شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، فعالية قادرون باختلاف» فى نسختها الخامسة، التى أقيمت بمركز المنارة للمؤتمرات، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى، وعدد من كبار رجال الدولة والمسئولين وكوكبة من المثقفين والفنانين. وخلال فعاليات الحفل، قدّم عدد من الأطفال والشباب أصحاب القدرات الخاصة، كلمة عبّروا فيها عن طموحاتهم وأحلامهم وكيف تغلّبوا على الظروف والعقبات، التى مروا بها وحولوها إلى إنجازات ملهمة، والبداية كانت مع أميرة حربى، من ذوى الهمم، التى عبّرت عن سعادتها بتقديم احتفالية قادرون باختلاف»، مبينة أنَّ حياتها تغيرت منذ النسخة الأولى للفعالية عام 2018، الذى قرّر الرئيس عبدالفتاح السيسى تخصيصه ليكون عام ذوى الهمم.

وأضافت أميرة»،22 عاماً: خلال أول نسخة من قادرون باختلاف» كنت موقفة تعليمى، ومنذ أن رأيت النسخة الأولى ودعم الدولة المصرية والرئيس السيسى لذوى الإعاقة، عُدت مرة أخرى للتعليم».

وتدرس أميرة»، ابنة محافظة المنيا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، مضيفة: أسعى لأن أصبح سفيرة أو وزيرة، فخورة بوقوفى أمام رئيس الجمهورية، وأننى جزء من النسخة الخامسة من (قادرون باختلاف) التى تسبّبت فى تغيير تاريخ الإعاقة فى مصر بدعم الرئيس السيسى».

ووجّهت إنجى محمد، الطالبة بكلية الألسن جامعة المنيا قسم اللغة الإيطالية، الشكر للرئيس السيسى، على دعمه واهتمامه بذوى القدرات الخاصة، ليرد عليها الرئيس، قائلاً: أنا اللى باشكركم». وشهد الحفل موقفاً طريفاً، إذ ارتبكت الممثلة رنا رئيس، خلال تقديمها إحدى فقرات الاحتفالية، ليتدخل الرئيس، قائلاً: ماتتوتريش ولا حاجة.. ليه تتوترى»، لترد الفنانة حضرتك ليك هيبة»، ويردّ الرئيس ربنا يوفقكم.. كمّلى كلامك».

وقالت رنا»: فيه ناس يأتون للدنيا قادرون باختلاف لحكمة يعلمها الله، ولكنهم بين يوم وليلة بيقدروا يصيروا قادرون باختلاف ومثل إخوتنا فى غزة والمحنة التى يعيشونها، فى لحظة بين ليل ونهار بيصحوا يلاقوا نفسهم قادرون باختلاف، وهى محنة صعبة لأهلنا فى القطاع».

وتابعت الفنانة: فجأة حياتهم وأقدارهم بتتغير فى ثوانى، رغم أن عمرهم ما كانوا عاملين حساب لده، ونتشرف اليوم بوجود أهلنا من غزة بالحفل، داخل القاعة، ونقول لهم: مصر دوماً تفتح ذراعيها لكل أهلنا العرب، وكل الناس، ليستشعروا الأمان، وتم شفاء أهلنا من غزة فى مصر بخير ونقدم لهم التحية».

وقالت الطفلة رقية: دلوقتى هنشوف فيديو عن غزة، وبنقول لهم من قلوبنا بنحبكم وبندعى لكم وربنا معاكم».

وروى الطفل الفلسطينى عبدالله الكحيل، أحد ضحايا غارات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، الذى يتلقى العلاج فى مصر، تفاصيل إصابته، قائلاً: كنا فى تل الهوا، واليهود اتصلوا علينا ونزحنا، واتجمّعنا فى مدرسة، وبعد شوية الصاروخ أصابنا، وكلهم استُشهدوا ما عدا أنا، ورجلى كانت بتتقطع».

وأضاف عبدالله»: رُحت أصحى أخويا علشان نهرب أنا وهو، لقيته استُشهد وأغمى عليّا، وتانى يوم صحيت لقيت بطنى كلها غُرز والدكاترة بيقولوا رجله هتنبتر، لكن أمى قالت لهم لأ ماتبتروش رجله، إديله فرصة ونحاول نروح نعالجه فى مصر»، وعبّر الطفل عن رغبته فى العودة إلى غزة مرة أخرى بعد تلقى العلاج: ناوى أرجع على غزة أرضى تانى، ولما تجونا هافتح ليكم كل أبواب غزة».

وطلب عبدالله» مصافحة الرئيس الذى رحّب به، قائلاً: أهلاً بيك يا عبدالله، أنت وكل اللى اتصاب وكل اللى اتأذى، الشهداء عند ربنا، لكن أنت لسّه صغير، والدنيا لسّه قدامك وهتشوف كتير حلو، ودايماً فى حياة الناس والشعوب فترات صعبة». وأضاف السيسى»: لو الناس صبرت واستحملت واشتغلت واجتهدت واعتمدت على الله وصدّقت أن ربنا قادر على النصر والدعم، ربنا قادر يحقّق المستحيل كله». ورحّب الرئيس السيسى بالطفلة رقية محمود عبدالله من أطفال قادرون باختلاف»، التى قدّمت فقرة فنية مع الفنانة رنا رئيس، قائلاً: إزيك يا رقية.. أنا سعيد إنّى باشوفك.. مش تساعدى الفنانة؟».

وقدّم المطرب مدحت صالح أغنية سحابة عدت» فى احتفالية قادرون باختلاف»، وبمشاركة ذوى الهمم، كما شارك الفنان شيكو بصحبة فتاتين من ذوى الهمم ريماس وإنجى»، بالاحتفالية، وقال شيكو: جايب لكم أحلى بنتين فى مصر، إنجى وريماس».

وقالت الطفلة ريماس من ذوى الهمم: أنا ريماس، عندى 9 سنين، من الناجين من الحروق، بطلة سباحة ومعايا ميداليات كتيرة»، ووجّهت ريماس»، الشكر للرئيس السيسى بقولها: باقول لحضرتك شكراً يا سيادة الرئيس، لأن حضرتك اهتميت بالناجين من الحروق، ونظرة المجتمع اختلفت للناجين من الحروق»، بينما قالت إنجى محمد، من ذوى الهمم: عندى 21 سنة، بادرس فى كلية الألسن جامعة المنيا، قسم اللغة الإيطالية». ووجّه الرئيس الشكر إلى الطفلتين ريماس وإنجى والفنان شيكو»، قائلاً: أنا اللى باشكركم، اليوم بتاعكم ده بيبقى يوم جميل أوى، وبنعيش عليه السنة كلها»، وردّت ريماس»، قائلة: يوم جميل علشان حضرتك معانا».

وألقت الطفلة روضة وليد، 9 سنوات، قصيدة أمام الرئيس السيسى، والحضور فى فعالية قادرون باختلاف». وأضافت الطالبة فى الصف الرابع الابتدائى، أنّ جدّتها كانت تُحدثها عن شهامة المصريين، وتؤكد لها أنّ المصريين رجالة وستات جدعان لهم معدن مش موجود، أغلى من الذهب وأقيم من الماس»، وجاء مطلع قصيدة روضة»، كالتالى: صباح الفل على بلدى وعلى العالم وكل مكان.. أعرفكم بنفسى وأقول لحضراتكم أنا إنسان.. يجوز عندى اختلاف لكن مين قال إنى شخص ضعيف؟.. مادام عايش فليّا كيان».

وأشاد السيسى» بالقصيدة، ودعاها إلى إعادة تقديمها مرة أخرى، بقوله: ممكن تعيديها تانى علشان هيا جميلة أوى، والمعنى جميل أوى والإلقاء زودها جمال، سمعينا وعلمينا، قولى تانى بعد إذنك»، لتُبهر روضة» الحضور بأدائها، حيث صعد الرئيس إلى المسرح وقبّل يدها وسط تصفيق الحضور، قائلاً: كلماتك أثرت فينا، وزادت الاحتفالية جمال، ربنا جميل أوى يا روضة».

وشهد الحفل كلمة قدّمتها نانسى حسام، 22 عاماً، من ذوى الهمم وتقيم بمحافظة الغربية، وحاصلة على ليسانس آداب جامعة طنطا، وقالت: من سنين فاتت كنا عايشين فى ضلمة زى ما يكون فيه سحابة كبيرة مغطية علينا، لكن بوجودك معانا كل سنة، مصر كلها بقت معانا، ودلوقتى نقدر نقول السحابة عدت».

وقال أحمد طارق محمد، 27 عاماً، من ذوى الهمم ويعمل موظفاً بإحدى الشركات: كان حلمى ألعب سباحة، وبالفعل بقيت سباح فى النادى الأهلى يا ريس».

كما شارك الفنان كريم محمود عبدالعزيز، فى تقديم إحدى فقرات الحفل، موجّها التحية إلى الرئيس السيسى والحضور، قائلاً: سعيد للغاية بوجودى معاكم، وبوجودى مع قادرون باختلاف». وقدّمت الفنانة مايان السيد فقرة فنية فى الاحتفالية، بمشاركة فتاتين من ذوى الهمم، وهما لميس إسلام، 17 عاماً، طالبة بالصف الثانى الثانوى، من محافظة بورسعيد، وممثلة مسرح وشاعرة ومصمّمة جرافيكس، ورحمة خالد، 18 عاماً، طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وقالت مايان»، خلال كلمتها بالاحتفالية: صباح الخير سيادة الرئيس.. صباح الخير على الحضور الكريم، أنا مايان السيد فنانة مصرية، وأعتبر نفسى محظوظة بتقديمى دور فتاة شابة فى مقتبل عمرها وتعانى من التوحّد فى مسلسل حلم حياتى».