي يحافظ على نجاح "كل القصايد" رغم مرور السنوات.

في البداية كانت الأغنية الراقية التي تطرقت إلى مضمون جديد للرومانسية، حيث يقف بطلها يُظهر عواطفه بلا خوف، يعتز بمشاعر الحب العفيف، مغازلًا معشوقته بأروع الحروف.

حتى ظهر الكليب و كشف عن الكاريزما التي يتمتع بها مروان خوري، الذي أكد أن نعم للرقي الفعلي في الأغنية العصرية لازال موجودًا، و أن الغناء للحب ما هو إلا أعظم درجات الفن سواء في كتابة الشعر، أو وضع الألحان، فهو دنيا بحد ذاتها تدفع الإنسان ليُعطي أجمل ما بداخله من مواهب، و خٌلق مثالية.

"كل القصايد" من كلمات و ألحان موران خوري، و توزيع بلال الزين، من الألبوم الذي يحمل العنوان ذاته، و تمكن الفنان اللبناني الشامل من مشاركة النجاح مع العديد من نجوم الفن في الوطن العربي، و خاصة بعد تليحينه لأروع الأغنيات التي لازالت تجذب الجماهير مثل: "معقول" فضل شاكر، "عز الحبايب" صابر الرباعي، "اتطلع فيي" كارول سماحة، "سمعني غنية" عبدالمجيد عبدالله، "مغرم" جاد نخلة، "روح" مايا نصري، "بتمون" إليسا.

 

و تطول القائمة بالعديد من الأغنيات التي شارك بها كبار نجوم الوطن العربي، في رسم ذكريات الجماهير جنبًا إلى جنب النجاح الباهر، و تشمل أسماء كثيرة أمثال: حنان ماضي، إيمان البحر درويش، عايدة الأيوبي، محمد الحلو، ميادة الحناوي، صابر الرباعي، محمد فؤاد، خالد عجاج، و غيرهم العشرات.