الصباح العربي
الجمعة، 26 أبريل 2024 08:09 مـ
الصباح العربي

أخبار عالمية

نيويورك تايمز: الضربات الأمريكية في سوريا توفر الملامح الأولى لاستراتيجية بايدن تجاه إيران

الصباح العربي

منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، ضرب مسلحون تدعمهم إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط مطارا في المملكة العربية السعودية بطائرة مسيرة مفخخة، وهم متهمون باغتيال أحد المنتقدين في لبنان واستهداف العسكريين الأمريكيين في مطار في شمال العراق، ما أسفر عن مقتل مقاول فلبيني وإصابة 6 آخرين، ومع ذلك ظلت سياسة رد بايدن غير واضحة.

وفي يوم الخميس، حصل العالم على أول لمحة عن طريقة تعامل بايدن مع أحد أكبر المخاوف الأمنية للشركاء الأمريكيين في المنطقة، وهي شبكة الميليشيات التي تدعمها إيران وتعمل على تقويض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

ووفقا لصحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، قال مسؤولون أمريكيون إن الغارات الجوية التي أمر بها بايدن ضربت مجموعة من المباني على الجانب السوري من معبر حدودي مع العراق يوم الخميس واستهدفت أعضاء ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران ومجموعة تابعة لها.

من جانبه، قال مسؤول في حزب الله إن أحد مقاتلي جماعته قُتل في الغارات الجوية، وفي وقت لاحق، وصف بيان للجماعة المقاتل القتيل بأنه عضو في قوات الحشد الشعبي العراقي، وهي مجموعة من الجماعات شبه العسكرية التي تضم كتائب حزب الله وتعتبر رسمياً جزءا من قوات الأمن الحكومية العراقية.

إلا أن التلفزيون الرسمي الإيراني و“المرصد السوري لحقوق الإنسان“ الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويراقب النزاع، أفادا بأن 17 مقاتلا قد قُتلوا في الغارات الجوية التي وقعت بالقرب من مدينة أبو كمال الحدودية في سوريا.

وفي حين لا يزال عدد القتلى الدقيق غير واضح، يبدو أن بايدن اختار استخدام قدر محدد من القوة في الضربات، على أمل أن تسبب أضراراً كافية لإظهار أن الولايات المتحدة لن تسمح بشن هجمات صاروخية مثل التي ضربت مطار أربيل في شمال العراق في 15 شباط/ فبراير، دون أن تتسبب في تصعيد النزاع.

لن نتسامح

وقالت مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: ”إنه يضع خطه الأحمر الأول“، موضحة أن الضربات تهدف إلى إخبار إيران بأن سعي بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي لن يدفعه إلى تجاهل الأنشطة الإقليمية الأخرى التي تقوم بها إيران وحلفاؤها، ولا سيما الهجمات على القوات الأمريكية.

وأضافت مها يحيى: ”إنها تبعث برسالة تقول: نحن لن نتسامح مع ذلك السلوك وسنستخدم القوة العسكرية عندما نشعر أنكم تجاوزتم الحدود“.

وفقا لقناة ”صابرين“ الإخبارية على تيليغرام، التي تستخدمها الجماعات المدعومة من إيران، فر رجال الميليشيات من 6 من المباني الـ 7 التي تعرضت للقصف بعد أن رصدوا ما اعتقدوا أنه طائرة استطلاع أمريكية.

وفي إشارة إلى تصاعد التوترات بين الحكومة العراقية والجماعات المدعومة من إيران التي تشكل أيضا جزءا من قوات الأمن العراقية، قالت قناة صابرين إن الضربات الأمريكية أتت بمساعدة مسؤول في الاستخبارات العراقية تظاهر بأنه راعي أغنام.

وأصدرت وزارتا الداخلية والدفاع العراقيتان بيانات تنفي أنهما قدمتا معلومات استخباراتية للهجوم.

وفى مقابلة مع شبكة تلفزيون محلية اليوم قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن الذين يطلقون على أنفسهم اسم ”المقاومة“ ويطلقون هجمات صاروخية على العراق هم مجرد إرهابيين.

ووصفت قناة صابرين تصريحات الوزير بأنها ”ضوء أخضر للمجتمع الدولي لاستهداف المقاومة والقضاء عليها بحجة الإرهاب“.

وقال حسين في مقابلة أجرتها معه صحيفة ”نيويورك تايمز“ مؤخرا: ”نرى هذه الهجمات كهجمات على الحكومة العراقية نفسها“، مشيرا إلى الهجمات على السفارة الأمريكية وأهداف أمريكية أخرى.

ويعتبر حسين واحدا من عدة مسؤولين عراقيين سافروا إلى إيران في الأشهر الأخيرة في محاولة لإقناعها باستخدام نفوذها لكبح جماح قوات الميليشيات، حيث قال: ”ذهبت أنا وآخرون إلى طهران وأجرينا مناقشة صريحة ومفتوحة مع الإيرانيين، وبالفعل توقفت هذه الهجمات لمدة، ولكن في نهاية المطاف، ميدان الصراع يقع في العراق“.

أكثر حكمة

وقال مسؤولون عراقيون بارزون إنهم يتوقعون سياسة أكثر حكمة من إدارة بايدن تجاه العراق، وقال حسين إن بغداد لا تتوقع أن تجعل الإدارة الأمريكية الجديدة من العراق أولوية في السياسة الخارجية، ولكنه قال إنه يتوقع أن تتحسن العلاقات الأمريكية العراقية بفضل خبرة المسؤولين في الإدارة الجديدة في التعامل مع المسؤولين العراقيين.

وتقول كتائب حزب الله إنها تحافظ على وجودها على المعبر الحدودي لمنع تسلل مقاتلي تنظيم داعش إلى العراق، ووصفت الضربات الأمريكية على الحدود بأنها جريمة، وقالت إنها تحتفظ بحق الرد، كما كررت دعوات الحكومة العراقية لطرد القوات الأمريكية.

ونفت كتائب حزب الله مسؤوليتها عن الهجمات على مطار أربيل هذا الشهر التي أسفرت عن مقتل المقاول العسكري ومدني عراقي.

ملعب وساحة معركة

ومن جانبها كافحت الحكومة العراقية في كبح جماح الميليشيات المدعومة من إيران التي نما نفوذها منذ التحرك لمحاربة تنظيم داعش عندما استولى على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا في عام 2014.

وفقد داعش آخر قطعة من أراضيه قبل عامين، وتم استيعاب العديد من الجماعات شبه العسكرية المدعومة من إيران في قوات الأمن الرسمية العراقية.

وحذر العراق من أن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران الذي يتكشف على أراضيه يهدد بزعزعة استقرار البلاد.

وتكثفت هجمات الميليشيات المدعومة من إيران على المصالح الأمريكية في العراق بعد أن قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني والمسؤول الأمني العراقي البارز أبو مهدي المهندس، في غارة بطائرة مسيرة في بغداد في عام 2020.

وقال ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في تشاتام هاوس، وهي مجموعة سياسية مقرها لندن: ”في العام الماضي، أصبح العراق ملعباً وساحة معركة لهذا النوع من النشاط الذي يحركه التصعيد الأمريكي الإيراني، وبدأت هذه الجماعات في الظهور بعد اغتيال قاسم سليماني“.

وشرح: ”إنهم يرسلون برسالة واحدة واضحة، وهي أن انتقامهم لم ينته، وأنه بالنسبة لهم، الوقت ليس مشكلة“.

وأوضح منصور، الذي يتتبع الجماعات المسلحة في العراق، أن الجماعات الأحدث تتكون من مقاتلين مسلحين بأسلحة مرتبطة بجماعات شبه عسكرية أكبر مدعومة من إيران.

وبعض الجماعات شبه العسكرية المدعومة من إيران تتلقى رواتبها من الحكومة العراقية كجزء من قوات الأمن العراقية، لكنها لا تخضع بالفعل لسيطرة الحكومة.

المهمة الشاقة

وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تبدأ فيه إدارة بايدن المهمة الشاقة المتمثلة في محاولة استعادة الاتفاق النووي مع إيران، بعد انسحاب سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب منه في عام 2018، وتعتبر مسألة الأنشطة الإيرانية الخبيثة التي تهدف لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، والتي تقلق حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، موضع تساؤلات كبيرا حول معايير الاتفاق النووي الجديد.

قضت إيران عقودا في بناء شبكة من الشراكات مع جماعات الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة، التي سمحت لها بمد نفوذها، وتشمل هذه الجماعات جماعة حماس الفلسطينية في غزة، وحزب الله في لبنان، وعددا من الجماعات في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن.

وتلقت جميع هذه الجماعات على الأقل بعض التمويل والدعم والأسلحة من إيران على مر السنين، وتشارك إيران في أيديولوجيتها المتمثلة في ”المقاومة“، أو النضال ضد إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

وطورت هذه المجموعات العديد من الطرق، التي غالبا ما تكون منخفضة التكلفة لتكون شوكة في ظهر أمريكا وحلفائها، ونما حزب الله ليصبح أقوى قوة عسكرية وسياسية في لبنان، وهو الآن يوجه ترسانة من أكثر من 100 ألف صاروخ نحو إسرائيل ويمتلك مقاتلين مخضرمين ساعدوا في قلب مسار الحرب الأهلية في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد.

نيويورك تايمز الضربات الأمريكية سوريا توفر الملامح الأولى لاستراتيجية بايدن تجاه إيران

أخبار عالمية

click here click here click here altreeq altreeq