الصباح العربي
الجمعة، 29 مارس 2024 12:40 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

طارق السنوطي يكتب: السيسي والاتحاد الإفريقي

الصباح العربي

لاشك أن العام الحالي يعتبر عامًا استثنائيًا بالنسبة للقارة الإفريقية؛ حيث يتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي غدًا خلال مراسم افتتاح القمة الإفريقية الثانية والثلاثين لرؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالاتحاد، والتي تنطلق أعمالها في مقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

والمؤكد أن تولي مصر مقاليد رئاسة الاتحاد الإفريقي للمرة الأولى منذ نشأته عام 2002 خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية يعتبر الحدث الأبرز والأهم خلال فعاليات تلك الدورة المهمة في تاريخ دورات القمم الإفريقية؛ سواء على المستوى المصري أو المستوى الإفريقي؛ حيث شهدت العلاقات المصرية - الإفريقية هبوطًا وصعودًا خلال السنوات الماضية تتمثل في تعليق عضوية مصر – نتيجة مفاهيم مغلوطة – عقب ثورة 30 يوليو المجيدة، ثم سرعان ما استطاعت مصر استعادة مكانتها ودورها التاريخي من جديد داخل القارة السمرا ء.

من خلال إستراتيجية دبلوماسية ضخمة تبناها الرئيس السيسي تمثلت في تكثيف التواصل مع دول القارة في كافة الأقاليم الإفريقية الخمسة؛ سواء شمالًا أو جنوبًا أو شرقًا أو غربًا أو وسط القارة عن طريق الزيارات الخارجية لتلك الدول، وأيضًا استقبال عشرات القادة والزعماء الأفارقة بالقاهرة علاوة على استضافة القاهرة لعدد ضخم من الفعاليات الإفريقية المهمة؛ مثل مؤتمر "التكتلات الاقتصادية الإفريقية" في شرم الشيخ وأيضًا مؤتمر "الاستثمار في إفريقيا" إلى جانب العديد من المعارض الكبرى؛ بالإضافة إلى تكثيف عدد المنح الدراسية والدورات التدريبية لبناء القارة السمراء في مختلف المجالات وهو ما كان له أكبر الأثر في تدعيم التواجد المصري في القارة.

وأعتقد أن القمة الإفريقية والتي تعقد تحت شعار "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليًا: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا "سوف تعول كثيرًا على الدور المصري البارز في هذا الملف، وكيفية تعامل مصر مع الكثير من اللاجئين والذين بلغ عددهم أكثر من خمسة ملايين لاجئ من مختلف الجنسيات، وكيف أن مصر احتضنت ذلك العدد دون وجود مخيمات أو إطلاق مسمى "لاجئين"عليهم مثلما حدث في باقي دول العالم.

وحيث سيتم طرح رؤية لكيفية التعامل مع النزوح القسري من دول القارة الإفريقية إلى الدول الأوروبية؛ بل الإفريقية أيضًا في ظل قسوة الظروف المعيشية لمعظم شعوب القارة؛ برغم الإمكانات الضخمة الموجودة بها؛ سواء الثروات البشرية؛ حيث تعتبر أكبر قارة شابة في العالم، أو الموارد الطبيعية المنتشرة في ربوع القارة، والتي تنتظر منذ سنوات طويلة وجود خطة طموحة وفعالة للاستفادة من تلك الثروات، وتفعيل آلاف القرارات التي صدرت عن القمم الإفريقية السابقة بتحقيق التكامل الاقتصادي، وتحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقي.

ولذا فإن القمة الإفريقية الحالية والتي سوف تتولى مصر رئاستها تمثل نافذة أمل وطاقة نور لأبناء القارة السمراء، والذين يعولون على القدرات المصرية؛ سواء في التخطيط أو التنفيذ في قيادة القارة إلى تحقيق إنجازات ملموسة على كافة الأصعدة خاصة ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي في إطار أجندة التنمية الإفريقية 2063 من خلال تطوير البنية التحتية بالقارة وتنفيذ عدد من مشروعات الربط القاري على كافة الأصعدة وتعزيز جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية بصورة كبيرة بالتعاون مع الشركاء الدوليين بما يحقق النفع والفائدة المرجوة للمواطن الإفريقي.

ويقينا فإن وجود مصر على قمة الاتحاد الإفريقي سوف يكون له تداعيات كبيرة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وسوف يشهد هذا العام الكثير من الفعاليات وترجمة الكثير من الجهود من مجرد أفكار ورؤى وإستراتيجيات إلى مشروعات ملموسة يشعر بها المواطن الإفريقي الذي يضع ثقته ويطمح في تحقيق ما كان يسعى إليه منذ سنوات مضت في ظل قيادة مصر للقارة السمراء والتي تتمتع بإمكانات هائلة تبحث عن من يستغلها لصالح أبناء القارة السمراء بعيدًا عن أطماع الدول المختلفة والقوى الكبرى في نهب ثروات إفريقيا دون النظر لأبناء القارة أنفسهم.

نقلًا عن بوابة الأهرام

طارق السنوطي السيسي الاتحاد الإفريقي القارة السمراء

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq